أحيا مئات آلاف المسلمين الشيعة زيارة النصف من شعبان في كربلاء، وسط اضطراب امني، طاول عدداً من الحافلات التي تقل الزوار العائدين الى بغداد بعد انهاء المراسم. وفيما سقط العشرات بين قتيل وجريح من التركمان في بلدة طوزخرماتو، اكدت مصادر أمنية ان حصيلة التفجيرات التي طاولت عدداً من المدن مساء اول من امس بلغت 188 قتيلاً وجريحاً. وعلى رغم ذلك، أكدت قيادة عمليات الفرات الأوسط نجاح الخطة الأمنية لحماية زيارة كربلاء بمشاركة مئات آلاف المسلمين الشيعة. وأعلنت في بيان، تسلمت «الحياة» نسخة منه، ان «الخطة نجحت في حفظ امن المدينة والزوار الذين بلغ عددهم ثمانية ملايين زائر، بينهم اكثر من 66 ألف زائر عربي وأجنبي». لكن مصدراً في «غرفة عمليات الزيارة الشعبانية» التابعة لعمليات الفرات الأوسط اكد في اتصال مع «الحياة» ان «التضييق والتشديد الأمنيين دفعا بعض المتواطئين مع العصابات الإرهابية الى اطلاق بعض الإشاعات لخلق حالة من الفوضى والتدافع بذريعة وجود انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً ن وتسببت ذلك بإصابة 30 شخصاً بينهم نساء وأطفال جراء التدافع». وفي طريق عودة الزوار من كربلاء الى بغداد وتحديداً في ناحية الإسكندرية قتل ثلاثة اشخاص وأصيب 15 بانفجار عبوة لاصقة كانت مثبتة في سيارة تقلهم. وأسفر انفجار عبوة أخرى كانت موضوعة على جانب سكة القطار لقرب بغداد في منطقة الدورة عن اصابة شخصين على الأقل. الى ذلك، اعلنت الأجهزة الأمنية في محافظة كركوك، مقتل وإصابة 65 شخصاً من المعتصمين التركمان، بينهم مسؤولان، في تفجير انتحاريين نفسيهما، وسط خيمة للمحتجين، في قضاء طوزخورماتو، ذات الغالبية الشيعية، فيما انتقدت احزاب تركمانية تجاهل الحكومة توفير الحماية لمكونهم. وأوضح ضابط برتبة رائد في الشرطة يدعى عبد الحميد يونس ل»الحياة» ان «10 مدنيين قتلوا ، فيما اصيب 37، بعدما تمكن انتحاري من التسلل بين صفوف المعتصمين التركمان الذين اعلنوا تنظيم احتجاج ضد الهجمات التي طاولت ابناء مكونهم على مدى أعوام». وأشار الى ان «بين الجرحى نائب رئيس الجبهة التركمانية العراقية علي مختار اوغلو، ومساعد محافظ صلاح الدين للشؤون الإدارية احمد عبد الواحد، اللذان كانا مع تجمع سلمي لقطع الطريق بين بغداد وكركوك احتجاجاً على تردي الوضع الأمني». ووقع الانفجار في اجواء من التصعيد الذي يشهده القضاء، بعد قطع عشرات المتظاهرين التركمان، الطريق الرابط بين كركوك وبغداد، احتجاجاً على استمرار الهجمات التي ادت إلى مقتل وإصابة 436 مدنياً منذ ثلاثة اعوام. ورحبت الأحزاب العربية بقرار مجلس محافظة كركوك، الخاص بوقف حفر خندق حول المحافظة، لحمايتها من الهجمات. وأوضح القيادي في المجلس السياسي العربي الذي يمثل عرب كركوك الشيخ عبد الرحمن منشد العاصي ان «الأحزاب العربية عارضت مشروع حفر خندق يحيط بالمحافظة نظراً الى المخاوف التي احاطت بالمشروع في ما يتعلق بمستقبل كركوك في ظل الخلافات الراهنة على مصيرها». وأشار الى ان « رئيس الوزراء نوري المالكي أمر بوقف اعمال الحفر». في وقت، اكد نائب رئيس مجلس المحافظة ريبوار طالباني ان «الإدارة المحلية اوقفت موقتاً اعمال الحفر حتى الاتفاق مع الحكومة بهذا الخصوص». في هذا الوقت، أفادت مصادر صحية بأن حصيلة التفجيرات بسيارات مفخخة ضربت احياء متفرقة في بغداد، اول من امس الاثنين، اسفرت عن مقتل وإصابة اكثر 188 من شخصاً، واستخدمت فيها تسع سيارات ضربت احياء بغداد الجديدة والنصر والكرادة وكراج الأمانة وحي الجهاد والشرطة الخامسة والحسينية. وهاجم مسلحون فجر أمس كنيسة ماري الواقعة في منطقة الأمين الثانية، جنوب شرقي بغداد، وأدى الهجوم الى إصابة ثلاثة من عناصر الشرطة المكلفين حماية الكنيسة. ودانت الحكومة البريطانية الهجمات الإرهابية التي شهدتها بغداد اول من امس. ونقل بيان للسفارة البريطانية في بغداد تسلمت «الحياة» نسخة منه، عن السفير سايمون كولِس قوله ان «الحكومة البريطانية تُدين بكل ما تحمله الكلمة من معنى الهجمات». ودعا الحكومة الى «بذل كل ما في وسعها لتقديم المسؤولين عن الهجمات الى العدالة».