طهران، جنيف، واشنطن - أ ب، رويترز، ا ف ب - اتهم رئيس القضاء الإيراني صادق لاريجاني مسؤولين لم يسمّهم، بوضع «عقبات» أمام التحقيق في فضيحة اختلاس نحو 3 بلايين دولار من مصارف، محذِّراً من أن «لا خطوط حمراً» في التحقيق في القضية. وقضية الاختلاس التي تشمل 7 مصارف إيرانية، اتُّهم فيها رجل الأعمال أمير منصور أريا، الذي اعتُبر مقرباً من اسفنديار رحيم مشائي، مدير مكتب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، والذي يتهمه أصوليون بتزعم «تيار منحرف» يستهدف تقويض نظام ولاية الفقيه. وكان نجاد، وهو خصم لصادق لاريجاني وشقيقه علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى (البرلمان)، حذَّر قبل شهور من أن ملاحقة وزراء حكومته أو مستشاريه «خطّ أحمر». وقال لاريجاني: «توقعات الشعب من مسؤوليهم عادلة ومحقة، وإذا لم ترتقِ أفعالنا إلى طموحات الشعب سنقع في خطأ إستراتيجي عظيم». وشدد على أن استياء الشعب من المسؤولين، سيعرّض للخطر «شرعية النظام»، داعياً المسؤولين إلى «الامتناع عن التسرّع في إبداء آرائهم في هذا الملف». واعتبر لاريجاني أن الفضيحة، وهي الأضخم في تاريخ إيران، لم تكن لتحصل من دون نيل مرتكبيها «مساعدة من مصادر مختلفة»، قائلاً: «بعضهم يضع عقبات أمام التحقيق في القضية، إلى حد أننا أُرغمنا على الحفاظ على سلطة القضاء واستقلاليته». وأضاف: «جميع المتورطين في هذا الملف، سيُستدعون إلى القضاء، وستصدر في حقهم مذكرات اعتقال. آمل بألاّ يُحدد أحد خطوطاً حمراً لنا، لأننا لن نستمع إلى تحذيرات مشابهة، ولا معنى للخطوط الحمر في الإسلام». في غضون ذلك، حذر المدعي العام الإيراني غلام حسين محسني إيجئي، الرئيسَ المستقيل ل «بنك ملّي» محمود رضا خواري، من أن امتناعه عن العودة إلى إيران من كندا، سيجعله من أبرز المشتبه بهم في قضية الاختلاس. أتى ذلك بعد إعلان رئيس «بنك صادرات» محمود جهرمي، الذي عزله المصرف المركزي، فرارَ خواري إلى كندا، متهماً الحكومة والمصرف المركزي بتسهيل ذلك. وقال محسني إيجئي إنه يجهل سبب سفر خواري إلى كندا، مضيفاً أن الأخير «وجّه رسالة إلينا، مؤكداً أنه سيعود إلى إيران». على صعيد آخر، أفاد موقع «كلمة» المعارض بصدور حكم بسجن القيادي الإصلاحي والنائب السابق محسن أرمين «ست سنوات مع النفاذ، لمشاركته في تجمعات معادية للسلطة ومحاولته إضعاف النظام». في غضون ذلك، اعلن المحامي الإيراني مسعود الشافعي، وكيل شاين باور وجوش فتال، أن أجهزة الأمن دهمت الثلثاء الماضي منزله واحتجزته فترة وجيزة في سجن إيفين حيث اعتُقل الأميركيان. وأشار إلى أن أجهزة الأمن صادرت من مكتبه جواز سفره وجهاز كومبيوتر ووثائق، بينها ملف الأميركيين، قبل إعادتها إليه. وأضاف أن استجوابه تمحور على باور وفتال. من جهة أخرى، قللت الولاياتالمتحدة من أهمية إعلان قائد البحرية الإيرانية الأميرال حبيب الله سياري، أن بلاده سترسل سفناً قرب المياه الأميركية، وقال الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني: «لا نأخذ هذه التصريحات على محمل الجدّ، نظراً إلى أنها لا تتناسب مطلقاً مع القدرات البحرية لإيران». أما الناطقة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند، فقالت أن «من الأفضل للإيرانيين مواجهة التحديات المطروحة قربهم، نظراً إلى محدودية حجم البحرية الإيرانية وقدراتها».