سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ستساعد المالكي على التمسك بدعوته إلى سلطة مركزية قوية في بغداد . العراق : الإنتخابات المحلية تحد من تفرد الإسلاميين وتمنح الليبراليين والقوميين دوراً سياسياً أكبر
صعّد المتنافسون الرئيسيون في انتخابات مجالس المحافظاتالعراقية وتيرة المواجهة، وانتقلوا سريعاً من الترويج الانتخابي الى الترويج لفوز"كاسح"في هذه المدينة أو تلك. وتشير المعلومات الأولية الى ان الكتل الاسلامية احتفظت بوجودها في مجالس المحافظات، من دون ان يحقق أي منها اكثر من ثلث الاصوات، في مقابل دخول الأطراف العلمانية والليبرالية والقومية هذه المجالس للمرة الأولى، ولو بشكل محدود. وأعلنت قوائم"دولة القانون"بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي، و"شهيد المحراب"بزعامة عبدالعزيز الحكيم، و"الأحرار"التي يتزعمها تيار الصدر، فوزها بالأكثرية في مدن الجنوب. لكن معلومات مستقلة أكدت تفوق المالكي في معظم هذه المدن، مع تراجع ملحوظ للحكيم، وبروز قوى جديدة بينها"العراقية"و"الأحرار"و"الحبوبي"و"المشروع الوطني"، بالإضافة الى قوائم محلية بنسب متفاوتة. إلى ذلك، أعلنت قوائم"جبهة التوافق"السنية بزعامة نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، و"الحدباء"و"العشائر"، و"المشروع الوطني"بزعامة صالح المطلك فوزاً"كاسحاً"في مدن الشمال والغرب. وكان رئيس مفوضية الانتخابات أعلن أمس ان نسبة المقترعين بلغت 51 في المئة، وما زالت قضية الذين منعوا من التصويت بسبب عدم ورود أسمائهم في سجلات الناخبين تتفاعل في الأوساط السياسية والشعبية. ويعكس هذا التضارب في تقدير النتائج دلالات مختلفة، يتعلق بعضها باستباق الفشل في الانتخابات وإثارة قضية التزوير وتبديل الصناديق. ويشير إلى توزيع جديد للقوى سيحول دون فرض أي طرف إرادته من دون اللجوء الى تحالفات جديدة مع قوى أخرى، أو إحياء تحالفات تفككت قبل الانتخابات. واستبق حزب"الدعوة"النتائج بالترويج لاكتساح زعيمه المالكي المحافظات الجنوبية. ودعا القوى الشيعية الأخرى الى نسيان مرحلة التراشق الانتخابي، والبدء في صوغ تحالفات جديدة، في اشارة الى علاقته المتأزمة مع"المجلس الاسلامي الاعلى"الذي روّج أيضاً لفوزه، لكن مؤشرات النتائج تؤكد تراجعه في معظم مدن الجنوب، خصوصاً في البصرة وهي نقطة الارتكاز لمشروع فيديرالية الوسط والجنوب الذي يدعمه. وستفرض الخريطة السياسية الجديدة نفسها على العمل السياسي. ولا يستبعد مراقبون تحالفاً بين تيار الصدر والمالكي، لإدارة محافظات، وآخر بين المالكي والحكيم أو علاوي في محافظات أخرى. وتشير المعلومات الأولية إلى أن قائمة المالكي حصلت بالفعل على نسب متفوقة في معظم محافظات الجنوب، ما يدعم موقف رئيس الوزراء ودعوته إلى إقامة حكومة مركزية قوية، وإضعاف الأطراف الداعمة لتشكيل أقاليم. ومع تأكيدات فوز قوى ليبرالية وعلمانية في كل المحافظات، ولو بشكل محدود، تبرز إمكانات إحداث تغيير في نسق علاقات الحكم داخل كل محافظة، ويسهل انتاج معارضة محلية للتحالفات الرئيسية. وانطلاقاً من هذه القراءة أعلن"الحزب الاسلامي"استعداده لعقد تحالفات مع الاطراف التي فازت في انتخابات المحافظات السنية، وبينها العشائر وعلاوي وائتلافات مستقلة وليبرالية وقومية. ولا تبدو مهمة الاسلامي مستحيلة في ضوء تقارب الكثير من طروحاته، خصوصاً ما يتعلق بالاتفاق على عدم السعي الى تشكيل اقليم او اقاليم فيديرالية في شمال العراق وغربه. وسيكون لتقدم قائمة"الحدباء"في الموصل، اثره في جعل مهمة الحكم المحلي أكثر تعقيداً، خصوصاً أن علاقات رموزها غير ودية مع الأكراد. والتعقيد السياسي الذي يعده مراقبون مؤشراً ايجابياً لخفض سقف طموحات الاحزاب الكبيرة سيفرض نفسه في المحافظات الأكثر تنوعاً على الصعيد المذهبي والعرقي، والأقل تاثراً بسلطة العشائر ورجال الدين مثل بغدادوالبصرة وبابل والموصل. ويتحدث مراقبون عن دور اكبر للأحزاب العلمانية والمستقلين والتكنوقراط في هذه المحافظات. ويقول سياسيون عايشوا تجربة الانتخابات المحلية والأموال الطائلة التي صرفت فيها، إن المتغيرات التي ستفرزها الانتخابات ستجبر الفائزين على اللجوء إلى الحذر في اختيار العناصر القيادية في كل محافظة، ما يرفع مستوى الاعتماد على أصحاب الكفاءة، بدلاً من الأكثر ولاء. نشر في العدد: 16740 ت.م: 02-02-2009 ص: الأولى ط: الرياض عنوان: العراق : الإنتخابات المحلية تحد من تفرد الإسلاميين وتمنح الليبراليين والقوميين دوراً سياسياً أكبر