تسعى الصحف الاميركية الى التصدي إلى انهيار عائدات الاعلانات وتباطؤ المبيعات ومنافسة مواقع الانترنت لها، حرصاً منها على ان تبقى وسيلة إعلام حيّة وشعبية. ولفتت مبادرة"مشروع صحيفة"في اعلان نشر أمس في صحيفتي"نيويورك تايمز"و"واشنطن بوست"، وهما من أكبر صحف الولاياتالمتحدة، الى ان"عدد الذين سيقرأون صحيفة اليوم أمس سيفوق عدد الذين تابعوا مساء أمس أول من امس الدوري النهائي لبطولة كرة القدم الاميركية". وتابع الاعلان، متوجهاً الى شركات الاعلانات:"مع اقبال مئة مليون قارئ يومي، تشكل الصحف فرصة للوصول الى الهدف الإعلاني". ويوضح المشروع على موقعه الالكتروني ان مجموعة من ارباب الصحافة اجتمعوا"لتبادل وجهات النظر والمعلومات في شكل بنّاء بالنسبة لمستقبلها". وأضاف:"خلافاً لمواقع الانترنت التي تضاعف المقالات المنذرة بسيناريو نهاية العالم بالنسبة الى مستقبل الصحف الورقية، سيخصص هذا الموقع لمقالات وتعليقات وتحليلات عميقة تعرض مقاربة اكثر توازناً لما يمكن للمجموعات الصحافية القيام به من اجل الاستمرار والتطور في السنوات المقبلة". ويعتزم"مشروع صحيفة"، بعد نشر اول اعلاناته في"نيويورك تايمز"، ادراج اعلانات في 300 صحيفة ومجلّة اخرى في الولاياتالمتحدة. وفي مبادرة، غير منسقة سابقاً، دعي مستخدمو موقع"فايسبوك"الإلكتروني الى التوحّد لدعم الصحف، في خطوة حققت نجاحاً انضم اليها عشرات آلاف الاشخاص. وكما في كل دول العالم، سجلت أزمة الصحف الاميركية في منافسة النشرات الإلكترونية تفاقماً سريعاً ومفاجئاً في الاشهر الاخيرة، تحت وطأة الانكماش الاقتصادي الذي ادى الى هبوط حاد في عائدات الاعلانات. وتمكنت صحف عدة من التعويض، ولو جزئياً، عن خسائرها في الاعلانات الورقية، بفضل الاعلانات الإلكترونية، لكن صحيفة مثل"نيويورك تايمز"سجلت في الاشهر الاخيرة تراجع العائدات، حتى على موقعها الالكتروني. وتنعكس الازمة بشدة على العاملين في هذا القطاع. وخسر اكثر من 15 الفاً من موظفي المؤسسات الصحافية وظائفهم في العام الماضي، وفقاً لارقام جمعتها صحافية في صحيفة"سانت لويس بوست ديسباتش"المحلية، اريكا سميث، في ملاحظات اوردتها في مدونتها الالكترونية. واعلنت مجموعة"تريبيون"، احدى المجموعات الصحافية الكبرى الاميركية ومن ابرز صحفها"شيكاغو تريبيون"و"لوس انجليس تايمز"، إفلاسها في كانون الاول ديسمبر الماضي، وهي تسعى منذ ذلك الحين لإعادة ترتيب امورها بعيداً من المدينين. وافاد تحقيق اجراه معهد"بيو"للابحاث في العام الماضي، بأن الانترنت اصبح مصدر المعلومات الرئيس للاميركيين، في مؤشر اشد خطورة، سواء بالنسبة الى المحليات او الدوليات، متقدماً على الصحف المطبوعة. نشر في العدد: 16742 ت.م: 2009-02-04 ص: 23 ط: الرياض