اتخذ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قراراً بتغيير الوفد الذي يجري مفاوضات مع الأميركيين لتوقيع اتفاق أمني طويل الأمد بين واشنطنوبغداد، وأسند رئاسته الى مستشار الأمن الوطني موفق الربيعي. راجع ص 2 في غضون ذلك، اعلن ان القوات الأميركية اعتقلت بعد ظهر الأربعاء علي فيصل اللامي، المدير العام لهيئة اجتثاث البعث، الناطق باسم لجنة الحشد الشعبي إحدى اللجان المساندة لخطة فرض القانون التي يرأسها زعيم حزب"المؤتمر الوطني"أحمد الجلبي، لدى عودته من لبنان، بتهمة الضلوع في التخطيط لتفجير مركز القيادة المشترك في مدينة الصدر شرق بغداد في حزيران يونيو الماضي. وجاء قرار المالكي بعد يوم من اجتماع للمجلس التنفيذي الذي يضم بالإضافة اليه، الرئيس جلال طالباني ونائبيه طارق الهاشمي وعادل عبدالمهدي، في غياب طالباني الذي يعالج في الولاياتالمتحدة. وأصدر المجتمعون بياناً أكدوا فيه اتخاذ توصيات مهمة لدعم المفاوضين العراقيين. وقال مصدر مقرب من المالكي، طالباً عدم نشر اسمه ل"الحياة"ان"رئيس الوزراء قرر استبدال الوفد المفاوض مع واشنطن والذي تشرف عليه وزارة الخارجية، بوفد آخر يضم أعضاء من مكتب رئاسة الوزراء برئاسة الربيعي"، مضيفا ان"أسباباً فنية وأخرى لوجستية استدعت اتخاذ هذا القرار". ولفت الى ان"الوفد السابق كان أداؤه جيداً، خلال الأيام الأولى من المفاوضات وكان متحمسا جداً لتوقيع الاتفاق وفق أسس التفاوض القانونية والدستورية المتعارف عليها، لكن مهمته كانت محفوفة بالكثير من المصاعب، بينها ان طرح أي نقطة للتفاوض مع الوفد الأميركي كان يستدعي الرجوع الى المجلس السياسي للأمن الوطني عقب كل جولة مفاوضات تقريباً". واشار الى ان"الوفد كان يرغب في توقيع الاتفاق في موعده المحدد. وكان هذا يتعارض مع مطلب الحكومة وعدد من الكتل السياسية التي كانت ترغب بالمزيد من الوقت والتأني، حتى وان لم يتم الانتهاء من الاتفاق قبل نهاية العام الجاري". ويرأس الوفد المفاوض الذي استبدله المالكي، وكيل وزارة الخارجية محمد الحاج حمود ومعظم أعضائه من الدائرة القانونية في الوزارة، ويشرف عليه نائب رئيس الوزراء برهم صالح. وباشر الوفد التفاوض بموجب وثيقة إعلان المبادئ الموقعة بين الرئيس الاميركي جورج بوش والمالكي في شباط فبراير الماضي مع وفد أميركي يرأسه السفير في بغداد رايان كروكر. وكشف المصدر ان"الوفد العراقي الجديد يضم كلاً من مستشار الأمن الوطني موفق الربيعي والمستشار السياسي لرئيس الحكومة صادق الركابي، فضلا عن عدد من القانونيين والمستشارين في رئاسة الوزراء"، مشيراً الى ان"المفاوضات توقفت لفترة وجيزة بعدما سلم الجانب العراقي الوفد الاميركي مسودة تتضمن نقاطا حمراً لا يمكن تجاوزها في انتظار الرد عليها".