أكدت القمة المصرية - الكويتية التي عقدت في شرم الشيخ أمس بين الرئيس المصري حسني مبارك وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد تطابق الرؤى والتنسيق في المواقف بين الزعيمين العربيين في شأن القضايا الدولية والإقليمية والعربية، وفي مقدمها عملية السلام في الشرق الأوسط وتعزيز أمن الخليج واستقراره ودعم التعاون الاقتصادي بين البلدين. وناقش أمير الكويت المواضيع ذاتها تقريباً مع الرئيس السوري بشار الأسد، بعدما انتقل إلى دمشق في إطار جولته التي تشمل أيضاً لبنان والأردن. وأفيد أن الأسد والشيخ صباح اتفقا على أن تحقيق المصالحة الفلسطينية «بات أمراً أكثر الحاحاً»، وكانت جلسة المحادثات الثنائية بين مبارك والشيخ صباح استعرضت مجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وأفيد أنها ركزت على تعزيز التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية. كما بحث الرئيس مبارك والشيخ صباح الأحمد الذي انتقل من شرم الشيخ ظهراً إلى دمشق في إطار جولته العربية التي تشمل أيضاً لبنان والأردن، تطورات عملية السلام وانطلاق المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. واستعرضت المحادثات تطورات الأوضاع المرتبطة بالشأن العراقي خصوصاً تشكيل الحكومة الجديدة. وتناولت محادثات شرم الشيخ أيضاً التطورات السودانية والصومالية علاوة على الأوضاع السياسية في اليمن، بالإضافة إلى تفعيل قرارات القمة العربية التي عقدت أخيراً في مدينة سرت الليبية. ومثّل أمن الخليح اتصالاً بالملف النووي الإيراني أحد المواضيع المهمة في مشاورات الزعيمين العربيين، بالإضافة إلى سبل تحقيق الاستقرار الإقليمي واستعراض الوضع في الخليج ودعم التشاور العربي المستمر لتحقيق المصالح المشتركة التي تدعم القضايا العربية. وصرّح سفير الكويت في القاهرة رشيد الحمد بأن المحادثات تناولت أيضاً متابعة تنفيذ قرارات القمة الاقتصادية التي استضافتها الكويت في آذار (مارس) الماضي والتي تستضيفها مصر عام 2011. وضم الوفد الكويتي نائب رئيس الحرس الوطني الشيخ مشعل أحمد الجابر الصباح، ونائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير الدولة لشؤون التنمية وزير الدولة لشؤون الإسكان الشيخ أحمد الفهد الأحمد الصباح، والمستشار في الديوان الأميري محمد ضيف الله شرار، ووزير المال مصطفى جاسم الشمالي، والمدير العام للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية عبدالوهاب أحمد البدر، وسفير الكويت لدى القاهرة رشيد الحمد، والعضو المنتدب للهيئة العامة للاستثمار بدر محمد السعد ووكيل وزارة الخارجية خالد سليمان الجار الله. يذكر أن آخر لقاء جمع مبارك وأمير الكويت كان في كانون الأول (ديسمبر) الماضي خلال جولة عربية قام بها الرئيس المصري لعدد من دول الخليج. وكانت آخر زيارة قام بها أمير الكويت إلى مصر في منتصف تموز (يوليو) الماضي للمشاركة في أعمال قمة عدم الانحياز التي عقدت في شرم الشيخ. وفي دمشق، أكد الرئيس السوري بشار الأسد وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أن تحقيق المصالحة الفلسطينية «بات أمراً أكثر الحاحاً»، وشددا على ضرورة «نبذ الخلافات الداخلية وتوحيد المواقف بما يخدم القضية الفلسطينية». وتناول الزعيمان في محادثاتهما المبادرات العربية لتحقيق السلام ورفض اسرائيل لها وتهديداتها بشن الحروب ضد دول المنطقة. وتضمنت المحادثات في دمشق بين الرئيس الأسد والشيخ صباح جلسة ثنائية وأخرى موسعة بدأت بتبادل الأوسمة الوطنية، حيث قدم الأسد للشيخ صباح وسام أمية ذي الوشاح الأكبر، كما قدّم أمير الكويت للرئيس الأسد قلادة مبارك الكبير أرفع وسام كويتي. وأفاد ناطق رئاسي سوري أن المحادثات تناولت «العلاقات الأخوية الراسخة» التي تربط سورية والكويت وتوطيد أواصر التعاون بينهما، كما جرى استعراض تطورات الأوضاع على الساحة العربية و «الضرورة الملحة لتعزيز التضامن العربي لمواجهة التحديات التي تتعرض لها الأمة. وأشاد الرئيس الأسد بالجهود التي قام ويقوم بها أمير الكويت للم الشمل العربي». وزاد الناطق أن المحادثاث تناولت أيضاً «الدعوات والمبادرات الصادقة التي قدمها العرب لتحقيق السلام في المنطقة وعلى رأسها مبادرة السلام العربية والرفض المستمر من قبل الاحتلال الإسرائيلي لها ومقابلتها بمزيد من العدوان من قبل إسرائيل والتهديدات بشن الحروب ضد دول المنطقة وتنفيذ المشاريع الاستيطانية في الأراضي العربية المحتلة وعمليات تهويد القدس واستمرار الحصار اللاإنساني المفروض على قطاع غزة. وأكد أمير الكويت دعم بلاده للجهود السورية في استرجاع الجولان المحتل». وأشار الناطق السوري إلى أن الأسد والشيخ صباح «اعتبرا أن تحقيق المصالحة الفلسطينية بات أمراً أكثر إلحاحاً» وشددا على ضرورة «نبذ الخلافات الداخلية وتوحيد المواقف بما يخدم القضية الفلسطينية ومصالح الشعب الفلسطيني». وحول العراق «عبّر الجانبان عن أملهما بتشكيل حكومة وحدة وطنية تعمل على تحقيق المصالحة الوطنية بين جميع أبناء الشعب العراقي، وقيام أفضل العلاقات مع دول جوار العراق». وفي ختام المحادثات جرى بحضور الرئيس الأسد والشيخ صباح توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء قصر مؤتمرات في سورية تخليداً لذكرى القائدين الراحلين الرئيس حافظ الأسد والشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، وتوقيع مذكرات تعاون سياحي وثقافي وفني واستثماري وأمني.