عرفناه لاعباً مميّزاً في كرة السلّة قبل أن ينتقل إلى التعليق الذي يثير الحماسة في قلوب مشاهدي مباريات كرة السلّة على شاشة"أل بي سي"، إلى أن دخل بعد ذلك عالم تقديم البرامج. إنه طوني بارود الذي لا يغيب هذا الموسم عن شاشة رمضان، إذ يطلّ على شاشة الپ"أل بي سي"في برنامج مسابقاتٍ بعنوان"شو بتقول؟"، وأوّل ما يقول عنه:"إنّ البرنامج من فكرتنا، أي فكرة شركة"بي آر كوم"التي أسّستُها مع غادة حبيقة، وقد عملنا على مفهوم ومضمون البرنامج وعرضناه على محطة المؤسّسة اللبنانية للإرسال"، ويضيف:"بعد خبرة أعوامٍ في التقديم، وبعدما صرت محاطاً بفريق عملٍ محترفٍ وخبير في هذا المجال، صار بإمكاني أن أنفّذ الأفكار الكثيرة التي تخطر على بالي فلم أعد مضطراً لانتظار أن تُعرَض عليّ البرامج". وعما إذا كانت أفكاره ستعُرَض على محطة الپ"أل بي سي"فحسب أم يمكن عرضها على محطّات أخرى أيضاً يقول بارود إنّ الأولوية هي للپ"أل بي سي"التي معها بدأ هذه المسيرة ومعها استمر طوال تلك الأعوام. وإذا صادف مثلاً أنّ المؤسّسة اللبنانية للإرسال لم تعجبها فكرته أو لم تناسبها فهل يمكن حينها أن تُعرَض الفكرة على محطة أخرى؟ يجيب بارود:"عندها سأتناقش مع المعنيين بالمحطة حتّى أعرف إن كان ممكناً أن نصل إلى حلٍّ يناسبني ويناسبهم لأنّني أصرّ على أن تكون الأولوية لهم"، ثمّ يضيف أنّ لا أحد يعرف ماذا يمكن أن يحصل على المدى الطويل، وبما أن كلّ شيء جائز فيمكن أن يأتي يوم يتعامل فيه مع محطات أخرى. عن برنامج"شو بتقول؟"يقول بارود:"سيكون البرنامج اليومي الأوّل الذي أقدّمه، وهو برنامج ترفيهيّ ثقافي. في العادة تختار مثل هذه البرامج بين الاتصالات المباشرة والضيوف في الأستوديو، أمّا أنا فحاولت أن أجمع بين الاثنين، لذلك سيكون معي في الأستوديو مشترك يتنافس مع أحد المتّصلين. فإذا خسر المتّصل الأول يتمّ تلقّي اتصال من مشاهد آخر، أمّا إذا خسر المشترك في الأستوديو فيمكنه أن يتابع اللعبة"وفي نهاية كلّ حلقة هناك سؤال للجمهور الذي يمكنه الاتصال والربح". وبالانتقال إلى موضوع المرح الذي يضفيه طوني بارود على البرامج التي يقدّمها، نسأله إن كان وقع في"فخ المرح"، بمعنى أنّه صار أسير هذا الإطار الذي عُرِف فيه، فبات مجبراً على أن ينقل إلينا المرح، يوضح أنّ الأمر يتعلق بمعدّي البرامج التي يقدّمها، فإن طلبوا منه أن يكون جدّياً فسيكون كذلك، وإن أرادوا العكس، كان لهم ما يريدون، ويتابع:"أنا لا أمزح طيلة الوقت، فحين قدّمت حفلة انتخاب ملكة جمال لبنان مثلاً، كنت جدّياً، ولكنّني أعمد دائماً إلى أن يكون المشاهدون مرتاحين لرؤيتي ولكلامي، لا يهمّني أن يضحكوا بل أهتمّ ألاّ ينزعجوا". ثمّ يتابع بصراحة قائلاً:"أعترف أنّني وقعت في بعض الأفخاخ مرّات عدة فذهبت في التقديم إلى حيث لا أريد الذهاب، وبدوتُ كأنّني لا أستطيع تقديم سوى برامج الألعاب، ولكنّني في برنامج"اكتشفنا البارود"أكّدت أنّني أستطيع المحاورة أيضاً". وعن موضوع الغياب الطويل نسبياً بين برنامج وآخر يقول بارود إنّه غير راضٍ عن ذلك."صحيح أنّ فترة قصيرة من شأنها أن تريح المقدّم ولكنّ الغياب الطويل يضيع وقته، وأنا لم أعد أستطيع انتظار ستة أو سبعة أشهر لأحصل على جواب عن فكرة برنامج معيّن لأنّ العمر يمضي مسرعاً، فمن الآن فصاعداً ستتغيّر الأمور وستسير في شكلٍ أسرع، وبعد رمضان مباشرةً سأبدأ بتحضير فكرة جديدة". بدأ طوني بارود مشواره في التقديم مع برنامج"عَ الباب يا شباب"ويعترف أنه حينها كان لا يزال يخلط بين التعليق على مباريات كرة السلّة وبين التقديم، فكان يستعمل العبارات ذاتها في المجالين. ويعترف بمساعدة المخرج سيمون أسمر والإعلامي ايلي صليبي له، ويقول:"كانا كشخصين يعلّمانني قيادة سيارة كي أقود باحتراف وأتفادى الوقوع في الحفر". بعد برنامج"ع الباب يا شباب"قدّم برنامج"مين بيزيد"ثمّ"حِلاّ واحتلاّ"وبعده"باص ستوب"، قبل أن يقدّم"ليلة حلم"البرنامج الإنساني الذي رفعه جداً، على حدّ قوله، وأعطاه الكثير، ثمّ"اكتشفنا البارود"ومن ثمّ برنامج"كلنا حدّك"الذي ولد خلال حرب تمّوز فكان يساعد الناس في مشكلاتهم، خصوصاً الطبية منها. ويعتبر طوني بارود أنّ برنامج"شو بتقول؟"سيلاقي نجاحاً وسيجذب الجمهور، لكنّه لن يكون برنامج العمر، فالبرنامج الذي سيجمع نواحي عدة ومتنوّعة وسيكون خلاصة تجربته في التقديم لا يزال قيد التحضير.