نفذت روسيا تهديدها بقطع الغاز عن اوكرانيا مع حلول اول ايام العام الجديد، وبدأت شركة"غاز بروم"تخفيض حجم تدفق الغاز، على رغم إعلان المسؤولين الروس ان الإمداد لا يزال على حجمه العادي. وتبدي شركة الغاز الروسية تصميماً لا سابق له على المضي في موقفها. فإدارة الشركة، بكامل طاقمها، أمضت ليلة رأس السنة في مكاتبها في انتظار لحظة تنفيذ التهديد المعلن. ويدور السؤال على ما إذا كانت كييف سترد بتأمين احتياجاتها من الغاز من أنابيب الإمداد التي تحمل الغاز الروسي الى أوروبا عبر الأراضي الأوكرانية. ومعلوم ان الحكومة الأوكرانية كانت أعلنت ان من حقها احتجاز 15 في المئة من حجم الإمداد عبر أوكرانيا. ومن الطبيعي ان تنصرف الجهود، بعد هذا التطور، الى محاصرة آثار سلبية قد تنجم عن قطع الغاز الروسي عن اوكرانيا. فوزارة الطوارئ تراقب بدقة مضاعفات قد تتعرض لها المؤسسات والمنشآت الاقتصادية الاوكرانية جراء نقص الغاز. وإصرار موسكو على فرض شروطها يحمل أبعاداً بعيدة من إطار الخلاف الاقتصادي على أسعار الغاز. ولا يمكن ألا تستوقف تصريحات قيادة"غاز بروم"وقولها ان رفض كييف الرضوخ للمطالب الروسية يعني"نتائج كارثية على الاقتصاد الأوكراني"، وان القيادة الأوكرانية تضع نفسها في مواجهة صعوبات جمة، منها القيام بمهمة مستحيلة وهي إقناع الشعب الأوكراني بأن الأزمة الحالية ليست ناجمة عن قصر نظر القرارات السياسية والاقتصادية التي اتخذتها قيادة البلاد. والمهم هو كيف تتعامل أوروبا مع الأزمة المتفاقمة، خصوصاً بعدما بدأت بعض الدول الأوروبية تسدد فاتورة"العقوبات"التي تفرضها موسكو حالياً على الأوكرانيين. ومراقبة خطوط الإمداد في المناطق الحدودية أظهرت تدني مستوى إمداد الغاز الروسي الى أوروبا بمقدار 350 ألف كيلو مكعب عن الحجم المتوسط للإمداد. ولا ريب في ان اجتماع وزراء الطاقة الذي دعت إليه المفوضية الأوروبية لمناقشة الأزمة، هو حوار ربع الساعة الأخيرة لإنقاذ الموقف. وتناقلت بعض الوكالات أخباراً عن ان شركة"ايني"الايطالية، تلقت تحذيراً من"غاز بروم"في شأن احتمال وقوع بعض المشكلات في امداد الغاز الروسي. وبدأ بعض دول أوروبا الوسطى اتخاذ تدابير احترازية تحسباً لخلل في إمداد الغاز الطبيعي. فأعلنت بولندا انها ستستخدم احتياطي الغاز المخزن. ولكن هذا يكفي لأسبوع واحد فقط. فالمشكلة تتعاظم خطورتها كل يوم. وأوروبا تستورد نصف احتياجاتها من الغاز من شركة"غاز بروم". ويمر نحو 80 في المئة من هذا الغاز عبر اوكرانيا. عن "ميغ نيوز" الاوكرانية، 2/1/2006