سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صحافي بريطاني يروي قصة خمسة أسابيع من احتجازه في "بلاد بنط" ويتهم خاطفيه ب "تمثيل" عملية إعدامه . الصومال : القوات الافريقية تطلب دعماً جوياً وبحرياً يسمح لها بالتصدي للتمرد
نقلت هيئة الإذاعة البريطانية"بي بي سي"عن مسؤولين في الاتحاد الافريقي في الصومال قولهم إنهم سيملأون الفراغ الذي ينشأ بفعل مغادرة القوات الإثيوبية أراضي الصومال. وأوضحت أن بورونديوأوغندا تريدان وحدات من القوات الجوية والبحرية لمساندة قواتهما المنتشرة حالياً في مقديشو. وأشارت الى ان هذه الخطط تأتي في وقت وجّهت اوغنداوبوروندي نداءات عاجلة لتعزيز قوات السلام الافريقية في الصومال. وأوردت المحطة البريطانية في تقرير على موقعها على شبكة الانترنت، أن البلدين يريدان توسيع نطاق الصلاحيات الممنوحة لهما كي يستطيع عناصر قوات حفظ السلام استخدام قوة أكبر في التصدي لهجمات المتمردين. وقالت إن أوغنداوبوروندي أمهلتا الاتحاد الافريقي أسبوعين لاستجابة مطالبهما. ويشكل رويترز جنود من الدولتين قوة حفظ سلام تابعة للاتحاد الافريقي قوامها 3200 معروفة باسم"أميسوم"تقوم بدعم الحكومة الصومالية. وقال وزير خارجية بوروندي جيرمين نيويانكانا:"أولاً نريد من الاتحاد الافريقي تعديل تفويض"اميسوم"حتى تتمكن قواتنا من القيام بهجمات ضد اي جماعة مسلحة تستعد لمهاجمة مواقعنا". وقال لصحافيين في بوجومبورا بعد اجتماع مع نظيره الاوغندي:"نريد أيضاً من الاتحاد الافريقي ان يقنع كل الدول التي قبلت بتقديم قوات ان تفعل ذلك". ويقول محللون ان بعثة الاتحاد الافريقي صغيرة للغاية بحيث تصعب عليها مواجهة هجمات المسلحين. ويقول مسؤولو الاتحاد الافريقي ان نحو 2500 جندي من اوغنداوبوروندي ونيجيريا مستعدون للانتشار ولكن عقبات تتعلق بالتمويل والامداد والتموين منعتها حتى الآن من ان تحل بالفعل محل القوات الاثيوبية. وفشلت حكومة الصومال المدعومة من الغرب - التي كان يقودها عبدالله يوسف على مدى اربع سنوات الى ان استقال الأسبوع الماضي - في فرض النظام والأمن في دولة يكتنفها العنف منذ عام 1991. ويتحكم مسلحون اسلاميون في جنوبالصومال ويقفون على مشارف مقديشو. ولا تسيطر الحكومة إلا على العاصمة وبيداوة مقر البرلمان فيما يفرض زعماء فصائل سلطتهم في الأماكن الاخرى. وقال نيويانكانا ان الدولتين الواقعتين في شرق افريقيا طلبتا من الاتحاد الافريقي ان يحدّث المعدات العسكرية للقوة ويزيد دعمهما المالي. ويمكن ان يؤدي عدم القيام بذلك الى اجبارهما على سحب قواتهما. وقال:"نحن لا نقول إننا سنغادر الصومال لأن ذلك يمكن ان يقود الى كارثة، ولكن هذا طلب ملح. نأمل ان يقدم الاتحاد الافريقي رداً سريعاً وايجابياً على مطالبنا". ويتردد أن القوات الإثيوبية المنسحبة من الصومال والتي يُقدّر عددها بثلاثة آلاف، تعمل على تسليح ميليشيات قبلية لمواجهة مقاتلي"حركة الشباب المجاهدين"التي تقود التمرد ضد الحكومة الصومالية الانتقالية والقوات الاثيوبية التي تدعمها. وأصبح الصومال مثالاً للدولة المنهارة كما غذت الفوضى القرصنة في الممرات البحرية المزدحمة قبالة الساحل. وقتل اكثر من عشرة آلاف خلال عامين من التمرد الاسلامي، كما فر نحو مليون شخص من ديارهم. ويعتمد ثلث السكان على معونات الطوارئ. ويقول ديبلوماسيون ان رحيل القوات الاثيوبية قد يحد من تمرد الاسلاميين. في غضون ذلك، روى صحافي بريطاني أُفرج عنه في الصومال