قدمت روسيا هدية رأس السنة إلى جيرانها الأوكرانيين على طريقتها الخاصة. ونفذت صباح أمس تهديدها فقطعت إمدادات الغاز الطبيعي عن كييف. وتبادل الطرفان الروسي والأوكراني اتهامات حول تعريض استقرار إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا للخطر. وأعلن عملاق الغاز الطبيعي الروسي"غاز بروم"أن موسكو قطعت ابتداء من صباح أول أيام السنة، إمدادات الغاز إلى أوكرانيا، في شكل كامل، بسبب فشل الطرفين في توقيع عقد إمدادات الغاز للعام 2009. وكانت المفاوضات بين وفدي البلدين استمرت حتى ساعة متأخرة ليلة رأس السنة، لكن النقاط الخلافية التي تتركز حول الأسعار وشروط مرور إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر الأراضي الأوكرانية، حالت دون تفاهم. وحمّلت موسكو الطرف الأوكراني المسؤولية عن"تحويل المشكلة من خلاف اقتصادي حول الأسعار إلى أزمة سياسية"، كما قال رئيس"غازبروم" اليكسي ميللر إثر فشل المفاوضات. وأوضح أن الجانبين خاضا محادثات صعبة، مشيراً إلى"عدم جدية الطرف الأوكراني في تسوية المشكلات العالقة". وأعلنت أن المفاوضين الأوكرانيين تلقوا تعليمات من كييف بقطع المحادثات والعودة إلى بلادهم بسبب التعنت الروسي حول شروط توقيع العقد الجديد. وتعد مشكلة الأسعار العقدة الأكبر أمام الجانبين، إذ اعتمدت موسكو على مذكرة التفاهم الموقعة بين رئيسي الوزراء فلاديمير بوتين ويوليا توموتشينكو قبل شهور، ونصت على التحول تدريجاً إلى الأسعار العالمية، من أجل زيادة أسعار الغاز الطبيعي المصدّر إلى أوكرانيا من 180 دولاراً حالياً، إلى 250 دولاراً للألف متر مكعب. لكن كييف اعتبرت أن أعلى سقف مقبول للأسعار الجديدة هو 201 دولار. وتشكل الديون عقدة أخرى، إذ تطالب موسكو جيرانها بتسديد نحو بليوني دولار متراكمة على الأوكرانيين، قبل توقيع العقد الجديد. وأعلنت أوكرانيا قبل يوم واحد من حلول العام الجديد إنها سددت 1.5 بليون دولار. وتستورد كييف من روسيا نحو 55 بليون متر مكعب سنوياً تعادل ثلثي حاجتها من الغاز الطبيعي. وأعادت الأزمة إلى الأذهان مشهد بداية 2005، عندما قطعت موسكو إمدادات الغاز الطبيعي عن جارتها، ما أدى إلى تنامي المخاوف الأوروبية، بسبب تهديد استقرار إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا . وسعت موسكو إلى الإفادة من التجربة السابقة، عبر توجيه رسالة إلى الاتحاد الأوروبي حمّلت فيها الجانب الأوكراني مسؤولية الأزمة. وأعلن مسؤول في"غاز بروم"أمس، عن تزامن قطع الإمدادات عن أوكرانيا مع زيادة صادرات الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا عبر أراضي أوكرانياوبيلاروسيا بنسبة 15 في المئة. في خطوة اعتبرها المراقبون موجهة لطمأنة الجانب الأوروبي إلى استقرار الإمدادات. وكانت شركة"نفط غاز أوكرانيا"أعلنت قبل أيام أنها"غير مستعدة لضمان استمرار عبور الغاز الذي تصدره روسيا إلى أوروبا عبر الأراضي الأوكرانية". وحذرت من"احتمال"مصادرة"الغاز الروسي عبر أراضيها"محملة موسكو المسؤولية عن استقرار خطوط الإمداد. وأعلنت أنها ستضطر إلى إخطار بلدان الاتحاد الأوروبي بالوضع. لكن موسكو ردت بقوة على التصريحات واعتبرت التهديدات الأوكرانية"بلطجة"، وحذرت الأوكرانيين من محاولة التعرض لخطوط الإمداد إلى أوروبا. وتصدر روسيا نحو 120 بليون متر مكعب سنوياً من الغاز الطبيعي إلى أوروبا عبر خطوط الإمداد التي تمر في الأراضي الأوكرانية تعادل 80 في المئة من الغاز الروسي المصدر إلى أوروبا. نشر في العدد: 16709 ت.م: 2009-01-02 ص: 17 ط: الرياض