اعلنت "منظمة الجهاد في اليمن" التي تبنت المسؤولية عن الهجوم الانتحاري على السفارة الاميركية في صنعاء اول من امس، انها تتبع لتنظيم"القاعدة"، وهددت بضرب المصالح الغربية والأميركية في اليمن وتنفيذ عمليات اغتيال تستهدف مسؤولين كباراً في الدولة، بينهم مرافقون شخصيون للرئيس علي عبدالله صالح، ما لم ترضخ السلطات لمطلبها بالافراج عن عناصر لها في السجون اليمنية. وطالب الناطق باسم المنظمة"ابو الغيث اليماني"، في بيان وزع عبر الانترنت، الرئيس علي صالح"بالاسراع في الافراج عن اخواننا المعتقلين خلال 48 ساعة، وقد أعذر من أنذر"، داعيا السفارتين الأميركية والبريطانية الى"الرحيل فورا"، ومهدداً السفارة السعودية بهجمات انتحارية. من جهتها، اعلنت الحكومة اليمنية انها في حال حرب مع الارهاب، وانها لن تخضع للتهديدات والشروط ولن تتردد في ضرب الارهابيين حيثما وجدوا. وطالب نائب رئيس الوزراء الدكتور رشاد العليمي المجتمع الدولي بتقديم يد العون لليمن في معركته لمكافحة الارهاب، معتبرا ان الهجوم على السفارة الأميركية جاء رداً على الضربات الموجعة التي تلقتها"القاعدة"على ايدي الأجهزة الأمنية اليمنية. وكشف وزير الخارجية الدكتور ابو بكر القربي عن تحرك ديبلوماسي يمني على مستوى العالم لشرح أبعاد المواجهة اليمنية مع الارهاب. وفيما اعتقلت أجهزة الأمن العشرات من المشتبه في علاقتهم بتنظيم"القاعدة"على خلفية الاعتداء، خلال الساعات ال48 الماضية، ولا تزال تلاحق عدداً من المطلوبين في محافظات ومناطق عدة، أكدت مصادر متطابقة ل"الحياة"ان الحكومة اليمنية وافقت على طلب واشنطن ارسال فريق من المحققين يمثل أجهزة وهيئات أمنية أميركية متخصصة في مكافحة الإرهاب للمشاركة في التحقيقات. وقالت المصادر إن الفرع التابع لمكتب التحقيقات الفيديرالي اف بي اي في السفارة الأميركية بصنعاء يطلع على التحقيقات التي تجريها السلطات اليمنية اولاً بأول، في اطار اتفاق التعاون والتنسيق بين الطرفين. واتخذت السلطات اليمنية اجراءات امنية غير مسبوقة لحماية السفارات الاجنبية، في حين ساد استياء عارم الاوساط السياسية والشعبية اليمنية التي أجمعت على ادانة الاعتداء والعنف الارهابي، وطالب بعضها السلطات باعتماد سياسة اكثر حزما في مواجهة المتطرفين. وفي واشنطن، اعلنت الخارجية الاميركية ان مواطنة اميركية من اصل يمني في عداد قتلى الاعتداء على مبنى السفارة، واوضحت في بيان تلاه الناطق باسمها روبرت وود ان الضحية الاميركية هي سوزان البنا 18 عاما من بافالو نيويورك - شمال شرق. واضافت"ان زوجها وهو مواطن يمني، قتل ايضا". وقالت مصادر يمنية ل"الحياة"ان القتيلة من منطقة جُبن بوسط اليمن، وهي المنطقة نفسها التي يتحدر منها جبر البنا، اليمني الذي يحمل الجنسية الاميركية، والمطلوب للولايات المتحدة منذ اعتداءات 11 ايلول سبتمبر. وهي تزوجت حديثا في اليمن وكانت برفقة زوجها تنتظر الدخول الى السفارة لاتمام اوراقهما.