تفرّقت صفوفهم قبل أن تبدأ فرق"دورة الألعاب الصيفية"في التجمّع في المدينة الرياضية المخصصة لهم في"بيجين". وقبل أن يبدأ الأبطال منافساتهم في استاد"عش العصفور"الهائل، غادرت فرق الروبوت مدينة"شوزهو"الصينية، بعد أن تنافست في مسابقة"كأس العالم لكرة قدم الروبوت"، التي تعرف باسم"روبوكاب"RoboCup. وقد يعاود بعضها التلاقي مع بعضها الآخر في الصيف المقبل، بين يومي 23 و25 أيار مايو 2009، حين تستضيف مدينة"سان فرانسيسكو"الأميركية، كعادتها سنوياً منذ 5 سنوات، مباريات"أولمبياد الروبوت". وفي سنوات ماضية، حمل ذلك الأولمبياد اسم"روبوليمبكس"Robolympics، ويُسمى راهناً"روبو غايمز"RoboGames وترجمتها"ألعاب الروبو". ومن المثير أن أولمبياد البشر أجري بُعيد انتهاء المسابقتين الدوليتين الرياضيتين للإنسان الآلي،"روبوكاب"وپ"ربوغايمز". الكويت أول العرب انتهت الدورة الخامسة لأولمبياد الروبوت. وفازت فيه الولاياتالمتحدة، متقدمة على 175 فريقاً، جاؤوا من 19 بلداً، وضمت صفوفهم 504 روبوتات. وحلّت كوريا الجنوبية في المركز الثاني، تليها استراليا ثم بريطانيا. ولعل الحدث الأبرز فيها عربياً، تمثّل في نيل الكويت شرف كونها البلد العربي الأول والوحيد حتى الآن الذي يشارك في أولمبياد الإنسان الآلي. وتذيّلَت إيران القائمة من دون ميداليات. ويضم أولمبياد الروبوت 70 مسابقة. ويتضمن مصارعة السومو والكونغ فو والألعاب القتالية والجري وكرة القدم والغولف وكرة السلة ورفع الأثقال والماراثون وسباق الحواجز وصعود السلالم والمسابقة الثلاثية والجمباز الحر والأكروباتي والهوكي. ويحتوي كذلك مسابقات فنية في الموسيقى والرسم والرقص! أنطلق أولمبياد الانسان الآلي عام 2004، بمشاركة 11 بلداً و173 فريقاً و430 روبوتاً. وحلّت الولاياتالمتحدة في المرتبة الأولى، تليها اليابان ثم كندا. وفي العام التالي من أولمبياد الروبوت، الذي يُجرى سنوياً وليس كل 4 سنوات كالحال عند البشر، تغيّر اسم المسابقة إلى"ربوغايمز". وتصدّرته الولاياتالمتحدة ، تلتها سنغافورة ثم كندا. وفي مشاركة أولى لكلتيهما، حلّت إسرائيل في المرتبة الثانية وإيران في المرتبة الثانية عشرة. وتكرّرت صدارة الدول الثلاث في دورة عام 2006، واحتلت إيران المرتبة السادسة عشرة متقدمة مباشرة على إسرائيل. وفي الدورة التالية، صعدت الصين إلى المرتبة الثالثة، بعد سنغافورةوالولاياتالمتحدة التي احتفظت بصدارة الأولمبياد. كرة القدم تمتحن الذكاء الاصطناعي بالعودة إلى كرة قدم"روبوكاب"، يجدر التنبية إلى أنها تعتبر المسابقة الأبرز لإظهار التفوق في مجال الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence، بما في ذلك القدرة على مُحاكاة الجسم البشري في مواصفاته الحركية المتناسقة والمُركّبة. وتمثّل لعبة كرة القدم مساحة للتقاطع بين جسد الإنسان وذكائه، وكذلك قدراته ككائن اجتماعي يتواصل مع آخرين ويعمل في شكل مُنسّق ضمن فريق، بما في ذلك قدرته على تمييز"الآخر"كوجود وهوية. ولذا، أغرت كرة القدم علماء الذكاء الاصطناعي باتخاذها نموذجاً لقدرة البشر على فهم ظاهرة الذكاء نفسها، وبالتالي صنع آلات قادرة على تقليد تفكير البشر المُعقّد ووضعه موضع التطبيق. ويعتبر هذا الأمر أساسياً في الرؤية التي قادت إلى صنع مسابقة"روبو كاب"التي انطلقت عام 1997. ومذاك، يصوغ علماء"روبوكاب"رؤيتهم عن المستقبل بعبارة تعد بصنع فريق من الروبوتات القادرة على العمل باستقلالية ذاتية، لتهزم فرق الأرض في كرة القدم، عند حلول عام 2050. وإذ ترتكز مسابقة"روبوكاب"الى الكرة، فإنها لا تقتصر عليها، بل تتضمن مسابقة في"روبوت الإنقاذ"و"المُحاكاة الافتراضية لعمليات الإنقاذ"، كما تُخصص فعالية للصغار في الروبوت تتضمن مباريات في الكرة والإنقاذ و... الرقص! وكذلك يدأب علماء الذكاء