تحضر طرابلس بكل مشكلاتها الأمنية والانمائية وحاجاتها المعيشية والاقتصادية على طاولة اللقاءات التي يعقدها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في السراي الكبيرة اليوم في حضور عدد من الوزراء، وفي مشاركة فاعلياتها السياسية والدينية والنقابية والثقافية، اضافة الى رؤساء البلديات والمخاتير ونقباء المهن الحرة وممثلين عن هيئات المجتمع المدني. وتأتي اللقاءات الطرابلسية في بيروت بمبادرة من السنيورة وبمواكبة من نقيب محامي الشمال السابق رشيد درباس وبدعم من رئيس تيار"المستقبل"النائب سعد الحريري، في محاولة حثيثة لايجاد حلول لمشاكلها الأمنية والمعيشية والانمائية للسيطرة على بؤر التوتر المتنقلة بعدما اتخذت طابع الصراع المذهبي والطائفي بين السنّة والعلويين. ويفترض أن تقود اللقاءات الماراثونية التي يرعاها السنيورة الى وضع الحجر الأساس لمسيرة أمنية سياسية ? انمائية لاعادة الحياة الى طرابلس والحفاظ على وجهها الحضاري والثقافي في مواجهة المحاولات الجارية لتصويرها خارجة على القانون وتتحكم فيها المجموعات المتشددة وحدها. وفي معلومات"الحياة"ان اللقاءات التي ستتوج بقمة روحية يشارك فيها مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار والمطارنة ومفتي العلويين الشيخ محمد عصفور ستتمحور حول حاجات المدينة من تحسين التغذية بالتيار الكهربائي الى تأمين جر مياه الشفة لكل الأحياء فيها والاهتمام بالمشاريع الانمائية المخصصة لها وللشمال عموماً والتي ما زالت من دون تنفيذ. ومن أبرز النقاط المدرجة على جدول أعمال اليوم الطرابلسي في بيروت: - دور القوى الأمنية الشرعية من جيش وقوى أمن داخلي في انهاء بؤرة التوتر بين باب التبانة وجبل محسن ومساندة القوى السياسية والمجتمع المدني للخطة الأمنية الشاملة التي ستضعها على أن تأخذ الخطة بضرورة وضع حد للتسيب والفلتان الأمني في المناطق المتاخمة لها. - الاسراع في ايجاد معالجة انمائية لبؤر الحرمان بدءاً باعادة تأهيل البنى التحتية وصولاً الى انشاء شركة عقارية مختلطة بين الدولة وبين متمولي طرابلس والشمال والمدخرين اضافة الى توفير رأسمال عربي لدعم المشروع شرط أن يكون جزء منه استثمارياً والآخر يقدم تبرعاً. - تفعيل المشاريع الانمائية في طرابلس والشمال ما يدفع نحو تفعيل الاستثمارات والتشجيع على السياحة في الشمال ككل. وفي مقدم المرافق والمشاريع المطلوب تفعيلها المرفأ والمعرض. ومحطة التسفير ومطار القليعات في عكار. - اطلاق ورشة ثقافية وفكرية واعلامية لتأكيد الوجه الحضاري الحقيقي لطرابلس اضافة الى الحفاظ على العيش المشترك بين أهلها وحمايته في وجه محاولات اطاحته. الجيش يفرض الأمن في عكار وبلدة شيخ لار شبه خاوية نجح الجيش اللبناني في فرض الأمن في بلدتي شيخ لار وعيدمون في عكار أمس، بعد الإشكال المسلح الذي شهدتاه مساء أول من أمس وأدى إلى مقتل المواطن عز الدين قاسم من بلدة عيدمون وسقوط عدد من الجرحى. ونفذ الجيش انتشاراً كثيفاً في المنطقة بعد تجدد الخلاف على ملكية أحد المزارات الدينية بين الطائفتين السنية والعلوية في الشيخ لار المعروفة بنسيجها الطائفي المتنوع. وأوضحت مصادر أمنية لپ"الحياة"أن الطرفين المتنازعين كانا احتكما إلى القضاء الذي أصدر قراراً منذ نحو 4 أشهر اعتبر بموجبه أن المزار يعود للطائفة السنية، غير أن الوضع الحساس الذي تمر به المنطقة أوجب تعليق تنفيذ القرار إلى وقت لاحق. وأضافت المصادر نفسها أنه بدا من الإشكال الأخير أن العلويين أحسوا بقرب تنفيذ القرار، ما دفعهم إلى القيام بالتحرك احتجاجاً. ونفذ الجيش منذ مساء أول من أمس، حملة مداهمات في البلدة الواقعة على الحدود مع سورية، غير أنه فوجئ بها شبه خاوية، وأن معظم قاطنيها العلويين لجأوا إلي سورية عبر النهر الكبير، في حين لجأ معظم السنة إلى السهل المجاور. وأمس، أصدرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش بياناً أشارت فيه إلى أن قوى الجيش سيطرت على الوضع وتمركزت في موقع الإِشكال، وأحيل الموقوفون على القضاء المختص. وحذر عضو كتلة"المستقبل"النائب مصطفى علوش في حديث إلى"صوت لبنان"من تدخل مباشر للنظام السوري بذريعة التعرض للطائفة العلوية.