اعلنت السلطات السعودية اليوم الثلثاء عن تفكيك شبكة ارهابية واسعة تابعة لتنظيم "القاعدة"، كانت تخطط لتنفيذ اعتداءات تستهدف منشآت حكومية ومصالح اجنبية، واغتيال مسؤولن حكوميين ورجال أمن وشخصيات تعمل في مجال الدعوة، واوضحت ان عناصرها في الداخل السعودي كانوا ينسقون نشاطهم التخريبي مع عناصر التنظيم في اليمن واعضاء تنظيمات ارهابية في سورية. وصرح الناطق الأمني باسم وزارة الداخلية السعودية أنه "في ظل الأوضاع الأمنية الصعبة التي تعيشها المنطقة، وما يشهده الواقع من استهداف مباشر للوطن في أمنه واستقراره وشبابه ومقدراته ومنهجه القائم على كتاب الله وسنة نبيه (عليه أفضل الصلاة والسلام)، تولت الأجهزة الأمنية المختصة متابعة الوضع بعناية فائقة، وأخذ ما يطرح على شبكات التواصل الاجتماعي على محمل الجد، بعد أن أصبحت ميداناً فسيحاً لكافة الفئات المتطرفة، ووفرت وسيلة سهلة لتواصل أرباب الفتن في مواقع كثيرة". واضاف الناطق أن "الأجهزة المختصة تمكنت من رصد أنشطة مشبوهة كشفت عن تنظيم إرهابي يتواصل فيه عناصر التنظيم الضال في اليمن مع اقرانهم من أعضاء التنظيمات الضالة في سورية وبتنسيق شامل مع العناصر الضالة داخل الوطن في عدد من مناطق المملكة، إذ بايعوا أميراً لهم وباشروا في بناء مكونات التنظيم ووسائل دعمه والتخطيط لعمليات إجرامية تستهدف منشآت حكومية، ومصالح أجنبية، واغتيالات لرجال أمن، وشخصيات تعمل في مجال الدعوة، ومسؤولين حكوميين". وأوضح أن أبرز نتائج ضبط التنظيم كانت كالآتي: 1- بلغ عدد من أُلقي القبض عليه لانتمائه الى خلايا التنظيم 62 متورطاً منهم ثلاثة مقيمين (فلسطيني ويمني وباكستاني) والبقية سعوديون، من بينهم 35 من مطلقي السراح في قضايا أمنية وممن لا يزالون رهن المحاكمة. كما تقتضي مصلحة التحقيق استجواب 44 من المتوارين عن الأنظار مُررت بياناتهم الى الشرطة الدولية (انتربول) لإدراجهم على قوائم المطلوبين. 2- بفضل التحقيقات والمتابعات الأمنية تم رصد انتشار واسع لهذه الشبكة وارتباطات لها مع عناصر متطرفة في سورية واليمن. 3- أفصح البناء التنظيمي لخلايا التنظيم عن اهتمام بالغ بخطوط التهريب، خصوصا عبر الحدود الجنوبية، لتهريب الأشخاص والأسلحة، مع إعطاء أولوية قصوى لتهريب النساء، إذ تمكنوا من تهريب المرأة أروى بغدادي، وكذلك المرأة ريما الجريش، في حين أحبطت قوات الأمن منتصف ليل السبت الموافق 19/6/1435ه محاولة تهريب المرأتين مي الطلق وأمينة الراشد، وبصحبتهما عدد من الأطفال. 4- من خلال تنفيذ عمليات الدهم والتفتيش، تم ضبط معمل لتصنيع الدوائر الإلكترونية المتقدمة التي تستخدم في التفجير والتشويش والتنصت، وتحوير أجهزة الهواتف المحمولة، إضافة إلى تجهيزات لتزوير الوثائق والمستندات، كما تم الكشف عن خلية التمويل لهذا التنظيم والتي قام أعضاؤها بجمع تبرعات عبر شبكة الإنترنت وتوفير مبالغ من مصادر أخرى، إذ تجاوز ما تم ضبطه حتى تاريخه تسعمائة ألف ريال، البعض منها بعملة الدولار، وكان الجزء الأكبر من هذا المبلغ أخفي في حقيبة معلقة بحبل داخل منور الإضاءة في إحدى العمائر السكنية، أما الأسلحة ووفقاً لإفادة أعضاء التنظيم فسوف يتم تهريبها قُبيل تنفيذ عملياتهم المزمعة. وختم الناطق بالقول ان "وزارة الداخلية إذ تعلن ذلك لتؤكد أن الأجهزة الأمنية لن تألو جهداً في سبيل المحافظة على أمن الوطن واستقراره، وتُشيد في الوقت ذاته بالتعاون الذي تلقاه من أبناء الوطن في مواجهة مخططات الحقد والخيانة التي تستهدف الوطن في أبنائه ومقدراته، كما تدعو أولئك الذين وضعوا أنفسهم في محل الاشتباه إلى المبادرة بالتقدم الى الجهات الأمنية لإيضاح حقيقة وضعهم"، مشيرا الى ان "المتابعة لا تزال مستمرة، وسيتم الإعلان لاحقاً عن أي مستجدات". وكانت وزارة الشؤون الاجتماعية السعودية حذرت في اذار (مارس) الماضي، من حملات وهمية نشطت على مواقع التواصل الاجتماعي تزعم مساندتها للشعب السوري فيما هدفها الحقيقي تمويل الارهاب، واكدت ان الجمعيات السعودية الرسمية غير مخولة بالتبرع للخارج. اما وزارة الداخلية فدعت الراغبين في الصدقة والتبرع ان يلجأوا الى القنوات الرسمية المصرح لها.