سيطر فصيل إسلامي معتدل على مواقع أخلتها القوات الاثيوبية في مقديشو أمس الجمعة وذلك في انتهاك لاتفاق تم التوصل إليه في جيبوتي برعاية الاممالمتحدة في شأن نقل المسؤوليات الأمنية. وقال شهود ومسؤولون إن قوات تابعة لعبدالرحيم ايسي ادو من الجناح المعتدل في اتحاد"المحاكم الإسلامية"تسيطر على مواقع رئيسية في العاصمة الصومالية. وقال ايسي ادو الناطق باسم هذا الجناح من"المحاكم"في مؤتمر صحافي:"لقد سيطرت قواتنا على مناطق أخلتها القوات الاثيوبية من اجل الحفاظ على الأمن". وقال سكان لوكالة"فرانس برس"إن قوات ايسي ادو سيطرت على وزارة الدفاع السابقة ومصنع سابق للمعكرونة واستاد وهي المناطق التي اخلتها القوات الاثيوبية في وقت سابق من هذه الاسبوع. وافاد أحد الشهود ويدعى حسن فرح دويو ان"اسلاميين في عشرات من العربات سيطروا على مبنى وزارة الدفاع بعدما غادرت القوات الاثيوبية منطقة شيركول. وكانوا يهتفون الله اكبر". وكان الجيش الاثيوبي بدأ انسحابه من العاصمة الصومالية الثلثاء. واعلنت اثيوبيا في الثاني من كانون الثاني يناير انها باشرت خطة لسحب قواتها بالكامل من الصومال، مؤكدة ان هذه العملية"ستستغرق بعض الوقت". وكان الجيش الاثيوبي تدخل رسمياً في نهاية العام 2006 لمساندة الحكومة الصومالية، وألحق الهزيمة بقوات"المحاكم الاسلامية"التي كانت توصلت الى السيطرة على قسم كبير من وسط الصومالوجنوبه طيلة اشهر. مجلس الأمن وتبنى مجلس الأمن قراراً بالإجماع أمس الجمعة يعبّر فيه عن نيته في اقامة قوة سلام تابعة للأمم المتحدة في الصومال، لكنه أرجأ اتخاذ قرار في هذا الشأن لبضعة شهور بهدف تقويم الوضع غير المستقر في هذا البلد في القرن الافريقي. وجدد قرار مجلس الأمن التفويض الممنوح إلى قوة السلام التابعة للاتحاد الافريقي "أميسوم" والتي تنتشر حالياً في الصومال، لمدة ستة شهور جديدة. وحض الدول الافريقية على تعزيز هذه القوة من عديدها الحالي المقدّر ب 2600 جندي إلى ثمانية آلاف جندي. وعبّر القرار عن نيّة المجلس"اقامة عملية حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة في الصومال، خلفاً لقوة أميسوم، بعد اتخاذ قرار جديد من مجلس الامن بحلول الأول من حزيران يونيو 2009". وفي كوبنهاغن، أعلن مالك سفينة شحن دنماركية أن قراصنة أفرجوا عن سفينته التي خطفوها قبالة السواحل الصومالية في مطلع تشرين الثاني نوفمبر الماضي، بعدما قبضوا فدية مالية. وقال بير غوليستروب مدير شركة"كليبر بروجكتس"لوكالة"فرانس برس":"لقد غادر آخر قرصان السفينة صباح الخميس. توصلنا الى اتفاق مع هؤلاء المجرمين الإثنين الفائت". وأوضح غوليستروب ان الفدية المالية سُلّمت إلى القراصنة الاربعاء عبر اسقاطها من الجو بالمظلة، وبعدما تحققوا من المبلغ غادر الخاطفون السفينة الخميس على متن زورق سريع. ولم يكشف مدير الشركة قمية الفدية، لكنه أوضح أن الفديات المالية التي يتم دفعها حالياً للقراصنة في خليج عدن تتراوح قيمتها بين مليون ومليوني دولار 755 الف يورو و1.5 ملايين يورو. وأضاف:"لا يمكننا كشف قيمة الفدية، لأن سفناً عدة لا تزال مختطفة هناك وكشف قيمة الفدية يمكن ان يؤثر على المفاوضات"الجارية للافراج عنها. واحتجز القراصنة السفينة"سي اي سي فيوتشر"التابعة لكليبر غروب الدنماركية في السابع من تشرين الثاني في خليج عدن قبالة السواحل الصومالية. وكانت السفينة متوجهة من الشرق الأوسط الى جنوب شرقي آسيا وهي ترفع علم جزر الباهاماس. واوضح غوليستروب ان طاقم السفينة يتألف من 11 روسياً وجورجي واحد واستوني واحد. وترافق حالياً سفينة حربية روسية السفينة المفرج عنها والمتجهة الى سلطنة عمان حيث يمكن لأفراد الطاقم ان يخلدوا الى الراحة لبعض الوقت ويخضعوا لفحوص طبية قبل اعادتهم الى اوطانهم. وفي واشنطن، قال قائد في الاسطول الأمريكي إن الاسطول يخطط لبذل جهود كبيرة لإلقاء القبض على قراصنة قبالة ساحل الصومال بمساعدة دولة في المنطقة - رفض تسميتها - ستسمح بمحاكمتهم وسجنهم. وقال وليام جورتني وهو اميرال في البحرية الأميركية وقائد الاسطول الخامس الأميركي أول من أمس الخميس إن الولاياتالمتحدة على وشك التوصل لاتفاق مع دولة ما ستوافق على احتجاز القراصنة بمجرد أن تلقي القبض عليهم القوات الأميركية في مياه المحيط الهندي وخليج عدن قبالة القرن الافريقي. واقتصرت عمليات القوات الأميركية في المنطقة حتى الآن على أهداف الردع والتعطيل لأنه لا توجد دولة بما في ذلك الولاياتالمتحدة تقبل احتجاز القراصنة. وقال جورتني:"اقتربت وزارة الخارجية من التوصل إلى اتفاق". وقال للصحافيين في وزارة الدفاع الأميركية:"نتوقع ذلك هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل. لكننا اقتربنا جداً". وأضاف:"سنبذل جهوداً ضخمة لملاحقة القراصنة. سيكون الأمر مزيجاً من المراقبة والفعل السريع بمجرد أن نلاحظهم". نشر في العدد: 16724 ت.م: 17-01-2009 ص: 14 ط: الرياض