سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مبارك يتسلم رسالة من أمير الكويت ويستقبل حاكم دبي ووزير الخارجية البريطاني . مصر تتلقى دعماً عربياً وأوروبياً لجهود المصالحة وتطلب الضغط على إسرائيل للتوصل الى "تهدئة"
شهدت القاهرة نشاطاً ديبلوماسياً مكثفاً أمس استهدف الإعداد لمؤتمر إعادة إعمار غزة الذي يستضيفه منتجع شرم الشيخ المصري في 2 آذار مارس المقبل، وأيضا متابعة جهود المصالحة العربية التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قمة الكويت الاقتصادية، إذ استقبل الرئيس حسني مبارك نائب رئيس الامارات رئيس الوزراء وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يرافقه وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد صباح السالم الصباح مبعوثاً من أمير الكويت، ووزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند. ومن المقرر ان يلتقي الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا الرئيس مبارك ومسؤولين مصريين اليوم. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة"إن القاهرة تلقت من المسؤولين العرب والوزير البريطاني دعماً قوياً لجهودها في خصوص المصالحة الفلسطينية التي تمهد لتشكيل حكومة موحدة"قادرة على التعامل مع الملفات الملحة على الساحة الفلسطينية"، وأيضاً لتحركها في خصوص إعادة إعمار غزة، وأكد الجميع مشاركة دولهم الفاعلة في المؤتمر. وأوضحت المصادر أن القاهرة تؤيد كل جهود المصالحة العربية"لكن هذه المصالحة يجب أن تكون قائمة على أسس واضحة تشكل قاعدة لاستراتيجية موحدة تتفق عليها الدول العربية للتعامل مع ملفات المنطقة، وألا يسمح لأي دولة من خارج الاقليم بالتدخل في هذه الملفات ... الآن نستشرف ما إذا كان يمكن التوصل إلى هذه الأسس والاستراتيجية"، لافتة إلى أن اجتماعاً لوزراء الخارجية العرب سيعقد في القاهرة في 3 آذار المقبل سيكون مهماً في هذا الخصوص. وقالت إن هناك مبادرة عربية أقرّها القادة العرب في مؤتمر قمة"يجب احترامها، ومن ينادي بسحبها عليه البحث عن البدائل"، معربة عن أملها في انتهاء أسباب الخلافات العربية قبل قمة الدوحة الشهر المقبل"وإلا ستكون هناك تأثيرات سلبية". وتسلم الرئيس مبارك رسالة خطية من أمير الكويت الشيخ صباح الجابر الأحمد الصباح تتعلق بتنفيذ ومتابعة قرارات قمة الكويت الاقتصادية العربية الأخيرة، وقال الشيخ محمد صباح السالم الصباح، عقب استقبال مبارك له في إطار جولته العربية التي تشمل الأردن وسورية، إن اللقاء شمل الحديث عن مؤتمر إعادة إعمار غزة، وأيضاً الاجتماعات التي ستعقب هذا المؤتمر وتشمل وزراء الخارجية العرب للإعداد لقمة الدوحة العربية، موضحا أن الكويت تقف قلباً وقالباً مع الجهود التي تبذلها مصر، سواء في المصالحة الفلسطينية أو في عملية السلام أو عرض وجهة النظر العربية أمام الإدارة الأميركية الجديدة، خصوصاً أنه ستكون هناك فرصة أمام مجموعة من وزراء الخارجية العرب للقاء مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون. وعما إذا كانت لجولته العربية علاقة بجهود المصالحة العربية، قال مبعوث أمير الكويت:"نعم فنحن جميعاً نعمل على تحقيق المصالحة التي انطلقت من مبادرة خادم الحرمين الشريفين أمام قمة الكويت ودور الرئيس مبارك الفاعل في هذا الصدد، لذلك نبني على تلك الخطوات الطيبة". كما استقبل مبارك حاكم دبي ووفدا يرافقه ضم وزير الخارجية الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، ورئيس هيئة دبي للطيران المدني الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، ووزير شؤون مجلس الوزراء محمد عبدالله القرقاوي، ووزيرالاقتصاد سلطان بن سعيد المنصوري، ووزيرة الدولة ريم إبراهيم الهاشمي. وقال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إن المحادثات تركزت على الوضع العربي عموما، والتعاون بين مصر والامارات من ناحية ومصر وإمارة دبي خصوصا، مشيرا إلى أنه ناقش مع وزير خارجية الامارات الجهود المصرية في كيفية معالجة الوضع العربي. وطالب ب"كثير من الضغط على إسرائيل"لكي تعي الحاجة إلى تسهيل التهدئة باعتبارها أحد العناصر المهمة اللازمة في الدفع بالمصالحة الفلسطينية. من جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني عقب لقائه مبارك بعد محادثاته مع أبو الغيط ورئيس الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان، إن رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون تحدث هاتفياً مع مبارك وأعرب له عن تأييده القوي وتقديره للجهود التي تبذلها مصر من أجل توحيد الصف الفلسطيني وإعادة إحياء الأمل في إقامة الدولة الفلسطينية في ظل شرق أوسط أكثر أمناً واستقراراً. وأضاف أن مؤتمر إعادة إعمار غزة"يحتاج الى أن يرسل رسالة موحدة من كل الدول للشعب الفلسطيني ولشعوب المنطقة التي تريد العيش في سلام جنباً إلى جنب وتحتاج إلى خطة سياسية تقوم على الصدقية والعدل وأفق سياسي وزمني محدد وواقعي أمام الشعوب إذا كنا نريد أن نحقق تقدماً ملموساً". وعما إذا كانت بريطانيا مستعدة للتعامل مع حكومة فلسطينية تضم عناصر من"حماس"، قال:"ملتزمون موقف الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي... ويقضي بمساندة إقامة حكومة انتقالية أو تكنوقراط أو تقوم على أساس فصيلي، لكن تحت قيادة الرئيس محمود عباس التي ستأتي كنتيجة للجهود المصرية في رعاية المصالحة الفلسطينية، وفي هذا الإطار نؤكد دائماً أهمية أن تركز هذه الحكومة على المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار وترتيبات الانتخابات"، مضيفاً أن بريطانيا تؤمن بأن"حكومة تكنوقراط يمكنها ومن خلال مساعدة عباس والمساعدة الإقليمية من كل الأطراف وتعاونها مع هذه الحكومة، أن تلعب هذا الدور الانتقالي... نؤيد تلك الخطوات، ولهذا نؤيد الجهود المصرية". نشر في العدد: 16764 ت.م: 26-02-2009 ص: 10 ط: الرياض عنوان: مصر تتلقى دعماً عربياً وأوروبياً لجهود المصالحة وتطلب الضغط على إسرائيل للتوصل الى "تهدئة"