أفادت أرقام نشرتها ثلاث وزارات عراقية أمس أن عدد القتلى المدنيين والعسكريين العراقيين في أعمال العنف تراجع في تموز يوليو الماضي بنسبة ثمانية في المئة عن الشهر الذي سبقه، الى 465 شخصاً. وتوازي هذه الحصيلة ربع تلك التي سجلها تموز عام 2007، وفقاً لأرقام حكومية. وتعتبر هذه الحصيلة المنخفضة أنباء جيدة بالنسبة الى الرئيس الأميركي جورج بوش الذي توقع أول من أمس سحب مزيد من القوات الأميركية لو حافظ الوضع الأمني على تحسّنه. وذكرت وزارات الداخلية والدفاع والصحة العراقية في هذه الأرقام أن"387 مدنياً قُتلوا وأُصيب 701 في أعمال عنف وقعت خلال تموز"الماضي، فيما"قُتل 78 من عناصر الأمن وجُرح 146 آخرون خلال الشهر ذاته". وتشير هذه الارقام الى انخفاض في عدد ضحايا أعمال العنف يبلغ حوالي ثمانية في المئة عن حزيران يونيو عندما قتل 509 عراقيين بينهم 448 مدنياً و61 من قوات الأمن العراقية في أعمال عنف، وفقاً للوزارات ذاتها. وأدت أربع هجمات انتحارية في 28 تموز الماضي، استهدفت زواراً شيعة في بغداد وتظاهرة للأكراد في الموصل، الى مقتل أكثر من 56 شخصاً وجرح أكثر من مئتين آخرين، وكانت الأعنف خلال الشهر الماضي. وتحدثت الحصيلة عن مقتل 107 من الارهابيين واعتقال 890 آخرين خلال شهر تموز الماضي. وفي السياق ذاته، انخفض عدد الجنود الأميركيين الذين قُتلوا في العراق خلال الشهر الماضي الى 11 جندياً، وهو الرقم الأدنى منذ اجتياح العراق في آذار مارس عام 2003. وكان 29 جندياً أميركياً قُتلوا في العراق في حزيران الماضي، وفقاً لحصيلة اعلنتها وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون على شبكة الانترنت. وقُتل حوالي 4125 جندياً وعاملاً في الجيش الأميركي منذ اجتياح العراق في آذار عام 2003، وفقاً لتعداد تجريه وكالة"فرانس برس"، استناداً الى أرقام موقع إلكتروني مستقل. وأظهر موقع ضحايا الحرب المستقل على الانترنت الذي يسجل خسائر الجيش الأميركي أن ستة جنود أميركيين لقوا حتفهم في عمليات قتالية في العراق الشهر الماضي في مقابل 66 سقطوا في تموز عام 2007. ويعود هذا التحسن الأمني الى زيادة عديد القوات الأميركية العام الماضي وقرار زعماء العشائر السنية مواجهة تنظيم"القاعدة"وقرار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر تجميد نشاطات ميليشيا"جيش المهدي"الذراع العسكرية للتيار الصدري. وكان قائد القوات الأميركية في العراق حذر من أن التحسن الأمني"هش"وقد يتعرض الى الانتكاس. وقُتل بالفعل حوالي 60 شخصاً في أربعة تفجيرات انتحارية نفذتها نساء الاثنين الماضي. وسيقدم بترايوس توصيات إلى بوش في أيلول سبتمبر المقبل في خصوص مستويات القوات في المستقبل، وهي قضية رئيسية في حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية التي ستجرى في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. ويوجد 143 ألف جندي أميركي في العراق حالياً بعدما انسحب في تموز آخر لواء ضمن خمسة ألوية اضافية مقاتلة كانت أرسلت إلى العراق العام الماضي. ويمثل الحفاظ على المكاسب الأمنية اختباراً لواشنطن ولرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي شن خلال الشهور الماضية هجمات كبيرة ضد الميليشيات الشيعية ومسلحي تنظيم"القاعدة"من العرب السنة. وكانت قوات الجيش والشرطة العراقية شنت في وقت سابق من هذا الأسبوع حملة ضد"القاعدة"في محافظة ديالى احدى أشد المناطق اضطراباً في البلاد. وألقت الأوضاع الأمنية المتغيرة في البلاد بظلالها على الجدل في السباق الانتخابي الأميركي الذي يمثل العراق أحد أبرز القضايا الخلافية فيه بين المرشح الديموقراطي باراك اوباما والجمهوري جون ماكين. ووعد أوباما"بانسحاب هادئ ومدروس"يهدف الى سحب القوات المقاتلة الأميركية من العراق خلال 16 شهراً في حال فوزه بالانتخابات. ويريد أوباما تحويل الموارد العسكرية الى الصراع المتفاقم في أفغانستان. وحذر ماكين أواخر الشهر الماضي من أن خطة أوباما للانسحاب قد تكون لها عواقب تصل الى حد الكارثة. إلا أنه أقر أيضاً في مقابلة مع تلفزيون"سي أن أن"بأن فترة 16 شهراً ستكون"جدولاً زمنياً جيداً بدرجة كبيرة"، لكنه قال إن أي انسحاب يجب أن يكون على أساس الظروف على الارض.