سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الصغير : الناخبون حملوا مجالس المحافظات وحدها مسؤولية مشاكلهم الاساسية . تغيير كبير في الخريطة السياسية العراقية بعد تقدم قوائم المالكي والعشائر وتراجع الحكيم والأكراد
تشير النتائج الاولية لانتخابات مجالس المحافظات الى حصول تغيير كبير في الخريطة السياسية أبرز مؤشراته التقدم الكبير للقائمة المدعومة من رئيس الوزراء نوري المالكي وتراجع قائمة عبدالعزيز الحكيم في الجنوبوبغداد، وتقدم القوى العشائرية في المحافظات الغربية على حساب القوى السنية التقليدية، إضافة الى فوز الليبراليين في نينوى وتراجع الأكراد، الأمر الذي يمثل انتصاراً لدعوة المالكي الى تعزيز السلطات المركزية على حساب اصحاب المشروع الفيديرالي. وأقرت قائمة"شهيد المحراب والقوى المستقلة"التي يتزعمها"المجلس الاعلى الاسلامي"برئاسة عبدالعزيز الحكيم بتقدم"ائتلاف دولة القانون"المدعومة من رئيس الوزراء في محافظات الوسط والجنوب، وعزت ذلك الى"اعتقاد المواطنين بأن الحكومة المركزية هي التي ستحقق الخدمات". وقال القيادي في"المجلس الاعلى"جلال الدين الصغير ل"الحياة"إن"الانتخابات الحالية خرجت بنتائج ربما ستنعكس آثارها بشكل سريع على المواطنين، الذين حمّلوا كل مشاكلهم الأساسية مجالس المحافظات والمحافظين الحاليين"، مشيراً الى ان"هذه المجالس ربما اخطأت، لكنها لم تصنع مشاكل المواطنين العامة, فمسائل التعيين والخدمات العامة في صورتها الأساسية لدى الحكومة الاتحادية وليس في ملفات المحافظات". واضاف ان"الانتخابات ابرزت حقيقتين، الأولى فوز الأحزاب الإسلامية في كل المحافظات، والثانية تعاظم القناعة بعدم جدوى اللوائح الكثيرة". ولفت الى ان الانتخابات في جنوب البلاد"لم تغير كثيرا في الاوضاع السياسية، إذ اختار الناخبون الاحزاب الدينية"، واعرب الصغير عن استعداد"المجلس الاعلى"للتحالف مع"قائمة دولة القانون"على رغم الاختلاف في الطروحات والبرامج. من جهته أبلغ عضو"حزب الدعوة"سامي العسكري"الحياة"ان التغيير الذي حصل في الجنوب"هو تبادل المقاعد بين الاحزاب الاسلامية الرئيسية", وأوضح ان"المجلس الاعلى كان يسيطر على مجالس 6 محافظات في الجنوب، فيما بات حزب الدعوة متصدراً في هذه المحافظات بحسب النتائج الاولية". ولفت الى ان"هذه الانتخابات كشفت الحجم الحقيقي للاحزاب واظهرت ان غالبية العراقيين يدعمون فكرة رئيس الوزراء بتعزيز الحكومة المركزية". واشار الى ان"ائتلاف دولة القانون"بإمكانه ان يحقق الغالبية في معظم المحافظاتالجنوبية بعد تحالفه مع"قائمة الاحرار"التابعة لتيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر. وأبلغ مسؤول قريب من رئيس الوزراء وكالة"رويترز"ان"ائتلاف دولة القانون فاز على ما يبدو في المحافظاتالجنوبية التسع إضافة الى شرق بغداد"، واضاف ان"الآخرين يتنافسون على المركز الثاني أو الثالث". وفي البصرةجنوب قال مصدر في مفوضية الانتخابات ان قائمة المالكي متقدمة كثيرا في المدينة، فيما أعلن القيادي في"المجلس الأعلى"في البصرة فرات الشراع ان قائمته حصلت على حوالي 20 في المئة من الأصوات. كما أكد أحد قياديي التيار الصدري، رفض كشف اسمه، تقدم قائمة المالكي في الجنوب ومدينة الصدر في بغداد، التي تعتبر القاعدة الرئيسية للصدر في العاصمة. وعزا هذا القيادي هذه النتائج الى أن"أداء الاحزاب الاخرى في السلطة كان سيئاً، ما دفع الناس للتصويت لصالح المالكي. انهم يحاولون الحصول على الحد الادنى من متطلبات الحياة، وهو الامن. ونجح المالكي في فرضه". وسيمثل فوز المالكي في البصرة ومدينة الصدر، إذا تأكد، تحولاً غير عادي. فقبل أقل من عام كانت المنطقتان تحت سيطرة مقاتلي"جيش المهدي"الموالي