سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كروكر يبحث في الاتفاق الأمني مع بارزاني ... والسفارة الأميركية تدعو إلى التريث في المحادثات . موفق الربيعي ل "الحياة": الحكومة تركز على تحديد موعد مغادرة آخر جندي أميركي
أكد مستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي أن المفاوضات حول الاتفاق الأمني بين بغدادوواشنطن تواجه"صعوبات كبيرة"، مشيراً الى تركيز الحكومة على تحديد موعد مغادرة آخر جندي أميركي العراق. وبحث السفير الأميركي لدى بغداد ريان كروكر في الخلافات على الاتفاق مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني. وكانت المفاوضات التي بدأت في شباط فبراير الماضي توقفت قبل أسبوعين بعد خلافات عميقة بين الجانبين عكستها التصريحات المتناقضة للمسؤولين العراقيين والأميركيين. وتشمل هذه الخلافات موعد سحب القوات الأميركية من العراق، والحصانة القانونية لتلك القوات، وخصوصاً أن الجانب الأميركي تحفظ عن اقتراحات تقدمت بها الحكومة العراقية. وقال ل"الحياة"مستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي الذي يترأس الفريق العراقي المفاوض إن"المفاوضات الجارية مع واشنطن قطعت شوطاً لا بأس به وهناك مسودة أولية للاتفاق لا تزال تحتاج إلى قرارات سياسية مهمة". وأوضح الربيعي أن هذه"المفاوضات تواجه صعوبات كبيرة وهناك نقاط تباين بين مسؤولي البلدين حيال قضايا بالغة الأهمية". وأضاف أن"الحكومة لا تزال تنتظر رداً أميركياً على مسودة قدمها الجانب العراقي، ومن الصعب علينا التنازل عن أي بند منها، وهي مطالب نهائية ونراها الطريق الوحيد الذي سيحفظ سيادة البلاد ومصالحها، وتعكس في الوقت ذاته مواقف كل المكونات السياسية العراقية". وأشار الربيعي الى أن"الحكومة تنتظر اقتراحات أميركية جديدة على مسودتنا التي تتضمن اصرارنا على مطالب تتعلق بالحصانة القضائية للقوات الأميركية والجداول الزمنية لخروجها من البلاد. والمهم في القضية تحديد موعد مغادرة آخر جندي البلاد، وهذه من الثوابت لدى الحكومة العراقية". من جهتها، قالت الناطقة الرسمية باسم السفارة الاميركية في بغداد سوزان الزيادي ل"الحياة"إن"الجانب الأميركي لا يريد أن يكون الاتفاق عاجلاً لأن ذلك قد يسبب إرباكاً في المستقبل"، مشيرة الى أن"المهم في القضية أن لا يكون اقرار الاتفاق متعجلاً". وأشارت الى أن"المفاوضات معقدة وتحتاج الى مزيد من الوقت ونقاشات ايجابية لحل النقاط العالقة فيها". وشددت على أن"المفاوضات لا تزال مستمرة، ولم تتوقف"، لافتة الى أن"السفير الأميركي ريان كروكر الذي يترأس الوفد الأميركي المفاوض على اتصال دائم مع رئيس الوزراء نوري المالكي في خصوص المفاوضات". وتابعت أن"الوفدين العراقي والأميركي سيجتمعان قريباً في بغداد لاستئناف المفاوضات". وكان كروكر ناقش الاتفاق مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ليل أول من أمس. وقال رئيس ديوان رئاسة اقليم كردستان فؤاد حسين ل"الحياة"إن"الجانبين بحثا في موضوع الاتفاق الامني في شكل عام، ولم يخوضا في تفاصيله التي يبحث فيها الوفد العراقي المفاوض". وأضاف حسين أن"الأكراد يريدون اتفاقاً يضمن السيادة الوطنية ويحقق مصالح العراقيين". وأوضح أنه"في حال لم يجر التوقيع على هذا الاتفاق، فسنكون أمام خيارين نهاية هذا العام، أولهما الرجوع إلى مجلس الأمن لاستحصال موافقته على تمديد بقاء القوات الأميركية في العراق، وهذه عملية معقدة لأنها تحتاج الى وقت والى ضمان أصوات الدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس". وتابع:"أما الخيار الثاني، فسيكون انسحاب القوات الأميركية من العراق، وهذا من شأنه أن يخلق فراغاً أمنياً، لذا فإن الاكراد يؤيدون التوقيع على اتفاق أمني يحافظ على الوضعين الديموقراطي والفيديرالي في العراق". يُذكر أن انتشار القوات الأميركية في العراق يعتمد في الوقت الراهن على تفويض من منظمة الأممالمتحدة تسري فاعليته حتى نهاية هذا العام. وتفيد مصادر سياسية عراقية مطلعة أن تراجع الجانب الأميركي عن مطالبته بالاسراع في توقيع الاتفاق الأمني في مقابل المساعي العراقية لإكماله، يعكس مدى التباعد الذي يلف وجهات نظر الجانبين، ما يشير إلى تراجع فرص تمرير الاتفاق خلال الفترة المقبلة. وقال القيادي في كتلة"الائتلاف"علي الأديب القريب من رئيس الوزراء ل"الحياة"إن"دخول الاتفاق حيز التنفيذ سيتطلب وقتاً طويلاً بين موافقة الجانب الأميركي على مطالبنا، ومن ثم تزكية الاتفاق من المجلس السياسي للأمن الوطني واقراره في مجلس الوزراء وأخيرا موافقة مجلس النواب عليه". وكان رئيس البرلمان محمود المشهداني أكد في تصريحات صحافية استحالة تمرير الاتفاق في البرلمان نظراً الى تباين آراء الكتل النيابية حياله.