تترقب الأوساط العراقية اجتماعاً مصغراً لزعماء التيارات السياسية للبحث في الخلافات، خصوصاً بين بغداد واقليم كردستان والاتفاق الأمني المتعثر مع واشنطن. وفيما واصل نائب وزيرة الخارجية الأميركية جون نيغربونتي جهوده لتجاوز العراقيل التي تعترض الاتفاق الأمني بين بغدادوواشنطن، دعا رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني الى الإسراع في توقيعه في أقرب فرصة. وقال القيادي في كتلة التحالف الكردستاني محمود عثمان ل"الحياة" ان"الاوضاع السياسية الراهنة في البلاد وحال الشتات التي تعاني منها الكتل السياسية الرئيسية، والخلافات بين حكومة اقليم كردستان والحكومة المركزية تتطلب عقد العديد من المشاورات بين الفرقاء السياسيين بشكل عاجل لأن من شأنها التأثير سلبا في العملية السياسية". وأضاف ان"اجتماعاً مهماً سيعقد في بغداد خلال اليومين المقبلين يضم الرئيس جلال طالباني ونائبيه ورئيس الحكومة نوري المالكي وقادة الكتل السياسية للبحث في المستجدات السياسية الاخيرة"، مشيرا الى ان الاتفاق الأمني"سيكون في مقدم الملفات التي سيتم بحثها". ولفت الى ان"المسائل العالقة بين بغداد وحكومة اقليم كردستان ستطرح نفسها بقوة"، مشيرا الى ان"الجانبين يذهبان باتجاه توقيع وثيقة تفاهم حول القضايا محل الخلاف"، مشيرا الى ان"وفد كردياً رفيع المستوى سيصل الى بغداد للبدء في المحادثات المتعلقة بهذه الوثيقة". في غضون ذلك، واصل نيغربونتي الموجود في العراق منذ أيام لقاءاته مع القادة العراقيين، بعد ان انهى محادثات مكثفة مع القادة الاكراد ونائبي رئيس الجمهورية عادل عبدالمهدي وطارق الهاشمي، فيما لم يلتق حتى مساء أمس رئيس الوزراء نوري المالكي، ما اعتبره مراقبون مؤشراً الى تصاعد الخلاف بين الجانبين، فالمالكي يصر على عدم منح القوات الأميركية حصانة قضائية. الى ذلك، دعا بارزاني، مساء أول من أمس الى الاسراع بإبرام الاتفاق بين العراقوالولاياتالمتحدة، واصفا اياه بأنه"يخدم مصلحة البلدين". واضاف في مؤتمر صحافي عقده مع نيغربونتي"أوصي بعدم التأخر في إبرام الاتفاق لأننا نعتقد انه يعود بالنفع على الشعبين ويخدم مصلحة البلدين". معترفا بوجود خلافات بين أربيل وبغداد"لكننا نستند الى الدستور ونتمنى ان تتم معالجة كل تلك الخلافات حسب الدستور". وكان مصدر حكومي اكد ل"الحياة"ان"المذكرة التي قدمتها الولاياتالمتحدة حول المطالب العراقية في الاتفاق الامني تواجه رفضاً من كتلة"الائتلاف"الشيعية ورجال دين شيعة. ولم يصدر مكتب المرجع الأعلى علي السيستاني بياناً بموقفه من الاتفاق لكن ممثليه كانوا تحدثوا في خطب الجمعة عن اصرار المرجعية على رفع الحصانة عن الجنود الأميركيين شرطاً لقبول الاتفاق. وقال عادل عبدالمهدي أمس ان محادثاته مع نيغروبونتي"ركزت على مواصلة الجهود والعمل للوصول الى نتيجة ولابد من تحديد وضع القوات قبل نهاية هذا العام بشكل الاتفاق او بأي شكل آخر يعتمد على المفاوضات والصيغ النهائية المطروحة". وأضاف ان"الجانب العراقي حريص على ان يحصل على كامل سيادته وكامل المطالب المطروحة، فيما كان الجانب الاميركي واقعياً وعملياً في طروحاته". لكنه لم يفصّل أكثر.