استحلف السماء... ان تفسح مساحة تليق بهذا البدر البشري... فضاء ينير كوكبنا بعد رحيل نور كوكبنا... لمن كتبت حروفه على صفحات الذهب الكوني... على صفحة الماء الناصعة بوجه السماء... على نور الشمس الهادل كحبات البرد... ترجلت مبكراً قبل نهاية مشهد الفصل الأخير من حكاية الوطن... أنت الذي عزفت للوطن ألحاناً من الجرح... صنعت المجد لهوية... سمع العالم صوتك... قرأوا كلماتك... حللوا المفردات... فوجدوا انها تنبع من التاريخ فراسة... أصالة... وكلها كانت حروفاً كنعانية. نعلم ان الرحيل ثوب نلتحف به... ولكن ما زالت أوراق قضيتي مبعثرة... فمن يجمع أشلاء محاكمة التاريخ على صفحات محمود درويش؟؟!!! هل الفؤاد الذي انفطر لم تحتمل شرايينه تدفقات الألم... هل الفؤاد الذي بكى على صفحات الشعر... وأبكى الحجر لم يعد صامداً أمام لوعة الألم؟! كان رحيلك فاجعة مهجتنا... ألماً لم يبارحنا. نزفت الشرايين... وتمزقت الأوتار... ارتجف العصب... فأنت فاجعتنا في عام ما زال عالمنا يجهل أرقامه، فكان عاماً أرقامه مختلفة، حروفه داكنة والصمت فيه رهيب... لا نسمع من بعده سوى ذاك الطفل تارة يصرخ وتارة يغلب عليه النحيب!! مازن حمدونة - بريد الكتروني