تعود علينا ذكرى اليوم الوطني، الذكرى الغالية على قلوب الجميع، يوم توحيد هذا الكيان العملاق على يد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه - لنستلهم العبر والدروس من سيرة هذا القائد الفذ الذي استطاع بحنكته ونافذ بصيرته، وقبل ذلك كله بإيمانه الراسخ بالله جل وعلا، أن يضع قواعد هذا البناء الشامخ ويشيد منطلقاته وثوابته التي ما زلنا نقتبس منها لتنير حاضرنا، ونستشرف بها ملامح نتطلع إليها في الغد ? إن شاء الله - من الرقي والتقدم، في سعينا الدائم الى كل ما من شأنه رفعة الوطن في جميع المجالات. هذه اللحظات تجعلنا نستحضر عظم الحدث ومسيرة الكفاح الشاقة التي خاضها المغفور له جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه منذ دخوله الرياض عام 1319ه وحتى إعلان تأسيس المملكة العربية السعودية عام 1351ه، وهو إنجاز تاريخي عظيم ينبغي للأجيال الحالية والقادمة أن تتمثله وتقف أمامه قارئة مستجلية لمعانيه، ومستذكرة لما كانت تعيشه الجزيرة العربية قبل التوحيد وتأسيس المملكة. وكل ذلك يدفع الجميع إلى الفخر والاعتزاز بالانتماء إلى هذه البلاد الطاهرة والحفاظ على المنجزات الحضارية والتاريخية التي تحققت، والعمل بسواعد قوية على الإضافة والتطوير الدائم والمستمر في مناحي الحياة كافة. واليوم، ونحن نعيش ذكرى اليوم الوطني، نتذكر كل الرجال العظماء الذين حملوا أمانة القيادة وساروا بعزم الرجال الأبطال في بناء الأمة، وقد حرصوا على أن يكون هذا الوطن عزيزاً قادراً معطاء، فحققوا في مسيرته بناء حضارياً متكاملاً اهتم بالإنسان وبتحقيق تطلعاته وآماله في جميع مجالات حياته. إذ نحتفل بهذه الذكرى الغالية التي تزامنت مع قرب حلول عيد الفطر المبارك، أعاده الله على المسلمين بالخير والمسرات، لنستشعر أهمية العمل على غرس حب الوطن في نفوس النشء، وتعزيز وتنمية مشاعر الانتماء لهذه الأرض الطاهرة في نفوس الأبناء وتحصينهم ضد حملات التضليل التي تستهدف أمننا واستقرارنا، فقد قامت حضارتنا المجيدة على أساس متين من القيم والثوابت، مستمدة دستورها ومنهجها من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وتحكيم شريعة الله، في عصر ازدحم بالأيديولوجيات والمذاهب الفكرية والوضعية المختلفة التي تقوم عليها معظم الكيانات السياسية في العالم، فكانت الدولة السعودية نتاج فكر إسلامي خالص لا تزعزعها ولا تهزها التيارات والنظريات الفكرية المختلفة. وحفاظاً على هذه الهوية الأصلية اهتمت قيادتنا الرشيدة ببناء القوات المسلحة باعتبارها الدرع الحصين والواقي لمكتسبات الوطن ومقدراته ومقدساته، فكان للقطاعات العسكرية المختلفة في المملكة حظ وافر من اهتمامات حكومتنا الرشيدة، ومن بينها الحرس الوطني الذي لقي وما زال يلقى الدعم الدائم من قيادات هذه البلاد، حيث تمكن الحرس الوطني من بناء قاعدته وقوته العسكرية على أحدث النظم العسكرية الموجودة في العالم واستقطب الحرس الوطني أبناء الوطن في قطاعاته المختلفة. ولا يفوتني في الختام أن أرفع باسمي واسم منسوبي الحرس الوطني كافة أسمى آيات التهاني والتبريكات لقيادتنا الرشيدة لمناسبة قرب عيد الفطر المبارك الذي يتزامن مع ذكرى يومنا الوطني، سائلين المولى القدير أن يتقبل من الجميع صالح الأعمال، كما نسأله تعالى أن يديم على بلادنا نعمة الأمن والاستقرار تحت قيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز القائد الأعلى للقوات العسكرية كافة وسيدي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام - يحفظهما الله - وأن يوفقنا جميعاً لما يحبه ويرضاه، وأن تعود هذه المناسبة الغالية ووطننا الغالي في تقدم وازدهار دائم. * فريق أول ركن. نائب رئيس الحرس الوطني السعودي المساعد للشؤون العسكرية. والنص كلمة في مناسبة اليوم الوطني 1429ه.