على رغم انخفاض الأعمال الإرهابية في المملكة في العام 2008 إلى درجة كبيرة، بسبب الضربات الاستباقية ويقظة رجال الأمن، إلا أنه ومن باب الحيطة ورفع درجة الاستعداد، بإمكاننا القول: إن التنظيمات الإرهابية، خصوصاً تنظيم القاعدة، ما زال يشكل تهديداً على الأمن، ليس على السعودية فحسب، بل على مستوى الإقليم وربما العالم، في ظل وجود بؤر توتر توفر لمناصريه ملاذاً آمناً، كما هي الحال في أفغانستان والعراق والصومال وغيرهم. كما يمكننا القول أيضاً، إن السلطات الأمنية السعودية سيطرت على مجريات أمور التنظيم في المملكة، وحدت من تحركاته بعد أن بدأ التنظيم أعماله الإرهابية من دول تشهد صراعات وفتن، ووصلت إلى مراحل متقدمة من التجهيز، لكن يقظة رجال الأمن أحبطت الكثير من العمليات في مهدها، ولعل أبرزها تلك العملية التي أحبطت قبيل موسم الحج ما قبل الماضي. ويتشكل التنظيم في الوقت الحاضر بالفروع والنماذج، وتكمن خطورة النماذج في أنها أصبحت تعتمد على التجنيد الذاتي، إضافة إلى القدرة المالية، في ظل وجود من يخدع بأهدافهم من قليلي الوعي وضعفاء النفوس، وهو ربما ما حدى بوزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز إلى القول منذ شهرين:"إن تهديد القاعدة لا يزال قائماً". وحقق رجال الأمن إنجازات أمنية في العام الماضي، إذ انخفضت المواجهات الأمنية عن السنوات الخمس الماضية، التي شهدت مواجهات دامية تمكنت من خلالها الأجهزة الأمنية إلى الوصول إلى أوكار الخلايا وكشفت خططهم، كما تمكنت من رصد مبالغ مالية لتمويل أنشطتهم تحت غطاء العمل الخيري من خلال رسالة في ذاكرة هاتف محمول للساعد الأيمن للتنظيم أيمن الظواهري تتضمن تزكية بدعم المحتاجين من الأسر في باكستانوأفغانستان. إضافة إلى ذلك وفي سياق عدلي، سلمت هيئة التحقيق والادعاء العام خلال العام الماضي، ملفات 901 من الموقوفين الذين قبض عليهم في مواجهات أو كانوا على ارتباط مع خلايا الفئة الضالة منذ 12 أيار مايو 2003، وذلك تمهيداً لمحاكمتهم وفقاً للقضاء السعودي. ويهدف تنظيم"القاعدة"في أعماله التخريبية التي تستهدف الوطن والمواطن في ثوابته وأمنه واقتصاده، إلى أعمال سياسية لا علاقة للدين بها، وذلك بعدما غُسلت أدمغتهم. وتتشكل الخطورة في مواجهة خلايا الفئة الضالة في استمرار عمليات التمويل، والتي تعد المتنفس الوحيد لتنفيذ أعمالهم التخريبية من تفجيرات ومواجهات ضد رجال الأمن والتغرير بالشبان، وذلك بعد أن عثرت الأجهزة الأمنية على مبالغ مالية ضخمة خزنت في باطن الأرض دست في"برادات الشاي"و"غسالات الملابس"، إضافة إلى الكشف عن بحث علمي، ينطلق منه أفراد التنظيم في تنفيذ مخططاتهم، وهو البحث الدموي الذي أسموه: إدارة التوحش، وهو من إعداد أبو بكر ناجي. وواصلت خطط الفكر الضال إلى استهداف المشاعر المقدسة والقاصدين من حجاج بيت الله الحرام، لتنفيذ أعمال إجرامية، إذ قبض على مجموعة منهم في الحج ما قبل الماضي.