يبدأ الليلة على شاشة"أل بي سي"الأرضية الخميس على الفضائية بث برنامج جديد بعنوان"شرّفتوني"أو"شرّف توني"كما كُتِبَت في ديكور الأستوديو حيث يتمّ التصوير، من تقديم طوني بارود بعدما قدّم خلال رمضان الفائت برنامج"شو بتقول"على الشاشة ذاتها. أوّل ما يلفت هو العنوان الذي يحمل معنيين مختلفين أو حتّى يمكن اعتبارهما متناقضين، فكلمة"شرّفتوني"تعني أنّ طوني هو الذي يستقبل، أمّا"شرّف توني"فتعني أن طوني هو الضيف! وقد لفتت الإعلامية السورية سهام الشعشاع في حلقة الشِعر التي ستُعرَض في الأيام المقبلة إلى ذلك اللعب المتقَن على الكلام. أمّا طوني بارود فيوضح:"بالنسبة إلي وإلى طبعي، أنا أستعمل المعنى الأوّل حيث أكون أنا الذي يفرح بالضيوف ويستقبلهم، فالمعنى الثاني لا يمكن أن أقوله أنا لنفسي لأنّه سيكون فيه بعض الإدّعاء، ولكن يمكن الناس أن يختاروا المعنى الذي يريدونه، المهم ألاّ أقوله أنا لنفسي"! ولكن ألا يخاف طوني بارود أن يعتبر بعضهم أنّه يحاول زجّ اسمه في عناوين برامجه كما"اكتشفنا البارود"في السابق و"شرفّ توني"الآن؟ يجيب:"أنا لم أُرِد يوماً أن يدخل اسمي في العنوان ولا أحبّذ هذه الفكرة أصلاً، ولكن في النهاية إنّ"أل بي سي"هي التي تختار الصيغة النهائية وتفعل ما تراه مناسباً، فلا يمكنني أن أفرض كلّ ما أريده"، ويضيف:"القائمون على المحطة يرَون أنّ هذه العناوين لافتة ويعتمدونها، وأعتقد أن غالبية الناس يجدونها طريفة، ولكن المشكلة تطرأ إذا حمّلها بعضهم معاني سلبية، عندها لا يمكنني سوى القول إنّ تلك المعاني غير مقصودة". بالانتقال إلى البرنامج وصيغته، يقول بارود إنّه فكرة غادة حبيقة وفكرته بعدما مضى على التحضير له نحو سنة كاملة، والإنتاج هو لشركة"بي آر كوم"التي يملكانها معاً."لقد فكّرنا في صيغة نستطيع من خلالها أن نجمع ضيوفاً في المجالات كلها، لا في مجال الفن فقط، كما نستطيع أيضاً أن نعطي الفرصة للمواهب المغمورة في الظهور إلى العلن". ويعلن بارود أنّ هذه الفكرة ليست معلّبة وصلت إلينا من الغرب جاهزةً، وهي تأكيد على أنّ اللبنانيين يستطيعون بدورهم أن يبتكروا الأفكار التي تناسب مجتمعهم والمجتمع العربي ككل. ستُفتَتح كلّ حلقة بفقرة"stand up comedy"يقدّمها بارود، بعدما شاهدناه منذ نحو سنتين يقدّم مسرحية كاملة مبنية على هذا النوع من الكوميديا، فهل حاول أن يضيف إلى البرنامج النكهة الكوميدية التي يحبّها؟"