بدت الإسكندريّة كأنها تلتحق بركب متسارع عالميّاً وعربيّاً، عندما نظّمت «مكتبة الإسكندريّة» بالتعاون مع «الأكاديميّة العربيّة للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري»، «أولمبياد مكتبة الإسكندريّة» للروبوت. يتطوّر مسار هذا النوع من المسابقات عربيّاً بصورة ملفتة. وباتت غير دولة عربيّة منخرطة في تنظيم مسابقات وطنيّة فيها لأولمبياد الروبوت، ما يعني أنها تسير على خطى مسار عالميّ في هذا المجال. إذ يحمل الأولمبياد العالمي الذي يتبارى فيه البشر في صناعة الروبوت، اسم «ورلد روبوتيك أولمبياد» World Robotic Olympaid (ترجمتها «الأولمبياد الروبوتي العالمي»). ويُعرف اختصاراً بالحروف الثلاثة الأولى من اسمه، ويُلفظ «ويرو» WRO. يضم أولمبياد الروبوت 70 مسابقة. ويتضمن مصارعة السومو والكونغ فو والألعاب القتالية والجري وكرة القدم والغولف وكرة السلة ورفع الأثقال والماراثون وسباق الحواجز وصعود السلالم والمسابقة الثلاثية والجمباز الحر والأكروباتي والهوكي. وكذلك يحتوي مسابقات فنية في الموسيقى والرسم والرقص. وانطلق أولمبياد الإنسان الآلي في عام 2004، بمشاركة 11 بلداً و173 فريقاً و430 روبوت، واستضافته سنغافورة. وحلّت الولاياتالمتحدة في المرتبة الأولى، تليها اليابان ثم كندا. وفي العام التالي من أولمبياد الروبوت، الذي يُجرى سنوياً وليس كل 4 أعوام كالحال عند البشر، تغيّر اسم المسابقة إلى «ربوغايمز» Robo Games. وعُقِدَت الدورة الثانية في عام 2005 في بانكوك، وتصدّرته الولاياتالمتحدة، تلتها سنغافورة ثم كندا. وفي مشاركة أولى لكليهما، حلّت إسرائيل في المرتبة الثانية وإيران في المرتبة الثانية عشرة. أولمبياد نُظّمَت دورة «ويرو 2006» في مدينة نانكين الصينية (بالتزامن مع كأس العالم لكرة القدم كوريا - اليابان). وتكرّرت صدارة الدول الثلاث في دورة عام 2006، واحتلت إيران المرتبة السادسة عشرة متقدمة مباشرة على إسرائيل. وحلّت «ويرو 2007» ضيفة على «تايبيه» عاصمة تايوان. وصعدت الصين إلى المرتبة الثالثة، بعد سنغافورةوالولاياتالمتحدة التي احتفظت بصدارة الأولمبياد. واستضافت مدينة «سان فرانسيسكو» الأميركيّة دورة عام 2009. وعُقِدَت المسابقة السكندريّة في «مكتبة الإسكندريّة» تحت رعاية برنامج التنمية والبحوث والابتكار التابع لوزارة البحث العلمي. وضمّت المسابقة فئتين هما: «مصارعة الروبوت» التي شارك بها 10 فرق، و«الروبوت الغوّاص» بمشاركة 8 فرق. وأعربت «مكتبة الإسكندريّة» و«الأكاديميّة العربيّة للعلوم والتكنولوجيا» عن فخرهما برعاية ميلاد مسابقة مصريّة في الروبوت، تُجرى وفق معايير دوليّة. وشارك خبراء من هاتين المؤسّستين في تنظيم المسابقة، ووضع شروطها وقوانينها. وكذلك جرت صياغة معايير دقيقة كي تتبعها لجنة التحكيم في تقويم أداء المتسابقين، كجزء من تأهيلهم للمشاركة في مسابقات مماثلة. وكذلك ساهمت في الإعداد للمسابقة، برامج مختصّة في الكومبيوتر والروبوت والإلكترونيّات، مُتاحة في «مكتبة الإسكندريّة» و«الأكاديمية...». وعملت المؤسّستان أيضاً على تدريب المشتركين في برمجة الروبوت لأداء مهمات محدّدة. وفاز في المركز الأول في فئة «الروبوت الغوّاص» فريق من «جمعية أصداء لذوي الاحتياجات الخاصة». وحصل فريق «مكتبة الإسكندريّة» على المركز الثاني. وفي فئة «مصارعة الروبوت»، فاز في المركز الأول فريق «أصداء»، وحل ثانيّاً فريق «مركز نوشن لتعليم الكومبيوتر».