وعد رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون الدول العربية بالعمل معها جنباَ إلى جنب من أجل التوصل إلى سلام في الشرق الأوسط يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية . و جدَد براون تعهده بالمساعدة المطلقة من أجل وضع خارطة طريق اقتصادية من شأنها تسهيل حياة الفلسطينين الصعبة عبر الاستثمار في قطاعات اقتصادية و زراعية و صناعية تؤدي إلى خلق فرص العمل المطلوبة في الظروف الحالية. وأشاد رئيس الوزراء البريطاني خلال عشاء أقامه على شرفه السفراء العرب المعتمدين في العاصمة البريطانية، بالسياسة التي ينتهجها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مجال مساعدة الأسواق النفطية على الأستقرار لأن في ذلك مصلحة للدول المصدرة و المستهلكة على حد سواء. و أوضح رئيس الوزراء البريطاني في مدينة مانشستر على هامش المؤتمر السنوي لحزب العمال الحاكم، أن الأزمة المالية العالمية ناجمة عن تحول العالم إلى قرية كونية و بالتالي فإن هناك حاجة ماسة لإعادة النظر في الأنظمة المالية المعمول بها في عدد من الدول لتجنب خضّات من النوع الذي شهدناه أخيراَ. و أقر براون الذي ألقى أمس، خطاباَ هو الأهم في تاريخ حياته السياسية، بأن مكافحة الإرهاب و التغيير المناخي قضايا أيضاَ تتطلب تعاوناً دولياً، و بالتالي فإنه يتطلع إلى عقد مؤتمر الدول النفطية و الصناعية في كانون ثاني يناير المقبل، من أجل التفاهم في ما بينها على إرساء سياسة تقوم على حماية المصالح المشتركة و مواجهة ارتفاع الأسعار العالمي نتيجة تزايد الطلب و قلة العرض. وألقى سفير دولة الكويت خالد الدويسان كلمة بصفته عميداً للسفراء العرب أشار فيها الى أهمية العلاقات البريطانية - العربية و ضرورة تطويرها، كما طالب براون بأن يعمل من أجل حل النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي بعد أن باتت حياة معظم الفلسطينيين لا تطاق. وحضر العشاء عدد من النواب و الوزراء البريطانيين، وفي مقدمهم: وزير الخارجية ديفيد ميليباند و شهيد مالك و زير الدولة في وزارة التعاون الدولي . وكانت سبقت المؤتمر تحركات من قبل عدد من المناهضين لسياسة براون تهدف إلى إقصائه عن الحكم بعد أن تراجعت شعبيته إلى أدنى مستوى و بات أركان حزبه يخشون فقدانهم السلطة في أي انتخابات مقبلة لصالح حزب المحافظين المعارض بزعامة ديفيد كاميرون. ومع أن عقد المؤتر تميز بهدنة بين أنصار براون و مناوئيه، فإن كثيرين يعتقدون أن استمرارها يعتمد على نجاح براون في تحقيق تقدم ملموس في مجال استعادة ثقة الناخب البريطاني بعد تحوله لصالح حزب المحافظين.