سدد مقاتلو "طالبان - باكستان" في وادي سوات امس، ضربة الى محاولة الحكومة احلال السلام في الإقليم، اذ اقدموا على خطف مبعوث حكومي بارز مع ستة من مرافقيه. وجاء ذلك بعد ايام على ابرام الجانبين اتفاقاً يتيح تطبيق الشريعة في وادي سوات، لقاء وقف المقاتلين المتشددين هجماتهم ضد الجيش والمسؤولين الباكستانيين. وكان"مسؤول التنسيق الحكومي"في وادي سوات كوشال خان في طريقه من مالاكاند في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي إلى مركز عمله في منطقة سيدو شريف، عندما اعترض المسلحون موكبه قرب بلدة مينغورا واقتادوه ومرافقيه الى جهة مجهولة. وفي اتصال هاتفي مع إحدى القنوات التلفزيونية المحلية، قال مسلم خان الناطق باسم المسلحين المتشددين، إن كوشال خان"يعتبر ضيفاً على طالبان في منطقة سوات وهو في حال جيدة". ورفض مسلم خان اعتبار المسؤول الباكستاني وحراسه مخطوفين، مؤكداً أنهم سيعودون بعد فترة قريبة إلى عملهم ومنازلهم. وتعتبر مينغورا أكبر مدن إقليم سوات، مركزاً لقيادة الجيش في المنطقة. ووصف قوميون بشتون من أنصار الحزب الحاكم في بيشاور الذي وقع اتفاق السلام مع مؤسس حركة تطبيق الشريعة في سوات الملا صوفي محمد، عملية خطف كوشال خان بأنها"بداية خرق اتفاق وقف إطلاق النار"والذي كان يفترض ان يبدأ تنفيذه امس، ما ينذر بانهيار العملية السلمية. وكان الملا فضل الله قائد المقاتلين الإسلاميين في سوات قلل من أهمية اتفاق السلام الذي وقعه صوفي محمد. ولفت فضل الله في خطاب بثته إذاعة محلية تابعة للمقاتلين الإسلاميين انهم سيواصلون قتالهم إلى أن يتم تطبيق الشريعة في سوات. ولفت الدكتور عظمت حيات مدير مركز الدراسات الإقليمية في بيشاور إلى أن مقاتلي سوات و"طالبان ? باكستان"يدركون فشل الجيش في تحقيق نصر عسكري عليهم في الظروف الراهنة، كما يدركون التباين المتزايد في الموقفين الأميركي والباكستاني في"الحرب على الإرهاب"، لذا بدأوا محاولات لفرض امر واقع على الأرض، خصوصاً في وقت تجد الحكومة حاجة إلى عدم إثارة المشاكل مع هذه الجماعات المسلحة في ضوء تزايد الضغوط الأميركية لتأمين الحدود مع افغانستان المجاورة. تزامن ذلك مع اعلان ثلاث جماعات من مقاتلي القبائل في وزيرستان توحيد صفوفها، تحت قيادة الملا محمد عمر زعيم"طالبان"في أفغانستان. ويقود الأجنحة الثلاثة كل من بيت الله محسود زعيم حركة"طالبان - باكستان"في وزيرستان والملا نذير الذي شن حملات عسكرية بالتعاون مع الجيش الباكستاني للقضاء على المسلحين الأزبك في جنوب وزيرستان، والملا غل بهادور زعيم المقاتلين في شمال وزيرستان، والذي كان على خلاف مع بيت الله محسود. ويرى الخبراء في الجماعات المسلحة في مناطق القبائل الباكستانية أن هذه الخطوة اتخذت بعد إقرار اتفاق السلام بين حكومة إقليم بيشاور ومؤسس حركة تطبيق الشريعة في سوات، كما تأتي بعد أيام من استهداف طائرات أميركية من دون طيار مراكز تدريب تابعة لبيت الله محسود وعدداً من الأماكن الخاصة بمقاتليه، وهو ما يضع المقاتلين الباكستانيين في مواجهة مباشرة مع القوات الأميركية، اذ كانت تلك المرة الأولى التي تستهدف فيها الطائرات الأميركية مقاتلي القبائل المحليين بعدما كانت تتحدث عن استهدافها عناصر"القاعدة"و"طالبان"الأفغانية في مناطق القبائل. نشر في العدد: 16761 ت.م: 23-02-2009 ص: 12 ط: الرياض