استبقت موسكو وكييف اجتماع المفوضية الاوروبية امس، بالتوصل الى حل وسط للخلاف على اسعار الغاز، يضمن استقرار الامدادات الى اوروبا عبر الاراضي الاوكرانية. وقوبل الاتفاق الذي اعتبره كل طرف انتصاراً، بارتياح عميق من جانب الاتحاد الاوروبي. وقضى الاتفاق بين شركتي"غاز بروم"الروسية و"نفط غاز"الاوكرانية ببيع موسكو الغاز الى اوكرانيا بسعر 230 دولاراً لألف متر مكعب، على ان تشتري اوكرانيا هذا الغاز بسعر 95 دولاراً للكمية نفسها. وتتم عملية البيع والشراء عبر شركة وسيطة هي"روس اوكرانيرغيا". كما نص الاتفاق على رفع اسعار عبور انابيب الغاز الروسي المصدر الى اوروبا عبر الاراضي الاوكرانية من 1.09 دولار للألف متر مكعب في السابق الى 1.6 دولار عن كل مئة كيلومتر. واعتبر الطرفان ان الاتفاق ومدته خمس سنوات، يشكل مخرجاً مقبولاً لتسوية النزاع الحالي في شكل نهائي ويضمن استقرار امدادات الغاز الروسي الى اوروبا. واوضح الناطق باسم"غاز بروم"سيرغي كوبريانوف بعضاً من النقاط الغامضة في الاتفاق، اذ اشار الى ان الشركة الوسيطة ستشتري الغاز الروسي بالسعر الذي اشترطته"غاز بروم"ثم تعيد بيعه الى الاوكرانيين بالسعر الجديد، فيما تعوض الفارق بين السعرين من وارداتها في شراء الغاز الطبيعي من جمهوريات آسيا الوسطى. ومعلوم ان"غاز بروم"تشتري الغاز الطبيعي من تركمانيا واوزبكستان وكازخستان بسعر وسطي هو 60 دولاراً لألف متر مكعب. وبحسب الاتفاق الجديد مع الاوكرانيين، تعيد بيع الغاز الآسيوي عبر الشركة الوسيطة الى كييف بسعر 95 دولاراً لالف متر مكعب. وصرح مسؤولون في غاز بروم ان تقليصاً حاداً سيجري على الكميات المصدرة من الغاز الروسي الى اوكرانيا، في مقابل زيادة كميات الغاز الآسيوي لتعويض فرق الاسعار وتحقيق ارباح اضافية. واللافت في الاتفاق ان نصف اسهم شركة"روس اوكرانيرغيا"الوسيطة تعود ملكيتها ل"غاز بروم"ما يعني ان الاتفاق الجديد منح عملاق الغاز الروسي مجالات جديدة للتحكم بالأسعار وبطرق امداد الغاز عبر آسيا الوسطى الى اوكرانيا ومنها الى اوروبا. وقال كربيانوف امس ان اهم الانجازات التي تحققت بفضل الاتفاق الجديد مع اوكرانيا هو ان مسألة تحديد اسعار الغاز الطبيعي ستكون بيد"غاز بروم"اذ نص الاتفاق على امكان تعديل الاسعار آلياً بحسب الاسواق العالمية، وهو احد الشروط التي كانت"غاز بروم"تسعى لتحقيقه منذ اندلاع ازمة الغاز، كما حرم الاتفاق الجديد كييف من فتح قنوات اتصال مباشرة مع تركمانيا او اوزبكستان لتقليص اعتمادها الكامل على الغاز الروسي. وسارع متحدثون باسم"غاز بروم"الى الاعلان بانه مع توقيع الاتفاق الجديد، لم يعد ثمة ما يهدد امن الطاقة في اوروبا. وقال كوبريانوف ان"غاز بروم"خرجت من ازمة الغاز بعدما عززت موقعها كمصدر اساسي للغاز. ولفت الى مواصلة الحوار مع مولدافيا المجاورة من اجل توقيع اتفاق مماثل قريباً. واثار توقيع الاتفاق حال ارتياح واسعة في أوروبا. واعلن المفوض الاوروبي لشؤون الطاقة اندريس بيبجالغس اثناء افتتاح الاجتماع الاوروبي الطارئ لمناقشة مشكلة الغاز في بروكسيل امس، ان الحل الوسط الذي توصل اليه الطرفان الروسي والاوكراني يشكل مخرجاً يلبي مصالح الجميع. وعلى رغم ذلك، دفعت"حرب الغاز"الاتحاد الاوروبي الى البحث عن سبل ثابتة لضمان الامن الاوروبي في مجال الطاقة وهو ما ظهر خلال اجتماعات بروكسيل امس اذ بحثت المفوضية الاوروبية اطلاق"كتاب اخضر للاتحاد الأوروبي"حول سياسة موحدة في مجالات الطاقة ذكر متحدثون ان صيغته الاخيرة ستقدم الى القمة الاوروبية المنتظرة الربيع المقبل لاقرارها.