أثار فشل مفاوضات منظمة التجارة العالمية موجة اتهامات تبادلها المسؤولون في الدول المتقدمة والنامية بتحميل مسؤولية هذا الفشل لبعضهم البعض. فيما هلّلت جماعات مناهضة للعولمة لانهيار هذه المحادثات، واعتبرته"نصراً للمزارعين والعمال والفقراء، وضربة لسيطرة رأس المال والأعمال". وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، عن خيبته لفشل هذه المفاوضات. واعتبر أن"النجاح كان أمراً بالغ الأهمية في هذه المرحلة، فيما يواجه العالم مسائل كبيرة على صعيد التنمية، خصوصاً الأزمات المالية والغذائية وتلك المتعلقة بالطاقة". وأكد أن الاتفاق كان سيفعّل"التعاون الدولي عبر تحسين الظروف في البلدان النامية من خلال الاستفادة من عولمة التجارة والاستثمار". ودعا بيان للأمم المتحدة الدول، إلى"إعادة النظر في سياساتها التي تحد من الواردات والصادرات الزراعية، والى اتخاذ تدابير لإعفاء الصادرات من الرسوم لأسباب إنسانية". واعتبر المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي بيتر ماندلسون، أن الولاياتالمتحدة"ساهمت في انهيار محادثات التجارة العالمية هذا الأسبوع، عندما رفض ممثلوها اقتراحاً لحل وسط في مرحلة مهمة من المحادثات". وردت الولاياتالمتحدة"متهمة"الاتحاد بمحاولته"نقض مجموعة تنازلات صيغت بعناية بسبب تعرضه لانتقادات من حكومات أوروبية بما في ذلك فرنسا". وكشف ماندلسون ان طلب واشنطن حصول مزارعيها على نفاذ أكبر الى السوق في مقابل خفض الدعم"عرقل جولة الدوحة التي انطلقت عام 2001 ، بهدف مساعدة الدول الفقيرة على تحقيق التنمية ولاسيما في الزراعة". وأصرّ وزير التجارة الهندي كمال ناث ونائب رئيس الوزراء الكيني اورو كينياتا على ضرورة احتفاظ جولة الدوحة بأسلوب"كل شيء أو لا شيء"، لكي تحصل الدول الفقيرة على أفضل صفقة ممكنة عند استئناف المحادثات. وعزا وزير التجارة والصناعة المصري رشيد رشيد انهيار المفاوضات، إلى"تعنت الدول المتقدمة ومحاولاتها فرض تنازلات على الدول النامية تؤدي إلى الإضرار بخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية في هذه الدول". ورأت منظمات العمال والمزارعين الرئيسة، أن"الاتفاق المطروح على التفاوض بالغ السوء".