بحث نائب وزيرة الخارجية الاميركية جون نيغروبونتي أمس في السليمانية مع رئيس الجمهورية العراقي جلال طالباني ترتيبات الاتفاق الامني المتعثر بين بغدادوواشنطن، وانتقل بعدها الى كركوك على ان يجتمع لاحقاً مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني في اربيل، فيما كشف مصدر عراقي عن"وجود غضب أميركي"بسبب رفض الحكومة العراقية الرد الأميركي على مطالبها بشأن الاتفاق الأمني. وكان نيغروبونتي وصل أمس الى بغداد في زيارة مفاجئة لم يلتق خلالها أحداً من المسؤولين العراقيين، وغادر صباح أمس السبت الى السليمانية ثم غادرها الى كركوك ثم اربيل للقاء بارزاني قبل عودته الى بغداد للقاء المسؤولين العراقيين. وقال محافظ كركوك عبدالرحمن مصطفى ل"الحياة"إن"نيغروبونتي وصل الى كركوك السبت بصحبة السفير الاميركي لدى العراق رايان كروكر حيث التقى بممثلي المكونات الاجتماعية والكتل السياسية الناشطة فيها بالاضافة الى مجلس المحافظة". وأضاف أن"نيغروبونتي بحث مع المجتمعين الوضع الامني في كركوك الذي يشهد استقرارا ملحوظاً، كما بحث معهم تطوير الجانب الاقتصادي في المدينة من خلال انشاء مشاريع تنموية ترفع من المستوى المعيشي لاهالي كركوك". وذكرت مصادر في بغداد ان الهدف الأساسي للزيارة المفاجئة لنيغروبونتي"البحث في العراقيل التي تعيق توقيع الاتفاق الامني بين العراقوالولاياتالمتحدة". وأكد مصدر حكومي امس ل"الحياة"ان"المذكرة التي قدمتها الولاياتالمتحدة حول المطالب العراقية في الاتفاق الامني تواجه رفضاً من كتلة الائتلاف العراقي الموحد الشيعية ورجال دين شيعة". واوضح المصدر ان"الوفد الاميركي المفاوض قدم حلا وسطا حول مسألة صلاحيات القوات الامنية لم يتضمن الاشارة الواضحة الى الولاية العراقية على تلك القوات"مضيفاً ان"مسؤولين عراقيين اقترحوا تأجيل التوقيع على الاتفاق بانتظار الادارة الاميركية الجديدة ما يتضمن تمديد مهمة بقاء القوات الاميركية في العراق ضمن قرارات مجلس الامن ذات الصلة"لافتاً الى ان"ذلك ربما اثار غضب الجانب الاميركي وتتركز عليه مهمة نيغروبونتي الحالية". ولاحظ مراقبون ان نيغروبونتي لم يجر اجتماعات في بغداد مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أو أي مسؤول عراقي آخر، وتوجه الى اقليم كردستان للقاء المسؤولين الأكراد، خصوصاً طالباني وبارزاني، وهذا عكس السياق المتبع في زيارة المسؤولين الاميركيين. يذكر ان المفاوضات متوقفة بين الجانبين العراقي والاميركي حول الاتفاق الامني بين البلدين بسبب استمرار الخلافات بين الجانبين حول بعض القضايا وأهمها الحصانة التي تطالب بها واشنطن لجنودها في العراق الأمر الذي ترفضه بغداد. وكانت سفارة الولاياتالمتحدة في بغداد اعلنت ان نيغروبونتي "سيلتقي كبار المسؤولين في الحكومة لبحث التقدم الذي تحقق في المجالات الامنية والسياسية والاقتصادية". يذكر انه عقدت في منتجع سد دوكان في اقليم كردستان اجتماعات مكثفة الجمعة أبرزها اجتماع موسع للقيادات الكردية بهدف توحيد مواقف الأكراد من القضايا العالقة مع الحكومة المركزية، وآخر لمجلس الرئاسة حضره مسعود بارزاني رشح منه موافقة المجلس على قانون انتخابات مجالس المحافظات. وكشف مصدر عراقي اتفاق المجتمعين في سد دوكان على عقد قمة سياسية خلال الاسبوع المقبل في بغداد بحضور رئيس الوزراء نوري المالكي. وأضاف ان"المجتمعين اكدوا ضرورة اعادة تفعيل التحالف الرباعي وضم احزاب جديدة، والتمسك بسيادة العراق بخصوص الاتفاق الأمني مع الولاياتالمتحدة".