قال مقرر لجنة القدس في المجلس التشريعي الدكتور أحمد أبو حلبية إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي سارعت من وتيرة تهويد مدينة القدسالمحتلة خلال الشهر الماضي، بما في ذلك هدم المنازل المقدسية وإعلان مخططات رهيبة في هذا الاتجاه. وأضاف أبو حلبية خلال مؤتمر صحافي عقده في مدينة غزة أمس أن سلطات الاحتلال أعلنت"إقامة آلاف الوحدات الاستيطانية السكنية داخل الأحياء العربية في القدسالمحتلة للقضاء على وحدة تواصل هذه الأحياء". وطالب"العرب والمسلمين، برلمانات وحكاماً وأحزاباً ومؤسسات ومنظمات ونقابات واتحادات وجماهير، وكذلك أحرار العالم والمنظمات الدولية والحقوقية بضرورة التحرك العاجل والفاعل لإنقاذ المدينة المقدسة ومقدساتها، والعمل الجاد لإلزام دولة الاحتلال بوقف اعتداءاتها على المدينة المقدسة والمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية". كما طالب جميع العرب والمسلمين"بضرورة تقديم الدعم المادي والمعنوي والإعلامي لمشاريع صمود المقدسيين على مستوى مشاريع حفظ المقدسات، خصوصاً المسجد الأقصى المبارك، ومشاريع البنى التحتية، ومشاريع التنمية البشرية، ومشاريع تثبيت أهل القدس في عقاراتهم وعلى أرضهم، وكذلك المشاريع الاقتصادية والصحية والتربوية والثقافية والاجتماعية، وغير ذلك من المشاريع". وقدم أبو حلبية الذي يرأس فرع مؤسسة القدس الدولية، قائمة موثقة ب"الانتهاكات والإجراءات العدوانية الإسرائيلية في القدس خلال الشهر الماضي، خصوصا هدم المنازل والاستيلاء عليها وجرف أراض، وحفريات، ومصادرة هويات، وعمليات اقتحام، وحملات اعتقالات، والتحضير لإقامة الهيكل، وتكثيف الاستيطان، إلى جانب طمس المعالم والآثار الإسلامية، وتضييق الخناق واعتداءات بالضرب وملاحقة"المقدسيين. وانتقد اللقاءات التي عقدها الرئيس محمود عباس خلال الشهر الماضي في القدسالمحتلة مع الرئيس شمعون بيريز، ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، واصفاً هذه اللقاءات بأنها"عبثية". يأتي هذا التحذير من تسارع وتيرة تهويد القدس في اعقاب صدور التقرير السنوي للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عن الاستيطان في الاراضي الفلسطينية، والذي افاد أن عدد المستوطنين في الضفة الغربية تزايد بنسبة 39 منذ بدء العام مطلع السبعينات 1972-2007، وان عدد اليهود في أرض فلسطين التاريخية وبضمنها الأراضي العربية المحتلة تضاعف مرتين تقريباً خلال الفترة نفسها. وجاء في التقرير ان عدد المستوطنين في الضفة بلغ نهاية العام الماضي نحو نصف مليون مستوطن 483.453 مقارنة ب 466.005 نهاية العام 2006، أي بنسبة نمو مقدارها 3.74في المئة خلال العامين المذكورين. واضاف أن عدد المواقع الاستيطانية في الضفة بلغ نهاية العام الماضي 440 موقعا، منها 144 مستوطنة، و96 بؤرة استيطانية داخل حدود المستوطنات، و109 بؤر خارج حدود المستوطنات و43 موقعا مصنفاً على أنه مواقع أخرى و48 قاعدة عسكرية. وجاء توزيع المستوطنات في الضفة على النحو التالي: القدس وهي صاحبة النصيب الاكبر 26 مستوطنة، منها 16 مستوطنة اعلنت اسرائيل رسميا ضمها. وفي الموقع الثاني محافظة رام الله والبيرة 24 مستوطنة. وبلغ عدد المستوطنات في محافظة طولكرم ثلاث مستوطنات، وفي جنين خمس مستوطنات. وقال التقرير ان اسرائيل تحظر على الفلسطينيين الوصول الى 38.3 في المئة من مساحة الضفة، وبيّن ان مساحة الأراضي المبنية في المواقع الاستيطانية المختلفة بلغت 235.209 ألف متر مربع. واشار التقرير الاحصائي إلى أن معظم المستوطنين يتركزون في محافظة القدس 256037 مستوطنا بنسبة 53 في المئة، منهم 194695 مستوطنا في المنطقة التي اعنلت اسرائيل ضمها من القدس. وفي محافظة رام الله والبيرة، بلغ عددهم 81851 مستوطنا، وفي محافظة بيت لحم 50507 مستوطنين، ومحافظة سلفيت 30947 مستوطنا.