نعم"يقول،"ولكن هذه الفقرة تكون سريعة ومختصرة ونأخذ في الاعتبار أنّنا نظهر على التلفزيون الذي يدخل كل البيوت في لبنان والعالم العربي". هذه الفقرة التي يحضّرها داني البستاني تعالج موضوعات يومية تعني الناس جميعهم، على حدّ قوله،"وهي فقرة لا يقدّمها أحد في برنامجه، وقد حاولنا من خلالها أن نخفّف قليلاً من الصورة الجدّية التي قد يشعر بها المُشاهِد من خلال الديكور والثياب وبقية التفاصيل". الحلقات ستدور إمّا حول موضوع معيّن أو حول شخص معيّن، وسيكون هناك"أطباق"من الأسئلة حيث يبدأ بارود أولاً بالمقبّلات التي تضمّ ثلاثة أنواع من"الصلصات": صلصة الخل وصلصة الكوكتيل والصلصة الخفيفة. ويطرح هذه الأسئلة على الضيف الأساسي الضيوف الآخرون،"وقد تعمّدنا أن نختار ضيوفاً"يليقون"ببعضهم". ويشرح أنّ فكرة طرح الأسئلة من قِبَل الضيوف هي لتفادي تسليط الأضواء عليه هو، وهذه الأسئلة تكون محضَّرة مع الضيوف قبل الحلقة. بعد المقبّلات يأتي الطبق البارد"حيث تنقلب الأدوار فيصبح دور الضيف الأساسي أن يطرح أسئلة على الضيوف الباقين". بعد ذلك يصل"الطبق الساخن"حيث يُقدَّم ريبورتاجاً عن موضوعٍ حسّاس،"ويتم التطرّق إليه في شكلٍ راقٍ من دون الاعتماد على الفضائح، بل نفتح نقاشاً صريحاً لنحاول الوصول إلى نتيجة أو خلاصة". وأخيراً يأتي دور"التحلية"لكنها هذه المرّة تكون تحلية فعلية، وليست فقط طبقاً من الأسئلة"وفي هذه الفقرة نقدّم مفاجأة حلوة للضيوف بحسب المناسبة". اللافت أن الفرقة الموسيقية تعزف في شكل مباشر على المسرح بقيادة إيلي العليا"الذي يقوم بعملٍ رائع مع نحو ثلاثين عازفاً، من دون أن ننسى مصمم الرقص سامي الحاج الذي يهتم بالرقصات التي تُقدَّم خلال الحلقة". ويعتبر بارود أن"أل بي سي"تمنحه في كلّ مرّة فرصة مهمّة للتقدّم،"وأنا أعد نفسي أن هذا البرنامج سينقلني إلى مكان جديد في عالم التقديم". ولكن، إلى أي مدى يجد صعوبة في تقديم برنامج يضمّ أربعة أو خمسة ضيوف من أنحاء العالم العربي؟ يجيب:"هذا أمر صعب جداً ويتطّلب الكثير من التحضير، ولكن ما يساعدني، بالإضافة إلى تركيزي على كل موضوع أقدّمه، أن ضيوفي يأتون إلى البرنامج بفرح، وهذا كفيل بأن يعطيني دفعاً إيجابياً هائلاً". ويحرص بارود على كل كلمة يستعملها خلال الحلقة، على حد تعبيره، وهنا نشير إلى أن زوجته كريستينا صوايا التي خاضت عالم الإعلام قالت في مقابلة معها أنّ النصيحة الأساسية التي قالها لها طوني هي الإنتباه إلى كل كلمة تقولها، ويوضح بارود"إنّ الكلمة أساسية وخطيرة فإن خرجت وكانت في غير مكانها قد تسبب مشاكل كثيرة، ففي التلفزيون خيط رفيع إن قطعته ستبدو وقحاً". ألا يفكّر بارود بتقديم برنامج ما بالإشتراك مع زوجته كريستينا؟"كل شيء ممكن، ولكن لم تتسنَّ لنا الفرصة الآن لأنّها كانت مشغولة ببرنامجها"أجواء"، ولا أخفي رأيي في أنّه يليق بها تقديم برنامج حواري لما تتمتّع به من ثقافة وحضور". وأخيراً، ألا يحب أن تطل كريستينا على"أل بي سي"أيضاً؟ يجيب:"صحيح أنّها أطلّت عبر شاشة مهمّة هي"المستقبل"، ولكن أتمنّى أن أشاهدها أيضاً على"أل بي سي". نشر في العدد: 16766 ت.م: 28-02-2009 ص: 38 ط: الرياض