كشف رئيس اللجنة المنظمة لدورة لندن الأولمبية عام 2012 سباستيان كو أن "مفهوماً جديداً للألعاب سيبصر النور" بخلاف ما كانت عليه دورة "بكين 2008"، مؤكداً أن هذه الخطوة نابعة من"رؤية مختلفة تستند الى ما تنادي به اللجنة الأولمبية الدولية منذ عام 2003، وخلاصته ألعاب أقل ضخامة لكنها تلبي مختلف المعايير الدولية". وأشار كو الى أن ألعاب الأولمبياد ال30 ستكون"مميزة في شخصيتها وحضورها". وهو ارث تشهده كل دورة وبالتالي فإن"لندن 2012 ستكون مختلفة حتماً"، علماً أن العاصمة البريطانية أطلقت أكبر ورشة تأهيل في أوروبا، وتتعلق بالضاحية الشرقية للعاصمة حيث يشيّد ملعب يتسع ل80 ألف متفرج، والتخطيط جارٍ للاستفادة منه بعد الألعاب نظراً لوجود ستاد ويمبلي الشهير، وبالتالي تُعدّ تصاميم ودراسات ليتحول المكان الى ملعب متعدد الأغراض يتسع لپ25 ألف متفرج فضلاً عن استخدام مرافقه في نشاطات تجارية وترفيهية وحتى تربوية تعليمية. ويؤكد كو أن"لندن 2012 ستكون عيداً عملاقاً"، وركيزة تنمية مستدامة، وتطور رياضي استناداً الى النتائج النوعية المحققة في"بكين 2008"، وهي الأفضل منذ دورة لندن 1908. وإذا كان المعنيون يتطلعون الى المركز الثالث في الترتيب العام وحصد ميداليات في الألعاب الجماعية خلال الدورة المقبلة، فإن كثراً منهم تفاجأوا برصيد حصيلة بكين البالغة 47 ميدالية 19 ذهبية، 13 فضية و15 برونزية"وهو تطور ممتاز"على حدّ تعبيرهم، قياساً الى 15 ميدالية جمعت في"أتلانتا 1996"و28 في"سيدني 2000"و30 في"أثينا 2004"، والطموح الأساس كان احراز نحو 35 ميدالية في بكين. ويوضح جوناثان ادواردز البطل الأولمبي السابق في الوثبة الثلاثية وحامل رقمها القياسي، أن حصيلة بكين"نتاج الاستثمار المجدي في الإعداد وصولاً الى لندن 2012". فإلى التفوق التقليدي في التجذيف والزوارق الشراعية وسباقات الدراجات على المضمار، سُجل"اختراق ملحوظ"في ألعاب القوى والسباحة، وبروز في الكانوي والجمباز. الزخم الأولمبي البريطاني انطلق بُعيد دورة أتلانتا، وإتخذ الحجم المطلوب عام 2005 عقب إعلان فوز لندن باستضافة ألعاب 2012. وبلغت موازنة التحضير لألعاب بكين 300 مليون يورو، 40 في المئة من المبلغ وفرتها عائدات اليانصيب الوطني، والباقي من مساهمات خاصة. واستعد فريق الزوارق شهوراً في حوض كينغداو حيث أجريت المنافسات في الصين، وتضمّن برنامج الإعداد تحليل هبوب الريح وتياراته. وجاءت النتائج مثمرة للغاية لا بل"تاريخية"اذ أحرز المشاركون البريطانيون ست ميداليات بينها أربع ذهبيات. واعتمد برنامج رعائي للرياضيين يتضمن حصولهم على رواتب منتظمة حدّها الأدنى 3300 يورو شهرياً، الى الاستفادة من تجهيزات عصرية مثل مركز الدراجات في مانشستر، واعتماد موازنات للتأطير واكتشاف المواهب منها مليون يورو لفرق التجذيف أي ما يوازي موازنة الاتحاد الفرنسي للعبة. ويلفت كولن جاكسون حامل الرقم القياسي العالمي السابق لسباق ال110 أمتار حواجز، أن هذه المبالغ لا تتعدى ثمن أربع دبابات بحوزة القوات البريطانية في العراق،"لكن المهم اعداد ذهني مثّل الحافز المباشر باعتبار أن كثراً من المتوجين في بكين برزوا في أثينا وتخلّفوا بفارق ضئيل عن صعود منصات التتويج. وهم وضعوا نصب أعينهم التفوق على طريق لندن 2012"... هدف يؤكده كو معلناً ان مبلغ 500 مليون يورو اضافية ستُلحظ للرياضيين النخبة الذي سيشكلون الفريق البريطاني في الدورة المقبلة، فضلاً عن الاستعانة بخدمات مدربين أكفياء أجانب في رياضات"غير تقليدية"بريطانياً مثل القوس والنشاب مدرب كوري جنوبي والجودو والمبارزة مدربون فرنسيون.