للصدر الذين لم يخرجهم منهما الا حملة عسكرية أمر بها المالكي وقتل فيها المئات. وكان الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ اعتبر ان"تقدم ائتلاف دولة القانون كان مفاجأة للجميع"وتوقع ان"تشكل عنصرا جديدا داخل المعادلة العراقية"، مشيراً الى"انتصارات في البصرة والناصرية والديوانية والسماوة وواسط ومحافظات اخرى". وتابع ان"هناك قوى جديدة سنية وشيعية برزت في هذه الانتخابات، ما يدعو الى الاعتقاد بأننا على اعتاب اعادة تشكيل للهيكلية السياسية في المحافظات والتي بالتأكيد ستكون خطوة على طريق الانتخابات الوطنية المقبلة". في غرب العراق وشماله كانت العشائر والصحوات ابرز القوى الجديدة الفائزة الى جانب"الحزب الاسلامي"الذي سيطر على هذه المحافظات خلال السنوات الاربع الماضية، خصوصاً محافظة الانبار التي تتضارب النتائج الأولية حولها، ويبدو ان احداً لن يحقق الغالبية فيها. وقال زعيم مجلس صحوة العراق الشيخ احمد ابو ريشة في اتصال مع"الحياة"ان قائمته"جاءت في المرتبة الثانية بعد قائمة عشائر الانبار المتحالفة مع الحزب الاسلامي بحسب النتائج الاولية التي اعلنها مكتب المفوضية في الانبار"وأوضح ان"قائمة عشائر الانبار حصلت على المركز الاول مسجلة 56 الف صوت وحصلت الصحوة على 36 الف صوت، فيما حلت ثالثاً قائمة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي التي حصلت على 30 الف صوت، وحلت قائمة صالح المطلك رابعاً". من جهته اتهم ابو علي عبد محمد فلاح، المتحدث باسم مجلس عموم العشائر بزعامة الشيخ علي الحاتم، قائد شرطة محافظة الانبار اللواء طارق يوسف بالتواطؤ مع المشرفين على صناديق الاقتراع في ممارسة ضغوط على الناخبين لصالح مجلس الصحوة المتحالف مع"الحزب الاسلامي". وقال ابو علي في اتصال مع"الحياة"ان"اللواء يوسف بدأ جولاته برفقة الشيخ احمد ابو ريشة مع بعض وجهاء الصحوة للاشراف على مراكز الاقتراع في المحافظة، واوعز للمراقبين المشرفين على صناديق الاقتراع باختيار مرشحي كيان الصحوة"، واضاف ان"هؤلاء استغلوا امية بعض الناخبين الذين لم يحضر معهم اي من ذويهم المتعلمين الامر الذي سهل عملية التزوير". وتابع ان"هذه الممارسات امتدت الى المناطق المحاذية للمحافظة مثل هيت وقضاء التأميم احد النواحي المهمة في المحافظة". الى ذلك أعلن القيادي في"الحزب الاسلامي"نصير العاني ان"جبهة التوافق"حلت أولاً في الانبار وصلاح الدين وديالى. واضاف في تصريحات صحافية"نحن في المرتبة الثالثة في بابل والبصرة بعد دولة القانون والعراقية". واكد القيادي في"الحزب الاسلامي"هاشم الطائي ل"الحياة" ان"المحافظات الغربية والشمالية ستشهد تغييرا سياسيا كبيرا بخلاف المحافظاتالجنوبية"وابدى استعداد حزبه للتحالف مع القوى العشائرية التي توقع ان تحصد نتائج"لا بأس بها"في محافظتي الانبار وصلاح الدين". وتابع الطائي ان"قائمتي الحزب الاسلامي والحدباء حصدتا معظم الاصوات في نينوى"مؤكداً"عودة التمثيل العربي الحقيقي هناك بعد ان قاطع العرب الانتخابات السابقة الامر الذي سهل على الاكراد الفوز بمقاعد كثيرة قبل 4 سنوات". وفي بعقوبة كشف مصدر في المفوضية العليا للانتخابات في محافظة ديالى رفض ذكر اسمه الى"الحياة"ان"النتائج غير الرسمية اظهرت فوز قائمة التوافق والاصلاح التي يتزعمها الحزب الاسلامي العراقي ب86 الف صوت، تليها القائمة العراقية بزعامة اياد علاوي ب70 الف صوت، ثم قائمة التحالف الكردستاني ب69 الف صوت"، في حين حلت رابعاً قائمة صالح المطلك، ثم قائمة المالكي، وبعدها قائمة عبدالعزيز الحكيم، ثم قائمة إبراهيم الجعفري، فقائمة التيار الصدري، فيما حلت أخيراً قائمة حزب الفضيلة. نشر في العدد: 16741 ت.م: 2009-02-03 ص: 10 ط: الرياض