الاصطناعي على التذكير بأن انطلاقة مونديال الروبوت، ترافقت مع وصول الروبوت الأول"سوجورنر"إلى سطح المريخ، وكذلك مع هزيمة لاعب الشطرنج الأسطوري غاري كاسباروف على يد الكومبيوتر"ديب بلو3"، إضافة إلى انطلاق المسابقة الأولى لكأس العالم لكرة القدم للنساء أيضاً. ويعني ذلك أيضاً أنه في عام 1997، برز جسدان غير تقليديين ليتحديا الهيمنة الذكورية التاريخية على الرياضة وهالاتها، وهما الروبوت والمرأة. ولربما احتاجت تلك اللحظة من التحدي إلى تأمل أكثر عمقاً. وتُعطي مسابقة"روبوكاب 2006"نموذجاً من تلك المسابقة. فحينذاك، استضافتها أروقة المركز التجاري في مدينة بريمن الألمانية بين 14 و18 حزيران يونيو 2006. وسبق روبوت ألمانيا انسانها بإحرازه كأس"روبوكاب". فقد فشل الفريق البشري الألماني في نيل لقب البطولة، في ما أثبت الانسان الآلي الألماني علو كعبه على سواه من الفرق، إلى حد ان اللجنة المشرفة على"روبوكاب"قرّرت عقد ندوة متخصصة لشرح أسرار هذا التفوق! وكذلك ذاقت ايران الأمرين في ملاعب المونديال، في ما حصدت فرقها في الروبوتات خمس ميداليات ذهبية، فحلت رابعة بعد اليابان الثالثة والصين الثانية. وفي المقابل، يألف العرب الغرق في الغياب عن"روبوكاب". ويزيد الشبه بين عالمي الروبوت والبشر، أن إيران التي فازت مراراً بمراكز متقدمة في"روبوكاب"، تظهر تقدما علمياً أيضاً في مجال الطاقة النووية المثيرة للجدال. وخالط النجاح الألماني مذاق خاص، جاء من الفوز بالكأس التي تؤشر إلى مرور عشر سنوات على انطلاقة"روبوكاب". واستطاع فريق من جامعة بريمن ان يفوز بالميدالية الفضية في مسابقة الروبوتات المتخصصة في عمليات الإنقاذ. ولم يخل الأمر من بعض المرارة أيضاً. إذ أخفقت الروبوتات الألمانية من النوع الشبيه بالبشر، التي تسمى علمياً"هومانويد"Humanoid بالتفوق على نظيراتها اليابانية التي صنعها علماء الذكاء الاصطناعي في جامعة أوساكا: مهد مسابقة"روبوكاب". وتفوقت اليابان في المنافستين المخصصتين لهذا النوع من الروبوتات، وإحداهما للإنسان الآلي الذي يصل حجمه إلى حجم طفل، والثانية للروبوتات التي تشبه المراهق البشري. وتعتبر مسابقتا الروبوت الشبيه بالبشر"دُرّة التاج"في الروبوكاب". وبذا، فازت اليابان بپ"كأس لويس فوتون"، العالِم الفرنسي المتخصص بالروبوت، المُكرّسة للإنسان الآلي الشبيه بالبشر. وفازت استراليا بالميداليتين الذهبية والفضية في مسابقة كرة الروبوتات التي تسير على القوائم الأربع، والتي تعتبر من أكثر المسابقات الآلية شعبية. شاركت في هذه المسابقة 440 فرقة مثلت 36 دولة. وحضرها جمهور من 15 ألفاً. وحينها أيضاً، استضافت ألمانيا بطولة أخرى للروبوتات هي كأس"اتحاد الروابط الدولية لكرة قدم الروبوتات"فيرا في مدينة دورتموند. وبدأت البطولة قبيل اختتام مونديال البشر، وشارك فيها أكثر من 60 فريقاً من 20 دولة. وثمة أولمبياد آخر على علاقة بالروبوت ينتظر بصبر انتهاء مسابقات الدورة ال29 للألعاب الرياضية الصيفية في"بيجين"لينطلق في أولمبياده السنوي الخامس، الذي تستضيفه مدينة"يوكوهاما"اليابانية بين يومي 31 تشرين الأول اكتوبر و3 تشرين الثاني نوفمبر المقبلين. يحمل ذلك الأولمبياد، الذي يتبارى فيه البشر في صناعة الروبوت، اسم"ورلد روبوتيك أولمبياد"World Robotic Olympaid ترجمتها"الأولمبياد الروبوتي العالمي". ويُعرف اختصاراً بالأحرف الثلاثة الأولى، ويُلفظ"ويرو"WRO. وأجريت الدورة الأولى في سنغافورة عام 2004، بالتزامن مع الأولمبياد ال12 للبشر الذي استضافته أثينا، المهد الأسطوري لتلك الألعاب. وأقيمت الدورة الثانية عام 2005 في بانكوك، وتلتها دورة"ويرو 2006"في مدينة"نانيغ"الصينية بالتزامن مع كأس العالم لكرة القدم كوريا - اليابان، وحلّت"ويرو 2007"ضيفة على تايوان. [email protected]