سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العلماء يعملون على حشد الموقف الإسلامي إلى جانب غزة بمناسبة قرب انعقاد المؤتمر العالمي للفتوى .. د. التركي:
تأخر المسلمين وتخلفهم وابتعادهم عن المسجد أدى إلى مشكلات
أكد معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي أن مؤتمر الفتوى وضوابطها الذي ينظمه المجمع الفقهي التابع للرابطة سوف يناقش الاعتداء الغاشم على غزة وستكون هذه القضية محل اهتمام العلماء المشاركين في المؤتمر . وقال معاليه في مؤتمر صحفي عقده أمس بمقر الرابطة بمكة المكرمة بمناسبة قرب انعقاد مؤتمر الفتوى وضوابطها (إن المستهدف ليس هو أبناء غزة ولا فلسطين وإنما المستهدف هي الأمة العربية والإسلامية والقضية مرتبطة بالنظرة العالمية لهذه الدول وهذه الشعوب) متسائلاً ماذا يعني تحيز الدول الكبرى مع إسرائيل وهي ترتكب هذه الجرائم الفظيعة أمام العالم كله وهذا يتطلب من العرب والمسلمين في مختلف مناسباتهم أن يتعرفوا على سبب المشكلة التي هم فيها وسبب تفرقهم وخلافهم وإن للعلماء والمفتون دوراً كبيراً في هذا المجال حيث إننا نرى ان الرأي العام يتحرك مع القضية وللعلماء وللمؤسسات الدينية أثرها في هذا المجال ولكن المهم وضع اليد على المشكلة وأن يتحرك المجتمع في المجالات العملية . ونوه معاليه بجهود المملكة العربية السعودية في هذه القضية ومتابعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لها مستشهدا على ذلك بتوجيهه حفظه الله بالقيام بحملة لجمع التبرعات لأهالي غزة ووصف ما قام به صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية بأنه جهود متميزة وكبيرة لمتابعة القضية مع مختلف الجهات الرسمية والدولية . وقال معاليه (إننا في الرابطة بصفتنا مؤسسة للعالم الإسلامي ينبغي أن تهتم بالحلول العملية للمستقبل لجميع قضايا المسلمين) . وأكد الدكتور التركي اهتمام خادم الحرمين الشريفين بهذا المؤتمر لإدراكه حفظه الله بأهمية الفتوى وأهمية المفتين في مختلف أنحاء الأمة الإسلامية و حرصه أيده الله أن يتم الاجتماع من قبل المفتين لتدارس ما يتعلق بالفتوى والنظر في السلبيات التي تواجه الفتوى سواء على مستوى المؤسسات أو حتى على مستوى الأفراد والآثار التي تنتج فيما يتعلق بالفتاوى وخاصة ما يعرض في وسائل الإعلام لأن مايعرض فيها له أثر على المجتمعات من أفراد وغيرهم ويحدث ثقافة عامة ورأياً عاماً . وبين أن قضية الفتوى في الشريعة الإسلامية ولدى المسلمين قضية خطيرة, فالمفتي كما هو معرف ينقل للناس الحكم الشرعي ويبين حكم الله في المسألة .وأوضح أنه يشارك في هذا المؤتمر العديد من المفتين في الدول الإسلامية وذلك لأهمية الإفتاء وقد حرصت الرابطة على دعوة من لهم صلة بالفتوى سواء كانوا مفتين أو باحثين أو أساتذة جامعات لمناقشة ما يتعلق بموضوع المؤتمر مناقشة دقيقة للخروج بما يسهم في حل هذه المشكلات المتعلقة بالفتوى والوصول بتوصيات يستفيد منها العالم الإسلامي . وأوضح معالي الأمين العام للرابطة الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي أن هذا المؤتمر يأتي في وقت ازدادت فيه الحاجة إلى بحث شؤون الإفتاء ووضع ضوابط عملية للفتوى مشيرا إلى أن المؤتمر سيبحث موضوعه من خلال ثمانية محاور هي الفتوى وأهميتها والفتوى وتأكيد الثوابت الشرعية و الاجتهاد الجماعي وأهميته في مواجهة مشكلات العصر والفتاوى الشاذة وخطرها وتغير الفتوى والتلفيق وتنظيم الفتوى وأحكامه وآلياته وفتاوى الفضائيات .