ساد الهدوء شبه التام في قطاع غزة امس لليوم الثالث على التوالي بعدما دخلت التهدئة المتبادلة المتزامنة بين حركة"حماس"والفصائل الفلسطينية وبين اسرائيل حيز التنفيذ اعتباراً من صباح الخميس الماضي. وحل الهدوء على جانبي الحدود ولم يُسجل أي خرق من الطرفين، فيما بدأت طائرات الاستطلاع الاسرائيلية من دون طيار تغيب رويداً رويداً عن سماء القطاع، ما مكن المواطنين من الاستمتاع بمشاهدة القنوات الفضائية، خصوصاً أن هذه الطائرات تؤثر سلباً على ترددات القنوات الفضائية فتغيب الصورة وتزول إشارة البث. في غضون ذلك، قال رئيس اللجنة الشعبية لفك الحصار عن القطاع النائب جمال الخضري انه"لم يحدث أي انفراج في الوضع في القطاع حتى الآن، على رغم دخول التهدئة يومها الثالث"امس. ودعا في مؤتمر صحافي عقده في غزة امس الفصائل الفلسطينية الى"التزام التهدئة التي تمت عبر إجماع وطني، وعدم إعطاء اسرائيل أي ذريعة لخرقها، والعودة إلى الإجماع الوطني في حال تم خرقها من الطرف الاسرائيلي". وأشار إلى ان اللجنة الشعبية"ستراقب مجريات الأمور ومدى التزام الجانب الاسرائيلي تنفيذ بنود اتفاق التهدئة، وستوافي الأشقاء في مصر بالتقارير أولاً بأول كونهم راعي هذا الاتفاق". إلى ذلك، من المقرر أن تشرع سلطات الاحتلال الاسرائيلي في زيادة قوائم السلع والمواد الغذائية والأدوية والوقود بنسبة 30 في المئة اعتباراً من اليوم بموجب اتفاق التهدئة. وينص البند الثالث من اتفاق التهدئة على ان تزيد سلطات الاحتلال الاسرائيلي هذه الكميات بنحو 30 في المئة بعد 72 ساعة على بدء سريان التهدئة، فيما ينص البند الرابع على ان ترفع سلطات الاحتلال بعد عشرة أيام من بدء سريان التهدئة الحظر الذي فرضته على عشرات السلع والمواد، من بينها الاسمنت وحديد البناء والألمونيوم، وتتراجع عن تقليص كميات عشرات السلع الأخرى، من بينها الوقود والغاز المنزلي. وستفتح سلطات الاحتلال اليوم معبر"صوفاه"التجاري الواقع شمال شرقي مدينة رفح جنوب القطاع لإدخال البضائع منه، فيما سيتم توريد الوقود كالمعتاد عبر معبر"ناحل عوز"المخصص لهذا الغرض شرق مدينة غزة. وقالت الإذاعة العبرية انه لن يطرأ في المرحلة الحالية أي تغيير او زيادة على كميات الوقود التي تسمح اسرائيل بتوريدها إلى القطاع، كما لن يتم فتح معابر أخرى. لكن مصادر اسرائيلية قالت ان اسرائيل ستسمح اعتباراً من اليوم بإدخال الأحذية إلى القطاع بعد منع دام عاماً كاملاً.