وصفت "وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" اونروا الاوضاع الانسانية والمعيشية في قطاع غزة بأنها تزداد تدهورا وأن الفقراء يزدادون فقرا بعد شهر من التهدئة ووقف اطلاق النار في القطاع. وقال مدير عمليات"اونروا"في قطاع غزة جون غنغ إن"الفقراء والبسطاء في قطاع غزة لا يشعرون بفائدة التهدئة، وأوضاعهم تتدهور الى الأسوأ في كل لحظة، في ظل استمرار الدخول المقنن للبضائع والوقود والمواد الانسانية"الى القطاع. وأعلن غنغ في مؤتمر صحافي عقده في أحد مراكز تقديم المساعدات التابعة للوكالة الدولية في مدينة غزة ان"اونروا قررت تقديم مبلغ 22 مليون شيكل نحو 6.5 مليون دولار الى نحو 92 ألف لاجئ فلسطيني مسجلين لديها في القطاع، نظراً لأن الاوضاع اصبحت غير محتملة على الاطلاق". واضاف ان"مجمل ما يدخل من مواد ووقود الى قطاع غزة الآن هو 25 في المئة فقط، ما كان يدخل في مثل هذا الوقت من العام الماضي". وأشار الى أن"الاسمنت الذي يدخل الى قطاع غزة اللآن من الدرجة الثانية وليس الجيد"، في اشارة الى كميات الاسمنت التي سمحت اسرائيل اخيرا بتوريدها الى القطاع، وتبين بعد الفحص أنها غير صالحة للاستخدام في الخرسانة المسلحة. وتساءل:"لماذا تسمح اسرائيل لصيادي غزة بالصيد في مياه البحر المتوسط القذرة التي تُضخ إليها عشرات الاف أكواب مياه الصرف الصحي غير المعالجة مسبقاً يومياً، فيما اتفاق اوسلو ينص على أن بإمكانهم الصيد لمسافة 20 ميلا بحريا"في عمق البحر، الأمر الذي لا تسمح به اسرائيل منذ سنوات عدة. وقال إن"المزارعين في القطاع يأتون الى"اونروا"طلباً للطعام لعائلاتهم، وهم من المفترض ان يزودوا الناس بالطعام والغذاء". وأضاف أن"الاقتصاد في القطاع يواصل انهياره"، داعياً"مصر واسرائيل الى فتح المعابر التجارية ومعبر رفح فوراً من دون تأخير لأن المسجونين في غزة هم الناس العاديون والبسطاء". وقال إن"معبر رفح شريان حياة اساس لسكان غزة المدنيين، وإنه من ناحية انسانية، بعيدا عن التعقيدات السياسية، يجب فتحه والمعابر الاخرى، حتى يتمكن الاطباء والطلاب والمرضى والعمال من الخروج ومساعدة عائلاتهم التي تزداد فقرا في القطاع". وزاد إن"الفقراء والبسطاء الذين يشكلون غالبية سكان غزة لم يشعروا بفائدة التهدئة حتى الآن، على رغم التغيير الايجابي البسيط في دخول المواد الانسانية". ورأى أن قضية توريد كميات الوقود اللازمة للقطاع"تتعلق بقرار سياسي لأن معبر الوقود ناحل عوز مجهز تماماً لاسقبال الكميات كافة التي يحتاجها القطاع". واعتبر أنه"يجب استغلال الفرصة المتاحة الآن في ظل وقف اطلاق النار، وعدم تضييعها لأن فقدانها غير محتمل وغير معقول"، معرباً عن اعتقاده ان"سكان قطاع غزة ليس بإمكانهم التحمل اكثر من ذلك". الى ذلك، أعلنت مصادر طبية فلسطينية أن مزارعا فلسطينيا أصيب برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة. وقالت إن الشاب محمد حمدان 20 عاماً أصيب بجروح متوسطة إثر اطلاق قوات الاحتلال النار على مجموعة من المزارعين كانوا يعملون في أرضهم المجاورة لكلية الزراعة في بلدة بيت حانون، في خرق اسرائيلي جديد للتهدئة. "الجهاد" والتهدئة من جهتها، حذرت حركة"الجهاد الإسلامي"من أن اتفاق التهدئة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في قطاع غزة"لن يصمد طويلاً طالما استمر العدوان الإسرائيلي والحصار على الشعب الفلسطيني". وقالت في بيان إن"الفصائل الفلسطينية مطالبة بتصعيد عملياتها رداً على العدوان الإسرائيلي المستمر الذي كان آخره محاولة اغتيال قيادي في سرايا القدس الذراع العسكرية للحركة في مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية". وطالبت مؤسسة"الضمير"لحقوق الإنسان المجتمع الدولي بالتدخل لرفع الحصار عن القطاع لحماية الأطفال من الموت بسبب نقص العلاج والدواء. وقالت في تقرير أصدرته أمس عن انتهاكات حقوق الطفل الفلسطيني خلال ايار مايو وحزيران يونيو الماضيين، إن قوات الاحتلال الاسرائيلي قتلت تسعة اطفال وأصابت 13 بجروح خلال ايار، وقتلت ثمانية وأصابت سبعة خلال حزيران.