وبين الدكتور التركي أن عدداً من أصحاب الفضيلة أعضاء المجلس الفقهي الإسلامي في الرابطة سيشاركون في المؤتمر إلى جانب عدد من العلماء والفقهاء وأساتذة الفقه في الجامعات الإسلامية حيث أعد المشاركون البحوث وأوراق العمل لمناقشة محاور المؤتمر مشيرا إلى أن المؤتمر سيصدر في ختام جلساته ميثاقا للفتوى يتضمن ضوابط شرعية علمية للإفتاء . وأعرب عن الأمل في أن يحقق المؤتمر أهدافه في تأصيل مسائل الإفتاء وأن يسهم في معالجة المشكلات التي تتعرض لها الفتوى في هذا العصر الذي كثر فيه المتصدون للإفتاء عبر المحطات الفضائية والانترنت وغيرها من وسائل الإعلام 0وشدد معاليه على أهمية الفتوى في حياة المسلمين وأثرها في حياة المجتمع المسلم وفق شريعة الإسلام وأن مهمة الإفتاء للناس مهمة جليلة لا يجوز أن يتصدى لها إلا أهل الاختصاص من الفقهاء والمفتين الأتقياء القادرين على استنباط الأحكام الشرعية والمؤهلين للإفتاء . وقال (إن المؤتمر سوف يسهم إن شاء الله تعالى في معالجة المشكلات التي تتعرض لها الفتوى في هذا العصر الذي كثر فيه المتصدون للإفتاء عبر المحطات الفضائية والإنترنت والصحف وبينهم من هم ليسوا من أهل الاختصاص وقد يسيء بعضهم إلى الفتوى وإلى الشريعة بسبب الجهل بأصول الفتوى). وأشار إ لى أن ثمة مشكلات برزت في فتاوى الفضائيات وتصدي غير المتخصصين لها وأن هناك عدداً غير قليل من برامج الفتاوى التي يظهر فيها أناس لم يسبق لهم ممارسة الفتوى وفق أصولها الشرعية أو ممن ليس لهم رصيد من العلم الذي يؤهلهم للإفتاء , مبيناً أن للإفتاء شروطاً وضوابط يدركها المتخصصون بشؤون الفتوى وهؤلاء الذين ينبغي أن يرجع إليهم المسلمون لاستفتائهم . ونبه الدكتور التركي إلى أن بعض برامج الإفتاء في المحطات الفضائية تهدف إلى استقطاب المتابعين بواسطة الإثارة على حساب الحقيقة مثل قضايا الجن والسحر والجنس وغير ذلك من هذه الموضوعات. وحذر معاليه من خطورة التجاوب مع برامج الفضائيات التي تهدف إلى مجرد الإثارة وتوظيف الفتوى لجذب الجماهير إلى هذه البرامج . وكشف معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي أن المؤتمر العالمي للفتوى سيخصص بعض جلساته لدراسة واقع الإفتاء في الفضائيات واضطراب فتاويها ، وسيحدد العلماء المشاركون في المؤتمر الضوابط الشرعية المتعلقة بالإفتاء في وسائل الإعلام ومنها الفضائيات والإنترنت. وقال الدكتور التركي (إن المجمع الفقهي الإسلامي في الرابطة دعا عدداً كبيراً من الفقهاء والعلماء والمفتين للمشاركة فيه مشيراً إلى أن الأمانة العامة للمجمع أكملت الاستعدادات لعقد المؤتمر ووضعت الخطط اللازمة لإنجاحه إن شاء الله وقد كلفت عدداً من أصحاب الفضيلة الفقهاء المشاركين فيه بإعداد بحوث وأوراق عمل لمناقشة موضوع الفتوى وضوابطها من خلال محاور المؤتمر الثمانية) . ودعا معاليه وسائل الإعلام للتعاون مع علماء الأمة الثقات في نشر الفتاوى وإجابة المستفتين وحث القائمين عليها على تقوى الله سبحانه وتعالى وأن يجعلوا من وسائلهم الإعلامية أدوات لخدمة الشريعة ونشر الفتاوى الصحيحة المأخوذة عن العلماء المتخصصين بالفتوى وشؤونها. وأعرب التركي عن عظيم الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله - على رعايته لهذا المؤتمر العالمي ، مما يعطيه قوة تسهم في تحقيق أهدافه إن شاء الله ، ودعا الله العلي القدير أن يثيب خادم الحرمين الشريفين على ما يقدمه من خدمات جليلة للإسلام وشريعته ، وأن يجعل ذلك في موازينه، كما وجه الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام على دعمه ومساندته للعمل الإسلامي وللمناشط التي تنفذها الرابطة ومجالسها خدمة للإسلام والمسلمين.