افتتحت"موسيقى أبو ظبي الكلاسيكية"برعاية رئيس هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، فعالياتها للعام الجديد بأمسية روسية رائعة بعنوان"شوستاكوفيتش يلحن لشوستاكوفيتش"جمعت في اوديتوريوم فندق"قصر الإمارات"الملحن الروسي الشهير ماكسيم شوستاكوفيتش، نجل الأسطورة ديمتري شوستاكوفيتش أحد كبار مؤلفي الموسيقى الكلاسيكية، وعازف الكمان الموهوب الشاب سيرجي خاشتريان، مع أوركسترا فيلهارمونيا، التي تعد واحدة من ألمع فرق الأوركسترا العالمية الرائدة. وشهدت الحفلة ظهور الملحن شوستاكوفيتش والعازف خاشتريان للمرة الأولى في الإمارات، كما قدمت فرصة فريدة لمحبي الموسيقى الكلاسيكية وعشاقها للتمتع بمجموعة مختارة من أعمال أبرز المؤلفين والملحنين الموسيقيين الروس يعزفها نجل أحد أساطير الموسيقى الكلاسيكية الروسية الخالدة. ووصف ماكسيم شوستاكوفيتش من قبل نظرائه ومعجبيه بأنه قائد اوركسترا ملهم وديناميكي، ويضفي الأحاسيس والعاطفة الروسية والرقة على جميع أعماله، وقدم شوستاكوفيتش طوال حياته أعمال والده وأعماله الشخصية، ولحن هذه الأعمال بمساعدة عدد من فرق الأوركسترا العالمية الرائدة في أميركا الشمالية وأوروبا وآسيا. وقال عن زيارته لأبو ظبي:"إنني سعيد جداً للقدوم من ثلوج سويسرا إلى شمس أبو ظبي، كما أحترم اهتمام الحكومة بهذه المبادرة الثقافية الرفيعة، وأرجو ان تحذو حذوها المزيد من دول العالم الأخرى، ان احتفالات"موسيقى أبو ظبي الكلاسيكية"رائعة للغاية". وكان عازف الكمان خاشتريان المولود في أرمينيا والفائز بمسابقة"جين سيبيليوس"الدولية، عزف مع ألمع فرق الاوركسترا الدولية حول العالم، وهو فنان تسجيلي شملت أعماله تسجيل أعمال سيبيليوس كونسيرتو، وقطعتين لشوستاكوفيتش للكمان، وتسجيل قطعة لشوستاكوفيتش وسيزار فرانك للكمان والبيانو مع شقيقته عازفة البيانو اوزين خاشتريان. وسبق حفلة"شوستاكوفيتش يلحن لشوستاكوفيتش"حدث خاص، إذ استهل برنامج الأمسية بعرض رسوم متحركة على شاشة ضخمة ولمدة 15 دقيقة لحكاية"الأمير إيفان والطائر الناري"من ابتكار فريق من الفنانين الصاعدين ذوي المواهب الفذة من مدارس من أنحاء أبو ظبي كافة، وتخلل العرض موسيقى"الطائر الناري"لسترافينسكي عزفها 40 موسيقياً محلياً ناشئاً. ووفرت قاعة حفلات فندق"قصر الإمارات"قبل انطلاق الحفلة أيضاً مقدمة وسائط متعددة خاصة تشمل معلومات حول ما تم خلف الكواليس لإبداع هذا المشروع الموسيقي الفريد. وتضمن البرنامج الذي ضم قسمين، تقديم أروع أعمال كونسيرتو الكمان المثيرة لتشايكوفسكي في النصف الأول من الأمسية، تلاه عزف ملهم لسيمفونية ديمتري شوستاكوفيتش الخامسة التي صنعت تاريخ الموسيقى عند عزفها للمرة الاولى في لينينغراد عام 1937، ونالت الإعجاب والتقدير وتصفيق الجمهور الحاد وقوفاً لمدة 40 دقيقة. وجرى إحياء هذه التحفة الموسيقية في أبو ظبي تحت إشراف نجل المؤلف الموسيقي الكبير، ليهب الجمهور ويحتفي بالعمل في نهاية الأمسية. وأوضح مدير عام هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث محمد خلف المزروعي، تعقيباً على انطلاق برنامج الاحتفالات:"لقد كانت بداية مثيرة ومدهشة في مستهل عام 2009، انني سعيد للغاية بمواصلة برنامجنا الدولي واستقطاب هذا العدد الهائل من محبي الموسيقى الكلاسيكية وعشاقها". وأضاف:"إننا نتطلع قدماً الى سلسلة مشوقة من الحفلات الموسيقية خلال الأشهر المقبلة وتحقيق هدفنا المتمثل باستقطاب المقيمين والزائرين إلى أبو ظبي من خلال الوسائل الثقافية والموسيقي". وقالت لاريسا سيوروفا:"منذ نعومة أظفاري في روسيا، أتذكر كيف كنت أصغي الى تسجيلات شوستاكوفيش مع جدتي التي كانت تحب سماع جميع قطع موسيقى الملحنين الروس، لذا كانت هذه الأمسية مفعمة بذكريات العائلة والموسيقى الرائعة". يذكر أن احتفالية"موسيقى أبو ظبي الكلاسيكية"، تضم سلسلة عروض كلاسيكية تمتد حتى أيار مايو المقبلاحتفالاتها الشهرية في أبرز الأماكن في الإمارة. وبالشراكة مع أكثر المعاهد الموسيقية تميزاً في العالم، سينفذ احتفال"موسيقى أبو ظبي الكلاسيكية"عدداً من البرامج التعليمية المبتكرة التي طورت بالتعاون الوثيق مع المدارس والجامعات والمعاهد التعليمية الأخرى، تحت مظلة أكاديمية أبو ظبي الكلاسيكية. نشر في العدد: 16719 ت.م: 12-01-2009 ص: 35 ط: الرياض