برزت خلال مهرجان أفينيون المسرحي جنوبفرنسا أخيراً، مسرحية"القدمان في السعادة"الفكاهية من بطولة الممثلة لور غوجيه Laure Gouget وثلاثة ممثلين محترفين شاركوا سابقاً في المهرجان. غوجيه كانت تحضر المهرجان كمتفرّجة، الأمر الذي يفسر مدى سعادتها حينما علمت قبل شهرين، أن مسرحية"القدمان في السعادة"اختيرت لتمثل الأعمال الفكاهية القصيرة مدتها ساعة واحدة على خشبة"باريس"في مدينة أفينيون. وتروي الحبكة مغامرات شابة في العشرينات من عمرها، عاجزة رغماً عن مظهرها الحسن وجمالها الأخّاذ، عن العثور على الحب الحقيقي وعلى لقاء رجل يقدرها ويفهمها ويرى فيها أكثر من مجرد دمية حلوة مجردة من العقل والذكاء. تسكن الصبية شقّة تتقاسمها مع صديق طفولتها الذي يُعاني من المشكلة نفسها مع النساء. وتنتهي المسرحية بمشهد إيجابي، إذ أن كلاً منهما يتعرف إلى آخر يبدو مختلفاً عن معارفه السابقة، وربما قادراً على إدخال السعادة إلى القلب اليائس! ولور غوجيه خريجة مدرسة"فلوران"الشهيرة للدراما في باريس، من مواليد مدينة مرسيليا في الجنوب الفرنسي حيث كبرت قبل أن تأتي إلى العاصمة في سن العشرين، بحثاً عن وسيلة لإقتحام الميدان الفني. ونجحت غوجيه في الدخول إلى مدرسة"فلوران"التي تشترط إنجاز مسابقات أولية سابقة للإنضمام إليها رسمياً، وقضت أربع سنوات تتعلم فيها أصول الدراما قبل أن تتخرج منذ عامين، حاملة شهادتها ومستعدة لمواجهة أصعب الأدوار فوق الخشبة وأمام الكاميرا. أول عمل رسمي شاركت فيه غوجيه مسرحية"مدرسة النساء"عن نص لموليير بمعنى أنها مسرحية كلاسيكية معروفة وصعبة. وفيها أدّت الفنانة المبتدئة شخصية خادمة في منزل عائلي، عالمة بكل أسراره وخباياه لأنها موضع ثقة أهل البيت كلهم. وبالتالي تعمل في الكتمان على حل المشاكل التي يتعرّض لها كل فرد في العائلة. إلا أنها في بعض الأحيان لا تجيد التصرف، الأمر الذي ينتج منه الكثير من المواقف الفكاهية المبنية على سوء التفاهم. حازت المسرحية ومعها غوجيه على إعجاب الجمهور والنقاد، ما ساعد الأخيرة في العثور على دور خطيبة البطل في المسرحية الإستعراضية"هواجس الملاك"التي أدى الدور الأول فيها النجم الإستعراضي الكندي أنطوني كافاناه. وبما أن لور غوجيه مثلت شخصية حبيبته كان عليها مواجهته في كل ليلة على الخشبة، وإثبات مدى موهبتها وقوّة شخصيتها على المسرح باعتباره من الفنانين المسرحيين المخضرمين. والجديد في هذه التجربة بالنسبة إلى غوجيه، أنها غنت ورقصت ومثّلت في آن. وكي تقدّم عملها المتنوّع هذا على أكمل وجه، تعلمت مع كافاناه ومع معلم آخر متخصص طوال ثلاثة أشهر كاملة قبل ليلة إفتتاح المسرحية. وبين الرقصات التي أدتها في إطار المسرحية، رقصة التانغو المعروفة بصعوبتها وبدقة حركاتها، إلا أن غوجيه أثبتت أنها فنانة على الطريقة الأميركية تجيد الدمج بين عناصر التمثيل والاستعراض من دون أي صعوبة ظاهرة. ووعد أنطوني كافاناه بمنح لور غوجيه فرصة العمل في مسرحية استعراضية جديدة في كندا قبل العام 2010. ومن الاستعراض الرومانسي المختلف كلياً عن موليير، انتقلت غوجيه إلى التسجيل الصوتي مؤدية شخصية مسموعة فقط في مسرحية"في انتظار مأمور الحجز"التي لاقت رواجاً ملموساً خلال الموسم الشتوي الماضي في باريس، قبل أن تنضم إلى الفرقة التي كتبت وأخرجت"القدمان في السعادة"وقد مثلت في هذا العمل طوال شهري نيسان أبريل وأيار مايو 2008 على مسرح"لو بلان مانتو"الباريسي الذي ينوي إعادة عرض المسرحية مع حلول فصل الخريف المقبل. وفي انتظار هذه الإعادة، خاضت لور غوجيه تجربة مهرجان أفينيون المسرحي كممثلة، فأدركت معنى التواجد في وسط مكان يزخر بأكثر من 500 مسرحية تقدم في كل يوم من العاشرة صباحاً وحتى منتصف الليل، وما يتطلبه الأمر من جهود وتركيز في الأداء بهدف مواجهة المنافسة الضارية. وشاركت غوجيه في التسجيل الصوتي لفيلم من نوع الرسومات المتحركة، وقيل لها أنها أبدعت، وهي تنتظر الآن إشارة من جانب السينما كي تثبت لنفسها وللغير أنها لا تقل موهبة وكفاءة أمام الكاميرا بالمقارنة مع ما تفعله فوق المسرح.