جدد الرئيس محمود عباس رفضه استئناف المفاوضات مع اسرائيل قبل وقف الاستيطان، وذلك في تعقيب على مصادرة اسرائيل 1700 دونم لتوسيع مستوطنة"افرات"جنوب بيت لحم في الضفة الغربية. وجاءت المصادرة في وقت اعتبرت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني انه ينبغي التخلي عن"نصف ارض اسرائيل"من اجل السلام. تزامن ذلك مع تعثر جهود التوصل الى اتفاق تهدئة، اذ جدد رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت المطالبة باطلاق الجندي الاسرائيلي الاسير غلعاد شاليت كشرط لفتح المعابر الحدودية والتوصل الى اتفاق تهدئة. من جانبها، اعلنت حركة"حماس"انها لا تمانع في معالجة ملف الاسرى قبل التهدئة شرط التزام طلباتها في صفقة التبادل. راجع ص 7 وكشفت صحيفة"هآرتس"ان اسرائيل صادرت 1700 دونم من اراضي بيت لحم لتوسيع مستوطنة"افرات"المقامة ضمن التكتل الاستيطاني المعروف ب"غوش عتصيون"الذي تعتزم اسرائيل ضمه الى تخومها في اطار اي اتفاق سلام. واوضحت الصحيفة ان الهدف هو التمهيد للحصول على موافقة على بناء 2500 وحدة سكنية بمجرد استلام الحكومة الجديدة مهامها. واعتبر الرئيس عباس، بعد استقباله وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ان اسرائيل شرعت في تنفيذ مشروعها"إي-1"الرامي الى فصل القدس كليا عن الضفة، مضيفا:"ما لم يتوقف الاستيطان، فان اي لقاءات مع الجانب الاسرائيلي ستكون عبثية وبلا جدوى". وتابع:"الحوار المقبل مع الجانب الاسرائيلي يجب ان يسبقه وقف كامل للاستيطان وازالة الحواجز والعودة الى حدود العام 2000 ما قبل انتفاضة الاقصى، وذلك حسب البنود الواردة في خطة خريطة الطريق". في موازاة ذلك، تتواصل المساعي المصرية للتوصل الى اتفاق تهدئة، قال اولمرت مجددا انه مربوط باطلاق شاليت، مضيفا:"شاليت اولا". ويتوقع ان تجتمع الحكومة الامنية المصغرة قريبا، ربما غدا الاربعاء، للبت في اقتراح من المفترض ان يبلوره اولمرت مع ليفني ووزير الدفاع ايهود باراك في شأن تفاصيل صفقة تبادل الاسرى والتهدئة وفتح المعابر. ويتواصل النقاش داخل المؤسسة الامنية التي تطالب بابعاد الاسرى المحررين الى قطاع غزة او خارج الاراضي الفلسطينية، وسط مخاوف من ان يشكل اطلاقهم ضربة للسلطة الفلسطينية تستفيد منها"حماس"، خصوصا اطلاق القيادي في"فتح"مروان البرغوثي الذي لم تنف اسرائيل انباء عن قرب اطلاقه. رغم ذلك، نقلت صحيفة"يديعوت احرونوت"عن اوساط امنية ان"الامر حسم"لدى صناع القرار في اسرائيل تجاه صفقة تبادل اسرى، لكن ثمة توافقا في اوساط"المطبخ الامني"ورؤساء الاجهزة الامنية ان يسبق اطلاق شاليت اي اتفاق على فتح المعابر والتهدئة. في هذا الصدد، قال مسؤول بارز في"حماس"ل"الحياة":"ليس لدينا مانع في حل ومعالجة هذا الملف شاليت وانهائه بشكل كامل قبل التهدئة شرط اطلاق كل الاسماء والاعداد المدرجة في قائمتنا والآلية". واكد ان البرغوثي ضمن القائمة ولا توجد اشكالية في اطلاقه، وان الخلاف على الامين العام ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"احمد سعدات. على صعيد آخر، اعلن رئيس كتلة"فتح"البرلمانية عزام الاحمد ان اجتماعا عقد امس في رام الله بين قياديين من حركتي"فتح"و"حماس"هو الاول على هذا المستوى داخل الاراضي الفلسطينية منذ سيطرة"حماس"على قطاع غزة صيف 2007. وقال ان"هذا الاجتماع يأتي بناء على الاتفاق الذي تم في القاهره قبل ايام"، موضحا انه"تمت خلال الاجتماع مناقشة سبل انجاح حوار القاهرة لانهاء الانقسام الفلسطيني". نشر في العدد: 16755 ت.م: 17-02-2009 ص: الأولى ط: الرياض