دخلت موسكو بقوة على خط التوازنات الأوكرانية بعدما هدد عملاق الغاز الروسي: "غاز بروم" مساء أول من أمس، بخفض صادرات روسيا من الغاز الطبيعي الى الدولة الجارة خلال الشهر الجاري في حال لم تسدد كييف ديوناً نفى الأوكرانيون وجودها. واعتبر البعض ان التطور الأخير قد يفتح على أزمة جديدة مع أوروبا محورها إمدادات الغاز الطبيعي. واللافت ان الروس لم ينتظروا جلاء الموقف الأوكراني بعد اعلان نتائج الانتخابات الاشتراعية وشروع القوى الأوكرانية في مشاروات لتشكيل حكومة جديدة قريبة من الغرب تضم قوى"الثورة البرتقالية"التي حصلت مجتمعة على اكثر من نصف مقاعد مجلس الرادا البرلمان الأوكراني. وأعلن ناطق باسم الشركة الروسية التي تحتكر تصدير الغاز الطبيعي إلى الخارج، أن شركته ستخفض الصادرات إلى أوكرانيا اعتباراً من هذا الشهر، إذا لم تدفع متأخرات مستحقة لشركة"غاز بروم"قيمتها 1.3 بليون دولار. واعتبر محللون الإعلان ضربة استباقية للائتلاف المرتقب بين حزب الرئيس فيكتور يوتشينكو:"اوكرانيا لنا"وتكتل السياسية القوية يوليا تيموتشينكو التي توصف في كييف بأنها"أميرة الثورة البرتقالية"، لأن تهديد"غاز بروم"يعد مؤشراً الى احتمال دخول البلاد في حال تشكيل الائتلاف في أزمة سياسية واقتصادية كبرى. وحمل بيان أصدرته الشركة الروسية إشارات مباشرة الى ذلك، اذ لفت إلى"قرب الخريف والشتاء عندما يبلغ استهلاك الغاز ذروته، ونظراً الى فشل الجانب الأوكراني في تنفيذ العقود المبرمة،، ستضطر غازبروم إلى تقليص واردات الغاز الطبيعي إلى المستهلكين الأوكرانيين، ما لم يتم تسديد الدين خلال تشرين الأول أكتوبر الجاري". وعلى رغم إعلان"غاز بروم"عن عدم ربط ملف امدادات الغاز بالأوضاع السياسية فان التطورات الأخيرة حملت مؤشراً الى رغبة روسية في دعم مواقف رئيس الوزراء الأوكراني الحالي فيكتور يانوكوفيتش الذي حصل حزبه"الأقاليم"على نحو ثلث مقاعد المجلس الاشتراعي، ويراهن على اقناع يوتشينكو بتشكيل ائتلاف واسع يضم الأحزاب الأربعة التي فازت في الانتخابات باستثناء كتلة تيموتشينكو. وكان مسؤول رفيع في"غاز بروم" قال قبل انتخابات الأحد الماضي، إن سعر بيع ألف متر مكعب من الغاز إلى أوكرانيا قد يراوح بين 145 و175 دولاراً، إذا لم يتغير التشكيل الوزاري الأوكراني الحالي، أما إذا ضم الفريق الجديد ذات الأشخاص الذين فاوضتهم"غاز بروم"في عام 2006 فسيصل سعر ألف متر مكعب إلى 230 دولاراً". وكانت الشركة الروسية توصلت الى اتفاق العام الماضي مع حكومة رئيس الوزراء فيكتور يانوكوفيتش لبيع الغاز بسعر منخفض - 135 دولاراً لألف متر مكعب، لكن محللين روساً يرون ان الشركة"لا تريد بيع الغاز بأسعار منخفضة إلى حكومة أوكرانية ترأسها تيموتشينكو". واللافت ان الأزمة مرشحة للاتساع خصوصاً بعدما سارعت"غاز بروم"الى إبلاغ الأوروبيين مساء الثلثاء، بنياتها. وبحسب بيان الشركة فهي"أخطرت الأوروبيين بأنها قد تقلص تجهيزات الغاز الطبيعي إلى أوكرانيا في حال عدم تسوية دين الجانب الأوكراني"، علماً ان أوروبا تحصل على نحو ربع إمداداتها من الغاز الطبيعي من روسيا عبر أنابيب يمر بعضها في أراضي أوكرانيا. من جهتها نفت الحكومة الأوكرانية صحة المطالب الروسية وقال النائب الأول لرئيس الوزراء وزير المال الأوكراني نيقولاي أزاروف ان بلاده"لا تدين بأي شيء لغازبروم، موضحاً ان كييف سددت كل التزاماتها السابقة خلال العام الأخير.