وجهت اميركا وبريطانيا تحذيرين إلى إيران بضرورة الانصياع للمطالب الدولية، تحت طائلة مواجهة تشديد العقوبات عليها في مجلس الامن. وجاء ذلك بعيد نفي المفاوض في الملف النووي الايراني سعيد جليلي ان تكون مسألة تعليق تخصيب اليورانيوم نوقشت خلال لقائه ممثلي الدول الكبرى في جنيف السبت الماضي. راجع ص 8 وتسارعت الحركة الديبلوماسية الأميركية في الملف الايراني أمس، مع لقاء وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في ابو ظبي، وزير الخارجية الاماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان ووزراء خارجية عرب آخرين. وتناول اللقاء الازمة مع طهران، فيما وجه رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون تحذيراً الى الايرانيين في خطاب له أمام الكنيست الاسرائيلي. وأمهلت رايس، قبيل لقائها مساعدها للشؤون السياسية وليام بيرنز، لإطلاعها على نتائج المحادثات التي شارك فيها في جنيف السبت الماضي، ايران اسبوعين للرد على عرض الحوافز الدولي الهادف الى تعليق تجاربها النووية الحساسة، والا فانها ستتعرض"لاجراءات عقابية"اضافية. واعتبرت الوزيرة الاميركية ان حضور بيرنز محادثات جنيف"كان مفاجئاً نوعاً ما للايرانيين"الذين غالباً ما يرددون ان الغياب الاميركي عن المحادثات يؤكد عدم اهتمام واشنطن بالتوصل الى حل ديبلوماسي". ولم تكشف رايس عن الآفاق المحتملة لتمثيل ديبلوماسي اميركي في ايران للمرة الاولى منذ قطع العلاقات بين البلدين إثر قيام الجمهورية الاسلامية العام 1979، لكنها اوضحت ان افتتاح مكتب لرعاية المصالح سيكون محوره تحسين علاقات اميركا بالشعب الايراني. وأضافت ان لقاء جنيف"وجه رسالة قوية جداً الى الايرانيين بأنهم لا يستطيعون التقدم والتراجع في آن... عليهم اتخاذ قرار". وعبر رئيس الاركان المشتركة الأميركية الأميرال مايك مولن عن قلقه من أن أي ضربة أميركية أو اسرائيلية لإيران ستنطوي على مخاطرة كبيرة بحدوث مزيد من الفوضى في الشرق الاوسط. وقال في مقابلة مع محطة"فوكس نيوز":"أعتقد بأن الامر سيكون كبيراً، وأنا قلق في هذا الشأن كثيراً". واضاف:"أنا قلق في شأن حال عدم الاستقرار في ذلك الجزء من العالم، ومن العواقب المحتملة غير المقصودة لتوجيه ضربة من هذا النوع". وفي القدسالمحتلة، قال براون، في خطاب امام النواب الاسرائيليين:"تواجه ايران اليوم خياراً واضحاً: إما وقف برنامجها النووي والموافقة على عروضنا في المفاوضات، او التعرض لمزيد من العزلة ومواجهة رد جماعي، وليس من بلد واحد". وأضاف انه"كما بذلت بريطانيا جهوداً لاعتماد ثلاثة قرارات ملزمة في الاممالمتحدة، اعدكم بأنها ستستمر في تصميم ان تكون رأس الحربة، مع الولاياتالمتحدة وشركائنا الاوروبيين، في جهود منع ايران من تطبيق برنامج نووي عسكري". وحرص براون في خطابه على تفنيد تصريحات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الذي دعا الى ازالة اسرائيل من الخريطة. وقال:"ان للشعب الاسرائيلي الحق في ان يعيش هنا، ان يعيش بحرية وأن يعيش بأمان... ومن المقيت جداً ان يدعو الرئيس الايراني الى محو اسرائيل عن خريطة العالم". وكان جليلي توقف في أنقرة، في طريق عودته من جنيف الى طهران، والتقى وزير الخارجية التركي علي باباجان ووضعه في اجواء محادثات جنيف مع ممثلي الدول الست والممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا. وكشف وزير الخارجية التركي عن اتصالات تجريها بلاده لتخفيف حدة التوتر حول الملف النووي الإيراني، بحسب ما اوردت صحيفة"حرييت". ونفى باباجان ان تكون تركيا تجري وساطة رسمية، قائلاً ان دور بلاده يهدف الى"تعزيز المفاوضات وتسهيلها"بين إيران ومجموعة الدول الست.