دعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز المسلمين الى توحيد الجهود من أجل إبراز الوجه الحق للعالم الإسلامي والرجوع إلى منهج الوسطية والوقوف في وجه الأخطار التي تحدق بالعالم الإسلامي، خصوصاً ما آل إليه الوضع الخطير في غزة في فلسطين، والتصدي لمن يفتون الناس بغير علم في الفضائيات ووسائل الاتصال الحديثة". جاء ذلك في كلمة له ألقاها أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز نيابة عن خادم الحرمين، أمام جمع من المفتين والعلماء والمتخصصين في شؤون الفتوى في العالم الإسلامي المشاركين في المؤتمر العالمي للفتوى ضوابطها وشروطها، الذي ينظمه المجمع الفقهي الإسلامي في رابطة العالم الإسلامي. وطالب الأمين العام للرابطة الدكتور عبدالله التركي في الجلسة الافتتاحية، الى"وقف موجة النداءات والشجب والاستنكار التي طغت على الخطاب السياسي العربي والإسلامي حيال ما يجري في غزة.. وبالوقوف بقوة لتشخيص سبب ضعف ووهن العالم الإسلامي وعدم مقدرته على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية". وقال الأمير تركي الفيصل في كلمته"االخطر العظيم الذي يحيط بالأمة في هذا العصر إنما هو ناتج عن عدم ضبط الفتوى وتصدر الجهال للإفتاء من خلال الفضائيات وشبكة المعلومات ووسائل الاتصال الحديثة، ما أتاح للجهال والمغالين والضالين للإساءة للإسلام وبالغوا في الإساءة وقدموا الذرائع لأعداء الأمة للمزيد من التسلط على المسلمين". وشدد على"ان الجهل بالدين الإسلامي هو أخطر ما يواجه العالم الإسلامي، ومن خلاله يتسلل الخلل وبعض التصورات الشاذة، خصوصاً لدى الشباب وذلك يؤدي لأخطاء بالغة في الاعتقاد وخلل عظيم في السلوك وسبب للفتن". وكشف الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدكتور صالح المرزوق أن المجمع بصدد عقد مؤتمر"للبحث في قضية إثبات الأشهر القمرية بمشاركة فعالة من خبراء الحساب الفلكي وعلماء الشريعة الإسلامية بغية وضع حد لحالة الفرقة التي تسببها اجتهادات الدول الإسلامية لمعرفة توقيت دخول أهلة الأشهر القمرية". إلى ذلك ألقى المفتي العام للمملكة الشيح عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ كلمة قال فيها:"إن هذا المؤتمر يعقد في هذه الأيام التي يعتصر قلوب المؤمنين الألم الشديد بهذا الواقع المرير وهذه الحملة الشرسة من اليهود وأعوانهم على إخوان لنا في فلسطين وما جرى من أحداث من قتل وتشريد وتدمير للممتلكات أحداث جسيمة ومصائب عظيمة نسأل الله أن يرفع البلاء". وأكد أن تعاون العالم الإسلامي مع إخوانهم في فلسطين أمر ضروري ولإن كانت المملكة بذلت قصارى جهدها، تشكر عليه إلا أن الواجب على الجميع أن يكونوا يداً واحدة يتبصرون في واقعهم ويدرسون هذه المشكلة وأسبابها". نشر في العدد: 16725 ت.م: 18-01-2009 ص: الأولى ط: الرياض