وسط حضور جماهيري كبير في قصر الرباط في المنستير الساحل التونسي، افتتح المطرب لطفي بوشناق فاعليات الدورة ال 37 ل"مهرجان المنستير الدولي". لطفي الذي قدم عدداً كبيراً من أغنياته القديمة والجديدة، بدأ الحفلة ببعض السماعيات والأدوار من المألوف التونسي وبعض الارتجالات لقصائد عربيّة شهيرة، ليواصل بعدها مع أغنياته"حبّيت وتحبيت"و"هاذي غناية ليهم"و"تكتيك"و"غالبك". وكان مع كل أغنية يتفاعل مع الجمهور الذي حضر ليستمتع بالفن الأصيل، فيقف ويتواصل مع جمهوره ويغنّي ويرقص... ما زاد من"حميميّة"الحفلة التي تواصلت لأكثر من ساعتين بلا انقطاع. واصل لطفي مع"تشهد عليّ المطر"و"نسّايا"و"ريتك ما نعرف وين"... و"إنت شمسي". وقبل أن يختم سهرته، أدى مجموعة من أغاني كبار الفنانين التونسيين مثل الصادق ثريّا والهادي الجويني، في لمسة وفاء للجيل المؤسس، فغنّى"كيف يضيق بيك الدهر"و"سمرا يا سمرا"و"لاموني اللي غاروا منّي"... وغيرها من أغنيات جيل الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي. سهرة بوشناق في قصر رباط المنستير كانت أشبه باحتفال بالأغنية التونسية من خلال ما قدمه من أشكال موسيقية متنوعة ساهم الجمهور في أدائها بكلّ تمكّن، وكان الجمهور يحفظ كلّ أغنيات بوشناق ويرددها بإتقان كبير، ما زاد في حماسته واندفاعه لتقديم المزيد. ويواصل بوشناق جولته في بعض المهرجانات التونسية بعدما كان افتتح مهرجان بنزرت حيث سينزل ضيفاً على المهرجان الدولي بقفصة جنوبتونس، لينطلق بعدها إلى باريس ليقدم عرضين، قبل ان يسافر إلى الولاياتالمتحدة الأميركية لتقديم أربعة عروض في بوسطن وواشنطن ونيويورك. وعن سبب عدم مشاركته في مهرجان قرطاج هذا العام، قال بوشناق:"أولاً أنا لا أدق أبواب المهرجانات أنا موجود لمن أرادني ثمّ إن المهرجانات الكبرى تتطلّب تحضيرات خاصة. وأنا عوّدت جمهوري أن أقدم مشروعاً كاملاً على مسرح قرطاج حيث سبق أن قدمت حفلة مع الأوركسترا السيمفونية التونسية وحفلة أخرى شاركني فيها الأطفال والفنان الراحل الصادق ثريّا، وحفلة عالميّة بلا حدود مع عدد من الفنانين من جنسيات مختلفة". يذكر أن بوشناق يستعد لإصدار آخر أعماله وهي أغنية باللهجة التونسية كتبها رفيق دربه الشاعر آدم فتحي بعنوان"لو كان الريح"لحنها بنفسه ووزعها وليد اللموشي. وإلى بوشناق، ستكون لجمهور"مهرجان المنستير الدولي"مواعيد أخرى مع الموسيقى التونسية من خلال عروض لشيخ المألوف التونسي زياد غرسة ونوال غشام لطيفة العرفاوي، إلى جانب سهرات لتامر حسني وفضل شاكر وهيفا وهبي، الى عروض مسرحية وسينمائية أخرى.