يوم الأحد تفاصيل عن الأسابيع الخمسة التي قضاها محتجزاً من مصوّر إسباني في كهف في شمال البلاد بعدما خُطفا خلال قيامهما بإعداد تقرير عن القرصنة في خليج عدن قبالة السواحل الصومالية. وخطف مسلحون المصوّر الإسباني خوسي سندون الذي يعمل مع وسائل إعلام عدة بما فيها وكالة"فرانس برس"في شرق افريقيا والصحافي البريطاني كولن فريمان الذي يعمل لصحيفة"ذي تلغراف"البريطانية عندما كانا يحققان في موضوع القرصنة. وحطت الطائرة التي اقلتهما من شمال الصومال برفقة سفير اسبانيا في كينيا، في مطار نيروبي الدولي مساء الأحد. وكان مسؤول كبير في شرطة"بلاد بنط"بونت لاند أعلن الافراج الاحد عنهما. وكانا خطفا في 26 تشرين الثاني نوفمبر في منطقة"بونت لاند"في شمال الصومال. وروى الصحافي فريمان في تقرير نشرته"ذي تلغراف"أمس تفاصيل الافراج عنه، قائلاً إن أحد خاطفيه أبلغه بأن ثمة اتصالاً هاتفياً عليه ان يرد عليه. وتابع انه سار مع خاطفيه قرابة 500 متر إلى موقع ناء في قمة جبل حيث يمكن للهاتف الجوّال أن يلتقط الإرسال غير المتوافر في قاع الجبل. وأوضح أن الاتصال كان المرة العاشرة التي يتلقى فيها اتصالاً من لندن، إذ كانت الاتصالات في المرات السابقة تتراوح بين ابلاغه بحصول تقدّم في المفاوضات مع الخاطفين أو أنها تراوح مكانها. واشار إلى أن الخاطفين هددوه مع زميله المصوّر بتعريضهما للأذى، وأنهم في إحدى المرات وضعوا رشاش كلاشنيكوف في رأسه وأوهموه بأنهم يستعدون لإعدامه. وقال انه عرف من الاتصال ان الافراج عنهما سيتم"اليوم"، لكنه لفت الى ان أمراً مماثلاً حصل قبل اسبوع لكن أملهما خاب بعدما اختلف الخاطفون في ما بينهم وألغوا عملية الافراج عنهما. واضاف ان الخاطفين في اليوم التالي حزموا أغراضهم استعداداً للرحيل من موقع احتجازهما، مشيراً إلى أن زعيمي الخاطفين يدعيان"موسى"و"يوسف"والأخير يحمل حقيبة تحوي دائماً نسخة من القرآن الكريم وقنبلتين يدويتين. وتابع أن الخاطفين سلّموهما إلى أعيان قبليين لعبوا دور وسيط من أجل تأمين الافراج عنهما. واشار إلى أنه عاود عادة التدخين بعدما أقلع عنها قبل 16 سنة، وإلى أنه يتوق للعودة الى بلاده و"احتساء كوب من البيرة". وفي باريس رويترز، قال مكتب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان سفينة حربية فرنسية القت القبض على 19 قرصاناً صومالياً الأحد عندما تدخلت لانقاذ سفينتي شحن مهددتين في خليج عدن. وكانت السفينة جان دو فيان التابعة للبحرية الفرنسية تقوم بدورية قبالة ساحل الصومال في اطار قوة مكافحة القرصنة التابعة للاتحاد الأوروبي عندما تدخلت لانقاذ سفينة شحن كرواتية وسفينة بنمية تعبران خليج عدن. وقال البيان ان القراصنة الصوماليين كانوا مسلحين ومزودين بمعدات للصعود الى السفن من البحر، واعتقلوا وسلموا الى السلطات الصومالية. وجاء الحادث بعد ثمانية ايام من قيام سفينة فرنسية أخرى بالقاء القبض على ثمانية قراصنة صوماليين هاجموا سفينة مسجلة في بنما. وتفشت القرصنة قبالة سواحل الصومال العام الماضي وحصل القراصنة من خلالها على ملايين الدولارات الأمر الذي ادى الى ارتفاع تكاليف التأمين البحري على السفن المارة في المنطقة وهي من اكثر الممرات الملاحية نشاطا. وأنشأ الاتحاد الاوروبي الشهر الماضي قوة بحرية لمكافحة القرصنة تحت قيادة بريطانيا وتضم سفناً وطائرات حربية من دول عدة في أول عملية بحرية من نوعها. نشر في العدد: 16713 ت.م: 06-01-2009 ص: 12 ط: الرياض