«تربية الأولاد عند المجانين» هو عنوان العرض الاستعراضي الذي أخرجه نيكولا ريدينغ، وعرض على مسرح «تيو» الباريسي. واختار ريدينغ الممثلة فرنسية الإقامة، وبرتغالية الجذور، ماريا فاز، لتكون بطلة العرض، إضافة الى أربعة فنانين محترفين. وفاز، التي شاركت سابقاً في مسرحية «جان دي كاستيل»، اختيرت لتمثل وتغني وترقص، أي لتؤدي اللون الاستعراضي، للمرة الأولى في حياتها الفنية. فعلى رغم اعتيادها الغناء والرقص والأداء التمثيلي في شكل منفرد، إلا أنها لم تجمع بين الثلاثة في عمل واحد من قبل. وتروي حبكة هذه المسرحية مغامرات عائلة مكونة من شلة مجانين يقضون وقتهم وسط المقابر، يأكلون الحشرات، ويحملون أسماء وألقاباً مستمدة مباشرة من الأمراض المعدية. وتختتم المسرحية بمشهد تراجيدي كوميدي في آن، حيث يرقص الجميع مع خادم العائلة الأميّ الأبكم. تخرّجت ماريا فاز من المعهد العالي للدراما في باريس، والمسرحية الأولى التي شاركت فيها هي «البورجوازي الجنتلمان» لموليير، حيث أدّت شخصية خادمة في منزل عائلي، تعرف أسرار البيت وهي موضع ثقة أهله. نجحت فاز في دورها الذي تناولته صحف ومجلات فرنسية عدة، ما ساعدها على تحقيق شهرة كانت تطمح لها. ومن الاستعراض الفكاهي، المختلف كلياً عن موليير، انتقلت فاز مرة جديدة إلى الدراما العنيفة حيث تتدرب حالياً على أداء الدور الرئيس في عمل يروي سيرة إيفا بيرون، زوجة الزعيم الأرجنتيني خوان بيرون، خل ال الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي. وتركز المسرحية على الناحية الإنسانية من شخصية بيرون، بعيداً من الدور الذي لعبته كقرينة للرئيس الأرجنتيني. والنص يسلط الضوء على علاقتها بزوجها خلال الأيام الأخيرة من حياتها، حينما أصيبت بمرض خبيث قضى عليها وهي لا تزال في الثلاثينات من عمرها. علماً أن المسرحية مستمدّة في جوهرها من الكتاب الذي ألفته بيرون نفسها، في أواخر أيامها، تحت عنوان «أسباب حياتي» ووقّعته باسم ماريا إيفا دوارتي دي بيرون.