افرجت سلطات السجون الاردنية امس عن اربعة أسرى اردنيين نقلوا الى عمان قبل عام بموجب اتفاق مع اسرائيل بإبقائهم في سجن اردني لمدة 18 شهراً، وهم سلطان العجلوني وخالد ابو غليون وسالم ابو غليون وامين الصانع الذين نفذوا عمليتين فدائيتين ضد قوات الاحتلال عام 1999 وقتلوا جنديين اسرائيليين وجرحوا آخرين. وخرج الأسرى الاربعة من سجن قفقفا 45 كيلومترا شمال عمان في التاسعة صباحا وهم يحملون علماً اردنياً كبيرا، فيما كان الاهالي وفعاليات شعبية ونقابية وحزبية في انتظارهم عند بوابة السجن الرئيسية حيث استقبلوا بالزغاريد والهتافات، فيما أهملت المحطات التلفزيونية والاذاعية الرسمية والخاصة الحدث ولم تنقله على الهواء مباشرة. وأكدت مصادر رسمية اردنية ان الاربعة امضوا الاسبوع الماضي في بيوتهم، لكنهم عادوا مساء الثلثاء ليفرج عنهم بشكل علني في اليوم التالي من دون صدور أي قرار رسمي من الحكومة او من أي جهة رسمية سوى تصريح صدر قبل ايام من الناطق الاعلامي باسم مديرية الامن العام الذي أكد ان الافراج عن الاربعة سيتم في العشرين من الشهر الجاري بعد حسم الخلاف مع اسرائيل في شأن مدة استضافتهم في السجون الاردنية. ولمحت مصادر اردنية الى ان وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني ضغطت على نظيرها الاردني صلاح البشير وأرسلت المدير العام لوزارة الخارجية الى عمان لتأخير عملية الإفراج عن الاربعة حتى لا تتأثر حملتها الانتخابية على زعامة حزب"كديما". وعبر الاسير المحرر سلطان العجلوني في اتصال مع"الحياة"عن فرحته لخروجه الى الحرية، وقال:"لن تكتمل فرحتي الا بعد الإفراج عن الأسرى والمعتقلين الاردنيين من سجون الاحتلال الصهيوني". وتعهد"اكمال المشوار"في الدفاع عن رفاقه في الاسر. وحسم رئيس الوزراء الاردني نادر الذهبي الخلاف في شأن مدة استضافة الاربعة في السجون الاردنية بالتأكيد على احقية تنفيذ القوانين الاردنية على الاسرى الاربعة بعد نقلهم الى الاردن، وذلك باعتبار ان شهر السجن 22 يوما وليس 30 يوما كما تنص القوانين الاسرائيلية. من جهتها، رحبت لجنة أهالي الاسرى والمعتقلين الاردنيين في السجون الاسرائيلية بعملية الافراج، متمنية على الحكومة ان تبدي"جدية اكبر في مساعيها للافراج عن الأسرى والمعتقلين في السجون الاسرائيلية"، والذين يبلغ عددهم 30 شخصا، منهم 8 محكومون بالمؤبد، اضافة الى 25 مفقودا لم يعرف مصيرهم ولا تعترف اسرائيل بوجودهم في سجونها. ولقي الأسرى الاربعة مساء امس استقبالاً شعبياً حافلاً في مجمع النقابات المهنية، واقيمت حفلة خطابية وفنية تحدث فيها الامين العام لحزب جبهة العمل زكي بني ارشيد ورئيس مجلس النقباء نقيب الاطباء زهير أبو فارس والمهندس ليث شبيلات الذي تحدث عن الشخصيات الوطنية، ومقرر اللجنة الوطنية للأسرى ميسرة ملص، كما اطلقت بعد الاحتفال 30 حمامة بيضاء، في إشارة الى الاسرى الاردنيين في السجون الاسرائيلية.