لا يزال العمل متواصلاً في جدة غرب السعودية لإعادة المدينة إلى طبيعتها قبل الأمطار والسيول التي أحدثت أضراراً واسعة وخسائر بشرية فادحة قبل 12 يوماً. إلا ان جهود ازالة مخلفات السيول فتحت نافذة أكبر للانتقادات الموجهة إلى أمانة جدة، مركزة على اتهام مسؤوليها بعدم ممارسة أي رقابة على مشاريع البنية الأساسية، فيما أدى العثور على ثلاث جثث جديدة إلى زيادة حصيلة الضحايا إلى 116 قتيلاً، ولا تزال سلطات الإنقاذ تبحث عن 47 مفقوداً، فيما شردت الفيضانات 22 ألف شخص. وأوضح مسؤولون سعوديون أن الجثث التي عثر عليها أمس هي لفتى في السابعة من عمره وامرأة يمنية ورجل سوداني. وتقول السلطات المحلية إنها أكملت استعداداتها لمواجهة أمطار حذرت مصادر هيئة الارصاد من احتمال هطولها الأسبوع الحالي. وقال مسؤولو أمانة جدة إن عدد العقارات المتضررة يبلغ 8862 إضافة الى و7785 سيارة. وأعلن محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز أن التيار الكهربائي أعيد إلى أكثر من 166 ألف مشترك في الأحياء المتضررة. وفيما ترتفع مخاوف السكان تتوالى التحذيرات من مخاطر بحيرة الصرف الصحي المعروفة ب"بحيرة المسك"التي تتوسط عدداً من الأحياء، إذ أضحى عمقها 15 متراً. وذكرت وكالة"رويترز"أن الحكومة السعودية قدمت لأمانة جدة 95 مليون ريال لتحويل مياه الصرف بعيداً من"بحيرة المسك"، لكن لم يتحقق شيء من ذلك. واستطلعت"الحياة"أمس آراء عدد من سكان جدة الذين يقدر عددهم ب3.2 مليون نسمة عما آل إليه وضع مدينتهم، فوجدت إجماعاً على انتقاد أمانة جدة، خصوصاً تجاهلها على مدى ثلاثة عقود إكمال شبكة الصرف الصحي والاهتمام بالمجسمات الجمالية عوضاً عن ذلك. واتهم عدد كبير من المستطلعين الأمانة بالتفريط في الرقابة على الإنشاءات وعمل المقاولين، وقالوا إن 6 أمناء مروا على المدينة الساحلية وانفقوا موازنات بلغت بلايين الريالات، لكن جدة لا تزال تفتقر إلى بنية أساسية. ولوحظ أن أمانة جدة كثفت أمس عرض نشاطاتها الرسمية عبر موقع وكالة الأنباء السعودية واس، في مسعى لصد الهجمة الشرسة التي تتعرض لها. ولم يرشح شيء عن الاجتماع الثالث للجنة التحقيق وتقصي الحقائق في أسباب فاجعة جدة التي يرأسها أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل والتي وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بأن ترفع إليه تقريرها"فوراً". وأعلنت أمانة جدة أمس أنها أنجزت 70 في المئة من سد ترابي ثالث لحماية أحياء شرق جدة من احتمالات تفجر بحيرة الصرف الصحي. ووصف مسؤولوها ما تردد عن امكان انهيار البحيرة بأن لا أساس له من الصحة.