قُتل 63 شخصاً على الأقل وأُصيب حوالي 300 آخرين في أعمال عنف متفرقة في العراق بينها أربعة هجمات انتحارية بواسطة أحزمة ناسفة استهدفت زواراً شيعة في بغداد ومتظاهرين أكراداً في كركوك. وبحسب مصادر أمنية، قُتل"حوالي 32 شخصاً بينهم نساء وأطفال وأُصيب أكثر من 102 آخرين في هجمات استهدفت الزوار الشيعة"المتوجهين الى الكاظمية في شمال بغداد للمشاركة في احياء ذكرى وفاة الامام الكاظم. وأوضح ل"الحياة"الناطق الرسمي باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا أن ثلاث انتحاريات فجرن أنفسهن صباح الاثنين وسط المواطنين قرب المسرح الوطني في منطقة الكرادة وسط بغداد، ما أسفر عن سقوط هؤلاء الضحايا". إلا أن وكالة"أسوشييتد برس"نقلت عن مسؤولين عراقيين أن الانتحاريات فجرن أنفسهن بعد لحظات على انفجار سيارة مفخخة، وهو ما أسهم في رفع أعداد الضحايا. وأكد ل"الحياة"مسؤول في شرطة الكرادة أن معظم القتلى من الزوار الشيعة الذين كانوا متوجهين سيراً الى منطقية الكاظمية شمال بغداد، مشيراً الى"أن انتحاريات يرتدين أحزمة ناسفة فجرن أنفسهن في أماكن مختلفة من الكرادة خلال ساعة واحدة تقريباً". وأُخلي القتلى الى مستشفيات ابن النفيس والكندي والجملة العصبية وسط ومدينة الطب شمال، وفقاً للمصادر ذاتها، فيما أكد مصدر طبي في مستشفى ابن النفيس وسط تلقي 20 جثة و74 جريحاً بينهم نساء وأطفال من الهجمات. وكان عطا أكد أول من أمس امتلاك قيادة عمليات بغداد معلومات عن"خطط ارهابية لاستهداف زوار مرقد الامام الكاظم"، وتحدث عن اعداد مئات المفتشات لتفتيش الاناث اثناء الزيارة. وكانت ابرز التفجيرات التي نفذتها"نساء مفخخات"عملية دموية في منطقتي سوق الغزل وبغداد الجديدة في شباط فبراير الماضي أوقعت عشرات القتلى، فيما بلغت هذه الظاهرة ذروتها في محافظة ديالى حيث فجرت حوالي 18 امرأة أنفسهن. وتزامنت تفجيرات امس في بغداد مع اعلان قائد شرطة ديالى اللواء غانم القريشي اعتقال امرأة مختصة بتجنيد"انتحاريات". وقال القريشي خلال مؤتمر صحافي"إن قوات الأمن اعتقلت خلية نسائية أخرى وفي حوزتها كميات من الأحزمة الناسفة". ورجحت مصادر أمنية أن الهجمات مردها"عدم تخصيص شوارع محددة لمرور الزوار الذين جاء معظمهم سيراً على الاقدام من مختلف مناطق جنوببغداد، إذ بات من السهل وقوع هجمات تستهدف الجموع التي تسير في جميع الاتجاهات". يذكر أن قوات الأمن كانت حددت خلال عامي 2006 و2007 مسارات وطرقاً معينة للزوار الشيعة ما حال دون استهدافهم في شكل مكثف. وكان أكثر من 965 شخصاً قضوا في المناسبة ذاتها عام 2005 بسبب التدافع على جسر الائمة إما دهساً تحت أقدام المتدافعين أو غرقاً في مياه دجلة. وفي كركوك، قُتل 27 شخصاً وأُصيب 185 آخرون في تفجير وسط تظاهرة كردية أعقبه تبادل اطلاق نار بين المتظاهرين وحراس مقر"الجبهة التركمانية"القريبة من أنقرة، وفقاً لمصادر أمنية تحدثت الى وكالة"أسوشييتد برس". وأفادت الشرطة المحلية للوكالة ذاتها أن بقايا بشرية انتشلتها من موقع الاعتداء تعود الى امرأة نفذت الهجوم، فيما أكد الجيش الأميركي أن التفجير كان انتحارياً من دون تحديد جنس منفذه. وأكد الطبيب شرزاد حمد من مستشفى ازادي في كركوك أن مستشفيات المدينة تلقت جثث 27 شخصاً وحوالي 127 جريحاً أُصيبوا في الهجوم واطلاق النار، لافتاً الى أن 30 جريحاً في حال حرجة. وقال نجاة حسن مسؤول"الحزب الديموقراطي الكردستاني"في كركوك إن"المتظاهرين فروا اثر وقوع الانفجار، لكن حراس مقرات أحزاب سياسية بينها الجبهة التركمانية، بادروا بإطلاق نار في الهواء خشية توجه المتظاهرين الى مقراتهم، ما دفع بالمتظاهرين الى الرد". ووقع الهجوم خلال تظاهرة كردية لرفض مشروع"قانون انتخاب مجالس المحافظات"الذي يتضمن فقرة تتعلق بتوزيع المناصب الادارية بالتساوي بين الأكراد والعرب والتركمان في كركوك الغنية بالنفط، شارك فيها عشرات آلاف الأكراد. وذكر الناطق باسم الشرطة العقيد جمال طاهر أنها عثرت على سيارة مفخخة قريبة من موقع الاعتداء وفجرتها من دون وقوع أي اصابات. وفي محافظة ديالى، أعلن الرائد في الشرطة محمد الكرخي"مقتل أربعة أشخاص بينهم امرأة في انفجار عبوة استهدفت سيارتهم المدنية على الطريق الرئيسي في ناحية بلدروز 100 كيلومتر شرق بغداد". وأكد مصدر طبي في مستشفى بلدروز تلقي جثث ثلاثة رجال وامرأة. ومن المتوقع بدء عملية أمنية واسعة لملاحقة تنظيم"القاعدة"في ديالى مطلع آب اغسطس المقبل، وفقاً لمصادر أمنية عراقية. ومعلوم أن ديالى، وكبرى مدنها بعقوبة، من المناطق الأشد توتراً في البلاد، نظراً إلى تركيبتها الديموغرافية التي تضم خليطاً من القوميات والطوائف المتعددة. ومعلوم أن هذه الهجمات هي الأكثر عنفاً منذ 15 تموز يوليو الماضي عندما قُتل 37 شخصاً وجُرح عشرات آخرون في أربع هجمات انتحارية استهدفت قوات الأمن العراقية، أدى أحدها الى مقتل 28 متطوعاً في الجيش في هجوم مزدوج لانتحاريتين بحزامين ناسفين في ديالى.