تابع رئيس مجلس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أمس، اتصالاته مع الشخصيات الطرابلسية لاحتواء أجواء التوتر وتعزيز أجواء التهدئة. وأجرى السنيورة لهذه الغاية اتصالات بكل نواب طرابلس فرداً فرداً بمن فيهم النائبان مصطفى حسين وبدر ونوس، كما أجرى اتصالات مماثلة بمشايخ الطائفة العلوية، وحض الجميع على"العمل لتعزيز أجواء التآخي والتكاتف في مواجهة محاولات الفتنة". وخاطب السنيورة الذين اتصل بهم بالقول:"إن الواجب الوطني اللبناني والإسلامي والعربي يلزمنا العمل على إطفاء التوتر والحض على التآخي لعدم إفساح المجال لأي أياد غريبة أن تعبث بين أبناء البيت الواحد والبلد الواحد". وجاء موقف السنيورة واتصالاته، غداة انفجار عبوة في باب التبانة أدى إلى مقتل شخص وجرح أكثر من 20، في حين عاشت مدينة طرابلس ومنطقتي التبانة وبعل محسن، أجواء توتر وحذر على رغم عدم تسجيل أي خرق أمني باستثناء حرق محل تجاري في منطقة القبة إثر الانفجار. في هذه الأثناء عزز الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي إجراءاتهما في المنطقة خصوصاً على الاتوستراد الرئيسي الذي يربط بين طرابلس وعكار، وفي شارع سورية الذي يفصل منطقتي باب التبانة وبعل محسن، وسيرا دوريات مؤللة. ودان عضو"كتلة المستقبل"النائب عزام دندشي"التفجير الحاقد الذي استهدف لآمنين". ودعا"أهل التبانة وجبل محسن وطرابلس وعكار وجميع قرى الشمال الى التشبث بوحدتهم الوطنية، مهما اختلفت انتماءاتهم الحزبية أو الطائفية، والوقوف صفاً واحداً وراء القوى الأمنية في وجه الطوابير الخامسة المخلة بالأمن والاستقرار". وأثنى عضو الكتلة نفسها النائب مصطفى هاشم على"الخطوة الوطنية الكبرى التي أقدم عليها مفتي عكار الشيخ أسامة الرفاعي من خلال جمعه رؤساء الطوائف في المنطقة والعمل معهم على درء الفتنة وإزالة الاحتقان من النفوس والحفاظ على السلم الأهلي في عكار، للنأي بهذه المنطقة التي قدمت الشهداء على مر السنين، عن التجاذبات ومحاولات التقسيم وزعزعة الاستقرار". وأكد المنسق العام لتيار"المستقبل"في الشمال عبدالغني كبارة، ان "التيار هو نهج وطني حاضن لكل أطياف النسيج اللبناني، وهو بالتالي نقيض للحالة الميليشياوية للمعارضة ولمن يوجهها من الخارج". واعتبر أن"هدف استمرار الهجوم على تيار"المستقبل"هو نتاج لتخبطهم وإفلاسهم وفقدانهم الخطاب السياسي الذي يستطيعون من خلاله استقطاب قواعد شعبية تتبنى مواقفهم عبر تصوير تيار"المستقبل"بما هم فيه". ورأى كبارة أن"الفتنة المتنقلة ما هي إلا لمواجهة الخطاب الوطني والسياسي الجامع لتيار"المستقبل"، بعد أن كشفت حقيقة السلاح وخصوصاً بعد أحداث أيار مايو السوداء، عندما تحول الى صدور اللبنانيين وعاث فساداً وإفساداً في الوطن وما زال، وإعلان القيمين عليه شرف الانتماء الى الخارج وافتخارهم بذلك، استفزازاً للشارع الإسلامي والعربي، تمهيداً لنشر الفوضى والاضطراب المسلح في أرجاء البلاد، وبالتالي إيجادهم المبرر للحفاظ على سلاحهم". وأعلن"أننا سنبقى إلى جانب أهلنا مهما اشتدت الأزمات، ومهما بلغت التضحيات، دفاعاً عن مدرسة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والحفاظ على لبنان سيداً حراً ومستقلاً، وسيبقى مشروع الدولة مشروعنا والجيش وقوى الأمن الداخلي هي من يحمي اللبنانيين من عبث العابثين، ولن ننجر الى الفتنة مهما كثرت استفزازاتهم".