أكد الرئيسان الروسي والاميركي ديمتري ميدفيديف وجورج بوش أمس، انهما يتعاونان في الملفين الايراني والكوري الشمالي، لكنهما تحدثا عن اختلاف في وجهات النظر، خصوصاً حيال الدرع الصاروخية الاميركية. وفي لقاء مع الصحافيين على هامش قمة مجموعة الثماني في توياكو اليابان، اكد بوش بعد محادثات مع نظيره الروسي:"عملنا في شكل وثيق في الماضي مع الروس حول المسألة الايرانية، وسنواصل ذلك"لإقناع طهران بوقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم. أما ميدفيديف، فقال إن"هناك مواضيع نحقق تقدماً فيها، مثل إيران وكوريا الشمالية"، مذكراً في الوقت ذاته بأن موسكووواشنطن على خلاف في شأن الدرع الصاروخية الاميركية، وتوسيع حلف شمال الاطلسي. لكن الرئيس الروسي تحدث عن وجود"امكانات للتفاهم". ورداً على سؤال عن الرئيس الروسي الجديد، قال بوش:"انه رجل ذكي وعندما يقول شيئاً يفكر". وعقد الرجلان لقاء استمر نحو خمسين دقيقة، وكان اطول من الوقت المحدد له، قبل افتتاح قمة مجموعة الثماني رسمياً في شمال اليابان. وقال ميدفيديف انه هنأ الرئيس بوش بمناسبة عيد ميلاده الثاني والستين والذي تصادف أول من أمس. وقال المستشار السياسي للرئيس الروسي، سيرغي بريخودكو، ملخصاً اللقاء بين الرئيسين، ان ميدفيديف"اكد ان روسيا مستعدة لمواصلة العمل مع كل الاطراف المعنيين للتوصل الى حل"في الملف النووي الايراني. وأضاف بريخودكو ان ميدفيديف"وعد بأن تنشط روسيا بكل الوسائل الحوار مع طهران، لكنها تنتظر في المقابل اشارات من قيادة هذا البلد". وقدم ميدفيديف"تقويماً ايجابياً"لزيارة الممثل الاعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا طهران الشهر الماضي. الدرع الصاروخية في المقابل، حذر الرئيس الروسي نظيره الاميركي من ان نصب قطع من الدرع الصاروخية الاميركية في ليتوانيا"سيكون امراً غير مقبول". وقال بريخودكو، ان الرئيس الروسي"عبّر في شكل واضح عن مخاوف جدية في شأن معلومات صحافية حول مشاورات تجرى بين ليتوانيا والولايات المتحدة لإقامة قاعدة لصواريخ". وأضاف ان"هذا الامر غير مقبول اطلاقاً بالنسبة الى روسيا". وقال بريخودكو ان ميدفيديف عبر ايضاً عن اسفه"لعدم تحقيق تقدم حقيقي"في المفاوضات الروسية - الاميركية حول الدرع الصاروخية. وقال المستشار:"لدينا شعور بأن الافكار الجيدة التي تم التعبير عنها في القمة لم تتحقق". وفي محاولة لتهدئة القلق الروسي, عرضت واشنطن على موسكو ممارسة رقابة على هذين الموقعين والتعاون في مجال الدفاع الصاروخي في شكل عام. وقال بريخودكو ان"روسيا لا تفهم كيف سيتم تطبيق مبدأ الشفافية"، في شأن وجود خبراء روس في الموقعين والمعلومات التي يمكن ان يسلمها الاميركيون الى الروس. وأضاف:"على رغم غياب التقدم, كان لدينا شعور بأن الجو في الفريق التفاوضي الاميركي يميل الى مواصلة المفاوضات". جاء ذلك فيما أعلنت الخارجية الاميركية ان وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس توجهت الى اوروبا أمس، للتوقيع على اتفاقية الدرع الصاروخية في براغ، على أن تتوقف في كل من صوفيا وتبليسي. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية شون ماكورماك، ان رايس ستلتقي مع كبار المسؤولين التشيخ والبلغار والجورجيين، لبحث مجموعة واسعة من القضايا الثنائية التي تهم اوروبا والولايات المتحدة، خلال جولتها التي تستمر اربعة ايام. وأضاف ماكورماك في بيان ان رايس ستوقع في براغ اتفاقية نصب جهاز رادار اميركي للدفاع الصاروخي على الاراضي التشيخية. في وارسو، اعلنت الخارجية البولندية ان الوزير رادوسلاف سيكورسكي موجود في واشنطن حيث بحث مع نظيرته الاميركية مسألة نشر عناصر من الدرع الاميركية المضادة للصواريخ في بولندا. والتقى سيكورسكي ايضاً المرشح الجمهوري الى البيت الابيض جون ماكين، وأجرى مكالمة هاتفية مع المرشح الديموقراطي باراك اوباما.