إسلام آباد - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - قصف سلاح الجو الباكستاني أمس، مخابئ مسلحي حركة «طالبان» في بيشاور وتختا باند في إقليم وادي سوات (شمال غربي) حيث دخل الجيش بلدات استراتيجية في محاولة للسيطرة على مينغورا، كبرى مدن سوات ومعقل حركة «طالبان»، وذلك مع دخول العمليات العسكرية ضد مقاتلي الحركة أسبوعها الرابع، ونزوح اكثر من مليوني شخص، كما أفادت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة. وأعلن الجيش الباكستاني انه تقدم في مينغورا، ونشر خريطة تظهر تحرك قواته جنوباً وشمالاً، في محاولة لوضع المدينة بين طرفي كماشة، غداة إعلانه دخول جنوده كانجو التي تبعد كيلومترين من مينغورا، وماتا التي أكد السيطرة على نصف مناطقها، وقتل 15 مسلحاً فيها أمس، في مقابل سقوط جنديين. وبلغ إجمالي عدد القتلى، بحسب الجيش، اكثر من ألف مسلح و46 جندياً. لكن محلل شؤون السياسات الدفاعية طلعت مسعود رأى ان بسط الأمن في سوات «سيستغرق شهوراً»، علماً ان مصادر عسكرية كشفت ان المتمردين عززوا قوتهم في مينغورا بمقاتلين من إقليمجنوب وزيرستان وإقليم البنجاب، إضافة إلى «جهاديين» من آسيا الوسطى. وبعد أيام على إعلان الجيش سيطرته على بلدة بونير المجاورة لسوات، صرح عدنان خان الناطق باسم خلية الأزمة التي شكلتها الحكومة لمساعدة النازحين، بأن مئات من العائلات تعود الى البلدة ومناطق مجاورة. في غضون ذلك، جدد رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني في افتتاح «مؤتمر كل الأحزاب» دعوته «طالبان» الى إلقاء سلاحها، مؤكداً ان العملية العسكرية تحقق نجاحاً، و»ستضمن الحماية والأمن للأجيال المقبلة». وأشار الى ان الجيش سيبقى في سوات حتى إعادة السلام وعودة النازحين إلى ديارهم. وقال: «على رغم توقيع اتفاق السلام مع طالبان في سوات، لم يعم السلام في المنطقة، اذ دمر المسلحون مؤسسات التعليم والمستشفيات، وتحدى زعيم حركة تطبيق الشريعة الإسلامية الملا صوفي محمد ورفاقه إرادة الحكومة». وطمأن جيلاني النازحين الذين هربوا من مناطق المعارك الى انهم ليسوا وحدهم، وقال: «لن ندخر جهداً لتوفير مساعدات لهم وحمايتهم»، في وقت قررت المفوضية الأوروبية إطلاق حملة مساعدات إنسانية طارئة للنازحين قيمتها 5.5 مليون يورو. وفيما كرّر رئيس الوزراء الباكستاني أن البرنامج النووي لبلاده في أمان، وان لا أساس للمخاوف الدولية في هذا الشأن، أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» بأن إسلام آباد توسع ترسانتها النووية بسرعة، ما يثير مخاوف أميركية من احتمال تحويلها بلايين الدولارات التي ستقدم في إطار المساعدات العسكرية، لمصلحة البرنامج النووي الباكستاني. وأشارت الصحيفة الى ان رئيس هيئة اركان الجيوش الأميركية الأميرال مايكل مولن اطلع أعضاء الكونغرس على النشاط النووي لباكستان في جلسات عقدت لدرس اقتراحات بتخصيص ثلاثة بلايين دولار في السنوات الخمس المقبلة لتدريب عسكريين في باكستان وتجهيزهم لمكافحة الإرهاب. وتزايد قلق واشنطن من مضي باكستان في تطوير أسلحة نووية، في وقت تحرص على تعزيز أمن بين 80 و100 وحدة من هذه الأسلحة في البلاد، لئلا تقع في أيدي متمردين إسلاميين. وكان مسؤولون أميركيون أعلنوا انهم ينوون التأكد من ان المساعدة العسكرية لباكستان المخصصة لمكافحة الإرهاب لن تحوّل الى قطاعات أخرى.