قالت صحيفة إسرائيلية أمس إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يسعى إلى تهدئة الأزمة السياسية بين إسرائيل وأوروبا عقب قراره بتوسيع البناء الاستيطاني بشكل كبير وأنه أبلغ الإدارة الأميركية بأنه لا ينوي تنفيذ أعمال بناء في المنطقة "إي1". وذكرت صحيفة "معاريف" أن نتنياهو ومستشاره لشؤون الأمن القومي يعقوب عميدرور، بعثا رسائل إلى الإدارة الأميركية وزعما فيها ان إسرائيل لا تنوي في هذه المرحلة البناء في المنطقة "إي1". وكان نتنياهو أعلن الجمعة الماضي عن قراره الرد على قبول فلسطين دولة مراقبة وغير كاملة العضوية في الأممالمتحدة من خلال بناء 3000 وحدة سكنية بمستوطنات في القدسالشرقية والضفة الغربية وفي "إي1" وهي المنطقة الواقعة بين القدس والكتلة الاستيطانية "معاليه أدوميم" ومن شأن البناء فيها قطع التواصل الجغرافي بين شمال الضفة وجنوبها. وأثار قرار نتنياهو احتجاجات واسعة قدمتها دول أوروبية لإسرائيل، وشملت حتى الآن استدعاء سفراء إسرائيل في 10 عواصم أوروبية على الأقل إلى وزارات الخارجية للاحتجاج على قرار نتنياهو والمطالبة بوقف البناء في المستوطنات والعودة إلى طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين. ويرى نتنياهو أن هذه الاحتجاجات الأوروبية تمت بتشجيع وتنسيق من الإدارة الأميركية، ولذلك يعتبر أن عليه تهدئة التوتر مع الولاياتالمتحدة، التي نددت بقراره، من أجل تهدئة الأزمة السياسية الحاصلة بين إسرائيل والدول الأوروبية وفي مقدمتها بريطانيا وفرنسا وألمانيا. وأجرى نتنياهو وعميدرور الاتصالات مع الولاياتالمتحدة بهذا الشأن مع السفير في تل أبيب دان شابيرو. وقالت الصحيفة إن نتنياهو أوضح للأميركيين أن وتيرة تقدم إجراءات التخطيط وتنفيذ مخططات البناء مرتبطة باحتمال استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين وتقدم هذا المسار، وأن الحكومة الإسرائيلية بإمكانها تجميد تقدم تخطيط البناء في أي مرحلة، وأن بدء العمل في البناء الاستيطاني يستوجب قراراً من المستوى السياسي في إسرائيل.-على حد ادعائه- ونقلت الصحيفة عن مسؤول حكومي إسرائيلي رفيع المستوى، قوله إن تنفيذ أعمال بناء في "إي1" "لا يزال في مراحله الأولية وبالإمكان تنفيذ ذلك بإجراءات سريعة تستغرق شهورا ولكن قد تستغرق سنوات.. وقد تدخل هذه الإجراءات في حالة جمود عميق". وأضاف أن "التقدم في عملية سياسية مع الفلسطينيين أو تهديد حقيقي تجاه إسرائيل، خاصة من جانب الولاياتالمتحدة أو أوروبا، بمقدوره أن يوقف الإجراءات". وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن نتنياهو يستعد لمواجهة "توبيخ" من جانب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل على اثر قراره بتنفيذ أعمال بناء استيطانية واسعة ردا على الخطوة الفلسطينية. وقالت صحيفة "هآرتس" من جانبها، إن ميركل سوف تحذر نتنياهو من أن إسرائيل في طريقها إلى عزلة دولية إذا ما تم تنفيذ قرار نتنياهو ببناء 3000 وحدة سكنية جديدة وتنفيذ أعمال بناء في "إي1".